شهادت درخت به پيامبري او
[27] -27- و عنه عليه السلام أيضا:
قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما دعاؤه صلي الله عليه و آله الشجرة، فان رجلا من ثقيف كان أطب الناس، يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي، جاء الي رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال: يا محمد! جئت لأداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة، فشفوا علي يدي.
فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا حارث! أنت تفعل أفعال المجانين، و تنسبني الي الجنون؟
قال الحارث: و ما ذا فعلته من أفعال المجانين؟
قال صلي الله عليه و آله: نسبتك اياي الي الجنون من غير محنة منك و لا تجربة، و لا نظر في صدقي أو كذبي.
فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك و جنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها.
فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: و قولك لا تقدر لها، فعل المجانين، لأنك لم تقل: لم قلت كذا، و لا طالبتني بحجة، فعجزت عنها.
فقال الحارث: صدقت، أنا أمتحن أمرك بآية أطالبك بها، ان كنت نبيا فادع تلك الشجرة - و أشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها - فان أتتك علمت أنك رسول الله، و شهدت لك بذلك، و الا فأنت [ذلك] المجنون الذي قيل لي.
فرفع رسول الله صلي الله عليه و آله يده الي تلك الشجرة، و أشار اليها أن تعالي. فانقلعت الشجرة بأصولها و عروقها، و جعلت تخد في الأرض أخدودا عظيما، كالنهر حتي دنت من رسول الله صلي الله عليه و آله فوقفت بين يديه، و نادت بصوت فصيح: ها أنا ذا، يا رسول الله! [صلي الله عليك] ما تأمرني؟
فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله: دعوتك لتشهدي لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد، ثم تشهدي [بعد شهادتك لي] لعلي عليه السلام هذا بالامامة، و أنه سندي و ظهري و عضدي و فخري [و عزي]، و لولاه ما خلق الله عزوجل شيئا مما خلق.
فنادت: أشهد أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له، و أشهد أنك يا محمد! عبده و رسوله، أرسلك بالحق بشيرا [و نذيرا] و داعيا الي الله باذنه، و سراجا منيرا، و أشهد أن عليا ابن عمك، هو أخوك في دينك، [و] أوفر خلق الله من الدين حظا، و أجزلهم من الاسلام نصيبا، و أنه سندك و ظهرك، [و] قامع أعدائك، و ناصر أوليائك، [و] باب علومك في أمتك، و أشهد أن أولياءك الذين يوالونه و يعادون أعداءه حشو الجنة، و أن أعداءك الذين يوالون أعداءه و يعادون أولياءه حشو النار.
فنظر رسول الله صلي الله عليه و آله الي الحارث بن كلدة، فقال: يا حارث! أو مجنونا يعد من هذه آياته؟
فقال الحارث بن كلدة: لا والله، يا رسول الله! ولكني أشهد أنك رسول رب العالمين، و سيد الخلق أجمعين، و حسن اسلامه [1] .
پاورقي
[1] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 168 ح 83، بحارالأنوار 17: 316، حلية الأبرار 1: 310.