بازگشت

داستان مرغ بريان


[24] -24- و قال عليه السلام أيضا:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما دفع الله القاصدين لمحمد صلي الله عليه و آله الي قتله و اهلاكه اياهم كرامة لنبيه صلي الله عليه و آله، و تصديقه اياه فيه، فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان، و هو ابن سبع سنين بمكة، قد نشأ في الخير نشوءا لا نظير له في سائر صبيان قريش، حتي ورد مكة قوم من يهود الشام، فنظروا الي محمد صلي الله عليه و آله و شاهدوا نعته و صفته، فأسر بعضهم الي بعض، [و] قالوا: هذا والله! محمد، الخارج في آخر الزمان، المدال علي اليهود و سائر [أهل] الأديان، يزيل الله تعالي به دولة اليهود، و يذلهم و يقمعهم.

و قد كانوا و جدوه في كتبهم [النبي] الأمي الفاضل الصادق، فحملهم الحسد علي أن كتموا ذلك، و تفاوضوا في أنه ملك يزال.

ثم قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال [عليه] فنقتله، فان الله يمحو ما يشاء و يثبت، لعلنا نصادفه ممن يمحو، فهموا بذلك.

ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتي نمتحنه و نجربه بأفعاله، فان الحلية قد توافق الحلية، و الصورة قد تشاكل الصورة، ان ما وجدناه في كتبنا أن محمدا يجنبه ربه من الحرام و الشبهات.

فصادفوه و آلفوه و ادعوه، الي دعوة و قدموا اليه الحرام و الشبهة، فان انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنه غير من تظنون، و انما الحلية وافقت الحلية و الصورة ساوت الصورة، و ان لم يكن الأمر كذلك، و لم يأكل منهما شيئا، فاعلموا أنه هو، فاحتالوا له [في] تطهير الأرض منه، لتسلم لليهود دولتهم.

قال: فجاءوا الي أبي طالب فصادفوه و دعوه الي دعوة لهم، فلما حضر رسول الله صلي الله عليه و آله قدموا اليه و الي أبي طالب و الملأ من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها [1] و شووها، فجعل أبوطالب و سائر قريش يأكلون منها، و رسول الله صلي الله عليه و آله يمد يده نحوها، فيعدل بها يمنة و يسرة، ثم أماما، ثم خلفا، ثم فوقا، ثم تحتا، لا تصيبها يده صلي الله عليه و آله.

فقالوا: مالك يا محمد! لا تأكل منها؟

فقال صلي الله عليه و آله: يا معشر اليهود! قد جهدت أن أتناول منها، و هذه يدي يعدل بها عنها، و ما أراها الا حراما يصونني ربي عزوجل عنها.

فقالوا: ما هي الا حلال، فدعنا نلقمك [منها]، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: فافعلوا ان قدرتم.

فذهبوا ليأخذوا منها، و يطعموه، فكانت أيديهم يعدل بها الي الجهات، كما كانت يد رسول الله صلي الله عليه و آله تعدل عنها.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: [ف] هذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها ان كانت لكم.

فجاءوه بدجاجة أخري مسمنة مشوية قد أخذوها، لجار لهم غائب لم يكونوا اشتروها، و عمدوا الي أن يردوا عليه ثمنها اذا حضر، فتناول منها رسول الله صلي الله عليه و آله لقمة، فلما ذهب ليرفعها ثقلت عليه، و فصلت حتي سقطت من يده، و كلما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت.

فقالوا: يا محمد! فما بال هذه لا تأكل منها؟ [ف] قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و هذه أيضا قد منعت منها، و ما أراها الا من شبهة يصونني ربي عزوجل عنها.

قالوا: ما هي من شبهة، فدعنا نلقمك منها. قال: فافعلوا! ان قدرتم عليه.

فلما تناولوا لقمة ليلقموه ثقلت كذلك في أيديهم، [ثم سقطت] و لم يقدروا أن يلقموها.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: هو ما قلت لكم، هذه شبهة يصونني ربي عزوجل عنها.

فتعجبت قريش من ذلك، و كان ذلك مما يقيمهم علي اعتقاد عداوته الي أن أظهروها لما أظهره الله عزوجل بالنبوة، و أغرتهم اليهود أيضا، فقالت لهم اليهود: أي شي ء يرد عليكم من هذا الطفل؟! ما نراه الا يسالبكم نعمكم و أرواحكم، [و] سوف يكون لهذا شأن عظيم [2] .


پاورقي

[1] وقذه: ضربه حتي استرخي و أشرف علي الموت، و منه قوله تعالي: الموقوذة، هي المضروبة حتي تشرف علي الموت ثم تترك حتي تموت و تؤكل بغير ذكاة. مجمع البحرين 2: 532، (وقذ).

[2] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 159 ح 79، بحارالأنوار 17: 311.