بازگشت

روزها، كنايه از امامان است


[51] -51- قال الصدوق:

حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثنا عبدالله بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي، قال:

لما حمل المتوكل سيدنا أباالحسن العسكري عليه السلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر الي الرازقي، و كان حاجبا للمتوكل، فأمر أن أدخل اليه، فأدخلت اليه، فقال: يا صقر! ما شأنك؟

فقلت: خير، أيها الأستاذ! فقال: اقعد، فأخذني ما تقدم و ما تأخر، و قلت: أخطأت في المجي ء، قال: فوحي الناس عنه، ثم قال لي: ما شأنك، وفيم جئت؟

قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟

فقلت له: و من مولاي؟ مولاي أميرالمؤمنين.

فقال: اسكت، مولاك هو الحق، فلا تحتشمني، فاني علي مذهبك.

فقلت: الحمدلله، قال: أتحب أن تراه؟

قلت: نعم، قال: اجلس حتي يخرج صاحب البريد من عنده.

قال: فجلست، فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر، و أدخله الي الحجرة التي فيه العلوي المحبوس، وخل بينه و بينه.

قال: فأدخلني الي الحجرة التي فيها العلوي، فأومأ الي بيت فدخلت، فاذا جالس عليه السلام علي صدر حصير، و بحذاه قبر محفور، قال: فسلمت، فرد ثم أمرني بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر! ما أتي بك؟

قلت: يا سيدي! جئت أتعرف خبرك؟

قال: ثم نظرت الي القبر، فبكيت، فنظر الي فقال: يا صقر! لا عليك، لن يصلوا الينا بسوء الآن.

فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي! حديث يروي عن النبي صلي الله عليه و آله لا أعرف معناه، قال: و ما هو؟ فقلت: قوله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟

فقال: نعم، الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض، فالبست اسم رسول الله صلي الله عليه و آله، و الأحد كناية عن أميرالمؤمنين، و الاثنين الحسن و الحسين، و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد، و الأربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و أنا، و الخميس ابني الحسن بن علي، و الجمعة ابن ابني عليهم السلام، و اليه تجتمع عصابة الحق، و هو الذي يلمؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

فهذا معني الأيام، فلا تعادوهم في الدنيا، فيعادوكم في الآخرة.

ثم قال عليه السلام: ودع و اخرج، فلا آمن عليك [1] .


پاورقي

[1] الخصال: 394 ح 102، اكمال الدين: 382 ح 9، بحارالأنوار 24: 238 ح 1، و 50: 194 ح 6، و 59: 20 ح 3. قال الصدوق رضي الله عنه: الأيام ليست بأئمة، و لكن كني بها عليه السلام عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق، كما كني الله عزوجل بالتين و الزيتون، و طور سينين، و هذا البلد الأمين عن النبي صلي الله عليه و آله و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام، و كما كني عزوجل بالنعاج عن النساء علي قول من روي ذلك في قصة داود عليه السلام و الخصمين، و كما كني بالسير في الأرض عن النظر في القرآن.

سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (أو لم يسيروا في الأرض) (الروم: 9).

قال: معناه أولم ينظروا في القرآن، و كما كني عزوجل بالسر عن النكاح في قوله عزوجل: (و لكن لا تواعدوهن سرا) (البقرة: 235)، و كما كني عزوجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسي و أمه: (كانا يأكلان الطعام) (المائدة: 75). و معناه أنهما كانا يتغوطان، و كما كني بالنحل عن رسول الله صلي الله عليه و آله في قوله: (و أوحي ربك الي النحل) (النحل: 68) و مثل هذا كثير.