بازگشت

سخن گفتن پاچه ي مسموم گوسفند با پيامبر


[28] -28- و قال عليه السلام أيضا:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما كلام الذراع المسمومة، فان رسول الله صلي الله عليه و آله لما رجع من خيبر الي المدينة، و قد فتح الله له، جاءته امرأة من اليهود قد أظهرت الايمان، و معها ذراع مسمومة مشوية، فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله ما هذه؟

قال له: بأبي أنت و أمي، يا رسول الله! همني أمرك في خروجك الي خيبر، فاني علمتهم رجالا جلدا، و هذا حمل كان لي ربيته أعده كالولد لي، و علمت أن أحب الطعام اليك الشواء، و أحب الشواء اليك الذراع، فنذرت لله لئن [سلمك الله منهم لأذبحنه، و لأطعمنك من شواء ذراعه، و الآن فقد] سلمك الله منهم، و أظفرك بهم، فجئت بهذا لأفي بنذري.

و كان مع رسول الله صلي الله عليه و آله البراء بن معرور و علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: ائتوا بخبز، فأتي به فمد البراء بن معرور يده و أخذ منه لقمة، فوضعها في فيه، فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: يا براء! لا تتقدم [علي] رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال له البراء: و كان أعرابيا: يا علي كأنك تبخل رسول الله صلي الله عليه و آله؟!

فقال علي عليه السلام: ما أبخل رسول الله صلي الله عليه و آله، و لكني أبجله، و أوقره، ليس لي و لا لك و لا لأحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله صلي الله عليه و آله بقول، و لا فعل، و لا أكل، و لا شرب.

فقال البراء: ما أبخل رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال علي عليه السلام: ما لذلك قلت، و لكن هذا جاءت به هذه، و كانت يهودية، ولسنا نعرف حالها، فاذا أكلته بأمر رسول الله صلي الله عليه و آله فهو الضامن لسلامتك منه، و اذا أكلته بغير اذنه وكلت الي نفسك.

يقول علي عليه السلام هذا، و البراء يلوك اللقمة، اذ أنطق الله الذراع، فقالت: يا رسول الله! لا تأكلني، فاني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، و لم يرفع الا ميتا.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: ايتوني بالمرأة، فأتي بها، فقال لها: ما حملك علي ما صنعت؟

فقالت: و ترتني وترا عظيما، قتلت أبي، و عمي، و أخي، و زوجي، و ابني ففعلت هذا، و قلت: ان كان ملكا فسأنتقم منه،و ان كان نبيا كما يقول: وقد وعد فتح مكة و النصر و الظفر، فسيمنعه الله، و يحفظه منه، و لن يضره.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أيتها المرأة! لقد صدقت، ثم قال لها رسول الله صلي الله عليه و آله: لا يضرك موت البراء، فانما امتحنه الله لتقدمه بين يدي رسول الله، و لو كان بأمر رسول الله أكل منه لكفي شره وسمه، ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ادع لي فلانا [و فلانا]، و ذكر قوما من خيار أصحابه منهم سلمان و المقداد و عمار و صهيب و أبوذر و بلال، و قوم من سائر الصحابة تمام عشرة، و علي عليه السلام حاضر معهم.

فقال صلي الله عليه و آله: اقعدوا، و تحلقوا عليه، فوضع رسول الله صلي الله عليه و آله يده علي الذراع المسمومة و نفث عليه، و قال: [بسم الله الرحمن الرحيم]، بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي ء، ولا داء في الأرض، و لا في السماء، و هو السميع العليم.

ثم قال صلي الله عليه و آله: كلوا علي اسم الله، فأكل رسول الله، و أكلوا حتي شبعوا، ثم شربوا عليه الماء، ثم أمر بها فحبست، فلما كان في اليوم الثاني جي ء بها، فقال صلي الله عليه و آله: أليس هؤلاء أكلوا [ذلك] السم بحضرتك، فكيف رأيت دفع الله عن نبيه و صحابته؟

فقالت: يا رسول الله! كنت الي الآن في نبوتك شاكة، و الآن فقد أيقنت أنك رسول الله حقا، فأنا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أنك عبده و رسوله [حقا] و حسن اسلامها [1] .


پاورقي

[1] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 177 ح 85، بحارالأنوار 17: 137.