بازگشت

داستان دو درخت


[26] -26- و عنه عليه السلام أيضا:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما الشجرتان اللتان تلاصقتا، فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان ذات يوم في طريق له [ما] بين مكة و المدينة، و في عسكره منافقون من المدينة، و كافرون من مكة، و منافقون منها، و كانوا يتحدثون فيما بينهم بمحمد صلي الله عليه و آله الطيبين، و أصحابه الخيرين.

فقال بعضهم لبعض: يأكل كما نأكل، و ينفض كرشه من الغائط و البول كما ننفض، و يدعي أنه رسول الله!

فقال بعض مردة المنافقين: هذه صحراء ملساء لأتعمدن النظر الي استه اذا قعد لحاجته، حتي أنظر هل الذي يخرج منه كما يخرج منا، أم لا؟

فقال آخر: لكنك ان ذهبت تنظر منعه حياؤه من أن يقعد، فانه أشد حياء من الجارية العذراء الممتنعة المحرمة.

قال: فعرف الله عزوجل ذلك نبيه محمد صلي الله عليه و آله، فقال لزيد بن ثابت: اذهب الي تينك الشجرتين المتباعدتين - يومي الي شجرتين بعيدتين، قد أوغلتا في المفازة، و بعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما و ناد: أن رسول الله صلي الله عليه و آله يأمركما أن تلتصقا و تنضما، ليقضي رسول الله صلي الله عليه و آله خلفكما حاجته.

ففعل ذلك زيد، فقال: فو الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله بالحق نبيا! ان الشجرتين انقلعتا بأصولهما من مواضعهما، وسعت كل واحدة منهما الي الأخري، سعي المتحابين كل واحد منهما الي الآخر، [و] التقيا بعد طول غيبة و شدة اشتياق، ثم تلاصقتا و انضمتا، انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء.

فقعد رسول الله صلي الله عليه و آله خلفهما، فقال أولئك المنافقون: قد استتر عنا.

فقال بعضهم لبعض: فدوروا خلفه لننظر اليه.

فذهبوا يدورون خلفه، فدارت الشجرتان كلما داروا، فمنعتاهم من النظر الي عورته.

فقالوا: تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا.

فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان، فأحاطتا به كالأنبوبة حتي فرغ و توضأ، و خرج من هناك و عاد الي العسكر.

و قال لزيد بن ثابت: عد الي الشجرتين، و قل لهما: ان رسول الله صلي الله عليه و آله يأمركما أن تعودا الي أماكنكما.

فقال لهما: فسعت كل واحدة منهما الي موضعها - و الذي بعثه بالحق نبيا! - سعي الهارب الناجي بنفسه من راكض شاهر سيفه خلفه، حتي عادت كل شجرة الي موضعها.

فقال المنافقون: قد امتنع محمد من أن يبدي لنا عورته، و أن ننظر الي استه فتعالوا ننظر الي ما خرج منه، لنعلم أنه و نحن سيان، فجاءوا الي الموضع، فلم يروا شيئا، البتة، لا عينا و لا أثرا.

قال: وعجب أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله من ذلك، فنودوا من السماء: أو عجبتم لسعي الشجرتين، احداهما الي الأخري؟! ان سعي الملائكة بكرامات الله عزوجل الي [محبي] محمد و محبي علي أشد من سعي هاتين الشجرتين، احداهما الي الأخري، و ان تنكب نفحات النار يوم القيامة عن محبي علي و المتبرئين من أعدائه أشد من تنكب هاتين الشجرتين، احداهما عن الأخري [1] .


پاورقي

[1] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 163 ح 81، بحارالأنوار 7: 314.