بازگشت

سلام كردن كوه ها، صخره ها، و سنگ ها بر آن حضرت


[23] -23- قال الامام العسكري عليه السلام:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما تسليم الجبال و الصخور و الأحجار عليه، فان رسول الله صلي الله عليه و آله لما ترك التجارة الي الشام، و تصدق بكل ما رزقه الله تعالي من تلك التجارات، كان يغدو كل يوم الي حراء، يصعده ينظر من قلله الي آثار رحمة الله و أنواع عجائب رحمته و بدائع حكمته، و ينظر الي أكناف السماء، و أقطار الأرض و البحار، و المفاوز، و الفيافي، فيعتبر بتلك الآثار، و يتذكر بتلك الآيات، و يعبد الله حق عبادته.

فلما استكمل أربعين سنة [و] نظر الله عزوجل الي قلبه، فوجده أفضل القلوب و أجلها، و أطوعها و أخشعها و أخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت، و محمد صلي الله عليه و آله ينظر اليها، و أذن للملائكة فنزلوا، و محمد صلي الله عليه و آله ينظر اليهم، و أمر بالرحمة فأنزلت عليه من لدن ساق العرش الي رأس محمد و غمرته، و نظر الي جبرئيل، الروح الأمين، المطوق بالنور، طاوس الملائكة هبط اليه، و أخذ بضبعه [1] وهزه، و قال: يا محمد! اقرأ. قال: و ما أقرأ؟

قال: يا محمد (اقرأ باسم ربك الذي خلق - خلق الانسان من علق - الي قوله - ما لم يعلم) [2] ثم أوحي [اليه] ما أوحي اليه ربه عزوجل، ثم صعد الي العلو، و نزل محمد صلي الله عليه و آله من الجبل، و قد غشيه من تعظيم جلال الله، و ورد عليه من كبير شأنه ما ركبه به الحمي و النافض.

يقول: و قد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره، و نسبتهم اياه الي الجنون، [و أنه] يعتريه شيطان، و كان من أول أمره أعقل خليقة الله، و أكرم براياه، و أبغض الأشياء اليه الشيطان و أفعال المجانين و أقوالهم.

فأراد الله عزوجل أن يشرح صدره، و يشجع قلبه، فأنطق الجبال و الصخور و المدر، و كلما وصل الي شي ء منها ناداه: [السلام عليك يا محمد!] السلام عليك يا ولي الله! السلام عليك يا رسول الله! السلام عليك يا حبيب الله! أبشر، فان الله عزوجل قد فضلك، و جملك، و زينك، و أكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأولين و الآخرين، لا يحزنك قول قريش: انك مجنون، و عن الدين مفتون، فان الفاضل من فضله [الله] رب العالمين، و الكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين، فلا يضيقن صدرك من تكذيب قريش و عتاة العرب لك، فسوف يبلغك ربك أقصي منتهي الكرامات، و يرفعك الي أرفع الدرجات.

و سوف ينعم و يفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب عليه السلام، و سوف يبث علومك في العباد و البلاد، بمفتاحك و باب مدينة علمك علي بن أبي طالب عليه السلام، و سوف يقر عينك ببنتك فاطمة عليهاالسلام، و سوف يخرج منها و من علي، الحسن و الحسين، سيدي شباب أهل الجنة، و سوف ينشر في البلاد دينك، و سوف يعظم أجور المحبين لك و لأخيك، وسوف يضع في يدك لواء الحمد، فتضعه في يد أخيك علي، فيكون تحته كل نبي و صديق و شهيد، يكون قائدهم أجمعين الي جنات النعيم.

فقلت في سري: يا رب! من علي بن أبي طالب الذي وعدتني به؟ - و ذلك بعد ما ولد علي عليه السلام و هو طفل - أو هو ولد عمي؟

و قال بعد ذلك لما تحرك علي قليلا، و هو معه: أهو هذا؟

ففي كل مرة من ذلك أنزل عليه ميزان الجلال، فجعل محمد صلي الله عليه و آله في كفة منه، و مثل له علي عليه السلام و سائر الخلق من أمته الي يوم القيامة [في كفة]، فوزن بهم فرجح.

ثم أخرج محمد صلي الله عليه و آله من الكفة، و ترك علي في كفة محمد صلي الله عليه و آله التي كان فيها، فوزن بسائر أمته، فرجح بهم، فعرفه رسول الله صلي الله عليه و آله بعينه وصفته.

و نودي في سره: يا محمد! هذا علي بن أبي طالب صفيي الذي أؤيد به هذا الدين، يرجح علي جميع أمتك بعدك.

فذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة، و خفف عني مكافحة الأمة، و سهل علي مبارزة العتاة الجبابرة من قريش [3] .


پاورقي

[1] الضبع: العضد. مجمع البحرين 2: 5، (ضبع).

[2] العلق: 1 - 5.

[3] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 156 ح 78، بحارالأنوار 18: 205 ح 36.