بازگشت

معجزه ي امام علي


[56] -56- عن الامام العسكري عليه السلام:

قال علي بن محمد عليهماالسلام: و قد كان نظير هذا [1] لعلي بن أبي طالب عليه السلام لما رجع من صفين، وسقي القوم من الماء الذي تحت الصخرة التي قلبها، ذهب ليقعد الي حاجته، فقال بعض منافقي عسكره: سوف أنظر الي سوأته و الي ما يخرج منه، فانه يدعي مرتبة النبي، لأخبر أصحابه بكذبه.

فقال علي عليه السلام لقنبر: يا قنبر! اذهب الي تلك الشجرة، و الي التي تقابلها، و قد كان بينهما أكثر من فرسخ، فنادهما أن وصي محمد صلي الله عليه و آله يأمركما أن تتلاصقا.

فقال قنبر: يا أميرالمؤمنين! أو يبلغهما صوتي؟

فقال علي عليه السلام: ان الذي يبلغ بصر عينك الي السماء، و بينك و بينها [مسير] خمسمائة عام، سيبلغهما صوتك.

فذهب فنادي، فسعت احداهما الي الأخري، سعي المتحابين طالت غيبة أحدهما عن الآخر، و اشتد اليه شوقه، و انضمتا.

فقال قوم من منافقي العسكر: ان عليا يضاهي في سحره رسول الله، ابن عمه، ما ذاك رسول الله و لا هذا امام، و انما هما ساحران، لكنا سندور من خلفه، لننظر الي عورته و ما يخرج منه. فأوصل الله عزوجل ذلك الي أذن علي عليه السلام من قبلهم.

فقال - جهرا- : يا قنبر! ان المنافقين أرادوا مكايدة وصي رسول الله صلي الله عليه و آله، و ظنوا أنه لا يمتنع منهم الا بالشجرتين، فارجع الي الشجرتين وقل لهما: ان وصي رسول الله صلي الله عليه و آله يأمركما أن تعودا الي مكانيكما.

ففعل ما أمره به، فانقلعتا و [عادت] كل واحدة منهما تفارق الأخري، كهزيمة الجبان من الشجاع البطل، ثم ذهب علي عليه السلام و رفع ثوبه ليقعد، و قد مضي جماعة من المنافقين لينظروا اليه، فلما رفع ثوبه أعمي الله تعالي أبصارهم، فلم يبصروا شيئا، فولوا عنه وجوههم، فأبصروا كما كانوا يبصرون.

ثم نظروا الي جهته فعموا، فما زالوا ينظرون الي جهته و يعمون، و يصرفون عنه وجوههم و يبصرون، الي أن فرغ علي عليه السلام و قام و رجع، و ذلك ثمانون مرة من كل واحد منهم.

ثم ذهبوا ينظرون ما خرج منه، فاعتقلوا في مواضعهم، فلم يقدروا أن يروها، فاذا انصرفوا أمكنهم الانصراف، أصابهم ذلك مائة مرة حتي نودي فيهم بالرحيل [فرحلوا] وما وصلوا الي ما أرادوا من ذلك، و لم يزدهم ذلك الا عتوا و طغيانا، و تماديا في كفرهم و عنادهم.

فقال بعضهم لبعض: انظروا الي هذا العجب! من هذه آياته و معجزاته، يعجز عن معاوية و عمرو و يزيد؟! فأوصل الله عزوجل ذلك من قبلهم الي أذنه.

فقال علي عليه السلام: يا ملائكة ربي! ائتوني بمعاوية و عمرو و يزيد.

فنظروا في الهواء، فاذا ملائكة كأنهم الشرط السودان، [و] قد علق كل واحد منهم بواحد، فأنزلوهم الي حضرته، فاذا أحدهم معاوية، و الآخر عمرو، و الآخر يزيد، [ف] قال علي عليه السلام: تعالوا، فانظروا اليهم، أما لو شئت لقتلتهم، ولكني أنظرهم كما أنظر الله عزوجل ابليس الي يوم الوقت المعلوم.

ان الذي ترونه بصاحبكم ليس بعجز و لا ذل، ولكنه محنة من الله عزوجل لكم لينظر كيف تعملون، و لئن طعنتم علي علي عليه السلام فقد طعن الكافرون و المنافقون قبلكم علي رسول رب العالمين.

فقالوا: ان من طاف ملكوت السماوات و الجنان في ليلة، و رجع كيف يحتاج الي أن يهرب و يدخل الغار، و يأتي [الي] المدينة من مكة في أحد عشر يوما؟!

[قال] و انما هو من الله، اذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله، و أوصيائهم، و اذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون، و ليظهر حجته عليكم [2] .


پاورقي

[1] اشارة الي حديث الشجرتين في باب النبوة ح 28.

[2] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 165 ح 82، بحارالأنوار 42: 29 ح 8.