داستان ابر سفيد
[25] -25- و عنه عليه السلام أيضا:
قال عليه السلام: فقلت لأبي «علي بن محمد عليهماالسلام»: كيف كانت هذه الأخبار في هذه الآيات التي ظهرت علي رسول الله صلي الله عليه و آله بمكة و المدينة؟
فقال: يا بني! استأنف لها النهار.
فلما كان في الغد، قال: يا بني! أما الغمامة فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يسافر الي الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد، و كان من مكة الي بيت المقدس مسيرة شهر، فكانوا في حمارة القيظ يصيبهم حر تلك البوادي، و ربما عصفت عليهم فيها الرياح، و سفت عليهم الرمال و التراب.
و كان الله تعالي في تلك الأحوال يبعث لرسول الله صلي الله عليه و آله غمامة تظله فوق رأسه تقف بوقوفه، و تزول بزواله، ان تقدم تقدمت، و ان تأخر تأخرت، و ان تيامن تيامنت، و ان تياسر تياسرت، فكانت تكف عنه حر الشمس من فوقه، و كانت تلك الرياح المثيرة لتلك الرمال و التراب، تسفيها في وجوه قريش و وجوه رواحلهم حتي اذا دنت من محمد صلي الله عليه و آله هدأت و سكنت، ولم تحمل شيئا من رمل و لا تراب، وهبت عليه ريحا باردة لينة، حتي كانت قوافل قريش يقول قائلها: جوار محمد أفضل من خيمة.
فكانوا يلوذون به، و يتقربون اليه، فكان الروح يصيبهم بقربه، و ان كانت الغمامة مقصورة عليه.
و كان اذا اختلط بتلك القوافل غرباء، فاذا الغمامة تسير في موضع بعيد منهم.
قالوا: الي من قرنت هذه الغمامة فقد شرف وكرم.
فيخاطبهم أهل القافلة: انظروا الي الغمامة، تجدوا عليها اسم صاحبها، و اسم صاحبه و صفيه و شقيقه.
فينظرون فيجدون مكتوبا عليها:
«لا اله الا الله، محمد رسول الله صلي الله عليه و آله، أيدته بعلي سيد الوصيين، و شرفته بآله الموالين له و لعلي و أوليائهما، و المعادين لأعدائهما».
فيقرأ ذلك، و يفهمه من يحسن أن يكتب، و يقرأ من لا يحسن ذلك [1] .
پاورقي
[1] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 155 ح 77، بحارالأنوار 17: 307 ح 15.