بازگشت

جود امام


[60] -60- قال الاربلي:

أن أباالحسن عليه السلام كان يوما قد خرج من سر من رأي الي قرية لمهم عرض له، فجاء رجل من الأعراب يطلبه، فقيل له: قد ذهب الي الموضع الفلاني فقصده، فلما وصل اليه قال عليه السلام له: ما حاجتك؟

فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة، المتمسكين بولاية جدك علي بن أبي طالب عليه السلام و قد ركبني دين فادح، أثقلني حمله، و لم أر من أقصده لقضائه سواك.

فقال له أبوالحسن عليه السلام: طب نفسا، و قر عينا، ثم أنزله فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبوالحسن عليه السلام: أريد منك حاجة، الله، الله أن تخالفني فيها، فقال الأعرابي: لا أخالفك، فكتب أبوالحسن عليه السلام ورقة بخطه، معترفا فيها أن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرجح علي دينه.

و قال: خذ هذا الخط، فاذا وصلت الي سر من رأي أحضر الي، و عندي جماعة، فطالبني به، و أغلظ القول علي في ترك ايفائك اياه، الله، الله في مخالفتي.

فقال: أفعل، و أخذ الخط، فلما وصل أبوالحسن عليه السلام الي سر من رأي و حضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة و غيرهم، حضر ذلك الرجل و أخرج الخط و طالبه، و قال كما أوصاه، فألان أبوالحسن عليه السلام له القول و رفقه و جعل يعتذر اليه، و وعده بوفائه و طيبة نفسه، فنقل ذلك الي الخليفة المتوكل، فأمر أن يحمل الي أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم.

فلما حملت اليه تركها الي أن جاء الرجل فقال: خذ هذا المال فاقض منه دينك، و أنفق الباقي علي عيالك و أهلك، و أعذرنا.

فقال له الأعرابي: يا ابن رسول الله! والله، ان أملي كان يقصر عن ثلث هذا، و لكن الله أعلم حيث يجعل رسالاته، و أخذ المال و انصرف [1] .

[61] -61- قال ابن شهرآشوب:

دخل أبوعمرو عثمان بن سعيد و أحمد بن اسحاق الأشعري و علي بن جعفر الهمداني، علي أبي الحسن العسكري عليه السلام، فشكا اليه أحمد بن اسحاق دينا عليه.

فقال: يا أباعمرو! - و كان وكيله - ادفع اليه ثلاثين ألف دينار، و الي علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار، و خذ أنت ثلاثين ألف دينار [2] .


پاورقي

[1] كشف الغمة 2: 374، بحارالأنوار 50: 175 ح 55، الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 95، مسند الامام الهادي عليه السلام: 29 ح 11.

[2] المناقب 4: 409، بحارالأنوار 50: 172.