بازگشت

اشتياق ساقه ي نخل به پيامبر


[29] -29- و قال عليه السلام أيضا:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و أما حنين العود الي رسول الله صلي الله عليه و آله،: فان رسول الله كان يخطب بالمدينة الي جذع نخلة، في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله! ان الناس قد كثروا، و انهم يحبون النظر اليك اذا خطبت، فلو أذنت [في] أن نعمل لك منبرا له مراق ترقاها، فيراك الناس اذا خطبت.

فأذن في ذلك، فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه الي المنبر فصعده، فلما استوي عليه حن اليه ذلك الجذع حنين الثكلي، و أن أنين الحبلي، فارتفع بكاء الناس و حنينهم و أنينهم، و ارتفع حنين الجذع و أنينه في حنين الناس و أنينهم ارتفاعا بينا، فلما رأي رسول الله صلي الله عليه و آله ذلك نزل عن المنبر، و أتي الجذع فاحتضنه و مسح عليه يده، و قال: اسكن، فما تجاوزك رسول الله تهاونا بك، و لا استخفافا بحرمتك، و لكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، و لك جلالك و فضلك اذ كنت مستند محمد رسول الله.

فهدأ حنينه و أنينه، و عاد رسول الله صلي الله عليه و آله الي منبره، ثم قال: معاشر المسلمين! هذا الجذع يحن الي رسول رب العالمين، و يحزن لبعده عنه، و في عباد الله الظالمين أنفسهم من لا يبالي قرب من رسول الله صلي الله عليه و آله، أو بعد [و] لو لا أني ما احتضنت هذا الجذع، و مسحت يدي عليه ما هدأ حنينه [و أنينه] الي يوم القيامة.

و ان من عباد الله و امائه لمن يحن الي محمد رسول الله و الي علي ولي الله، كحنين هذا الجذع، و حسب المؤمن أن يكون قلبه علي موالاة محمد و علي و آلهما الطيبين [الطاهرين] منطويا، أرأيتم شدة حنين هذا الجذع الي محمد رسول الله كيف هدأ لما احتضنه محمد رسول الله، و مسح يده عليه؟

قالوا: بلي، يا رسول الله!

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: والذي بعثني بالحق نبيا!، ان حنين خزان الجنان، وحور عينها، و سائر قصورها و منازلها الي من يتولي محمدا و عليا و آلهما الطيبين، و يبرأ من أعدائهم، لأشد من حنين هذا الجذع الذي رأيتموه الي رسول الله.

و ان الذي يسكن حنينهم و أنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معاشر شيعتنا، علي محمد و آله الطيبين، أو صلاته لله نافلة، أو صوم، أو صدقة.

و ان من عظيم ما يسكن حنينهم الي شيعة محمد و علي ما يتصل [بهم] من احسانهم الي اخوانهم المؤمنين، و معونتهم لهم علي دهرهم، يقول أهل الجنان بعضهم لبعض: لا تستعجلوا صاحبكم، فما يبطي عنكم الا للزيادة في الدرجات العاليات، في هذه الجنان باسداء المعروف الي اخوانه المؤمنين، و أعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان و حورها الي شيعتنا ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا علي التقية، و استعمالهم التورية ليسلموا بها من كفرة عباد الله و فسقتهم، فحينئذ يقول خزان الجنان و حورها: لنصبرن علي شوقنا اليهم [وحنيننا]، كما يصبرون علي سماع المكروه في ساداتهم و أئمتهم، و كما يتجرعون الغيظ و يسكتون عن اظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون علي دفع مضرته.

فعند ذلك يناديهم ربنا عزوجل: يا سكان جناني! و يا خزان رحمتي! ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم و ساداتكم، و لكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم اخوانهم المؤمنين، و الأخذ بأيدي الملهوفين، و التنفيس عن المكروبين، و بالصبر علي التقية من الفاسقين و الكافرين، حتي اذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم اليكم علي أسر الأحوال و أغبطها، فأبشروا.

فعند ذلك يسكن حنينهم و أنينهم [1] .


پاورقي

[1] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 188 ح 88، بحارالأنوار 17: 326.