بازگشت

پيرامون ايمان ابوطالب


[89] -89- روي البحراني:

عن «هداية الكبري» للحضيني، باسناده، عن علي بن عبيدالله الحسيني قال: ركبنا مع سيدنا أبي الحسن عليه السلام الي دار المتوكل في يوم السلام، فسلم سيدنا أبوالحسن عليه السلام و أراد أن ينهض، فقال له المتوكل: اجلس، يا أبا الحسن! اني أريد أن أسألك، فقال له: سل!

فقال له: ما في الآخرة شي ء غير الجنة، أو النار يحلون فيه الناس؟

فقال أبوالحسن عليه السلام: ما يعلمه الا الله، فقال له: فعن علم الله أسالك؟

فقال له: و من علم الله أخبرك، قال: يا أباالحسن! ما رواه الناس أن أباطالب يوقف اذا حوسب الخلائق بين الجنة و النار، و في رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لا يدخل الجنة لكفره و لا يدخل النار لكفالته رسول الله صلي الله عليه و آله و صده قريشا عنه، و السر علي يده حتي ظهر أمره؟

قال له أبوالحسن عليه السلام: ويحك! لو وضع ايمان أبي طالب في كفة، و وضع ايمان الخلائق في الكفة الأخري لرجح ايمان أبي طالب علي ايمانهم جميعا، قال له المتوكل: و متي كان مؤمنا؟

قال له: دع ما لا تعلم، و اسمع ما لا ترده المسلمون [جميعا] و لا يكذبون به، اعلم أن رسول الله صلي الله عليه و آله حج حجة الوداع، فنزل بالأبطح بعد فتح مكة، فلما جن عليه الليل أتي القبور، قبور بني هاشم، و قد ذكر أباه و أمه و عمه أباطالب، فداخله حزن عظيم عليهم ورقة، فأوحي الله اليه: أن الجنة محرمة علي من أشرك بي، و أني اعطيك يا محمد! ما لم اعطه أحدا غيرك، فادع أباك و أمك و عمك، فانهم يجيبونك، و يخرجون من قبورهم أحياء لم يمسهم عذابي لكرامتك علي، فادعهم الي الايمان [بالله، و الي] رسالتك، و [الي] موالاة أخيك علي و الأوصياء منه الي يوم القيامة، فيجيبونك و يؤمنون بك.

فأهب لك كل ما سالت و أجعلهم ملوك الجنة كرامة لك يا محمد.

فرجع النبي صلي الله عليه و آله الي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: قم، يا أباالحسن! فقد أعطاني ربي هذه الليلة مالم يعطه أحدا من خلقه في أبي و أمي و أبيك عمي، و حدثه بما أوحي الله اليه و خاطبه به، و أخذ بيده و صار الي قبورهم، فدعاهم الي الايمان بالله و به و بآله (عليهم السلام)، و الاقرار بولاية علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام و الأوصياء منه، فآمنوا بالله و برسوله و أميرالمؤمنين و الأئمة منه، واحدا بعد واحد، الي يوم القيامة.

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله: عودوا الي الله ربكم، و الي الجنة، فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا الي قبورهم، فكان والله أميرالمؤمنين عليه السلام يحج عن أبيه و أمه و عن أب رسول الله صلي الله عليه و آله و أمه، حتي مضي و وصي الحسن و الحسين عليهماالسلام بمثل ذلك، و كل امام منا يفعل ذلك الي أن يظهر الله أمره.

فقال له المتوكل: قد سمعت هذا الحديث: أن أباطالب في ضحضاح من نار، أفتقدر يا أباالحسن! أن تريني أباطالب بصفته حتي أقول له، و يقول لي؟

قال أبوالحسن عليه السلام: ان الله سيريك أباطالب في منامك الليلة، و تقول له و يقول لك، قال له المتوكل: سيظهر صدق ما تقول، فان كان حقا صدقتك في كل ما تقول، قال له أبوالحسن عليه السلام: ما أقول لك الا حقا، و لا تسمع مني الا صدقا.

قال له المتوكل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلي.

قال: فلما أقبل الليل، قال المتوكل: أريد أن لا أري أباطالب الليلة في منامي، فأقتل علي بن محمد بادعائه الغيب و كذبه، فماذا أصنع؟ فما لي الا أن أشرب الخمر، و آتي الذكور من الرجال و الحرام من النساء، فلعل أباطالب لا يأتيني، ففعل ذلك كله و بات في جنابات، فرأي أباطالب في النوم فقال له: يا عم! حدثني كيف كان ايمانك بالله و برسوله بعد موتك؟

قال: ما حدثك به ابني علي بن محمد في يوم كذا و كذا؟

فقال: يا عم! تشرحه لي.

فقال له أبوطالب: فان لم أشرحه لك تقتل عليا، والله قاتلك، فحدثه، فأصبح، فأخر أبوالحسن عليه السلام ثلاثا لا يطلبه و لا يسأله.

فحدثنا أبوالحسن عليه السلام بما رآه المتوكل في منامه و ما فعله من القبائح، لئلا يري أباطالب في نومه، فلما كان بعد ثلاثة [أيام] أحضره، فقال له: يا أباالحسن! قد حل لي دمك، قال له: و لم؟

قال: في ادعائك الغيب، و كذبك علي الله، أليس قلت لي: اني أري أباطالب في منامي [تلك الليلة فأقول له و يقول لي؟ فتطهرت و تصدقت و صليت و عقبت لكي أري أباطالب في منامي]

فأسأله، فلم أره في ليلتي، و عملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية و الثالثة فلم أره، فقد حل لي قتلك وسفك دمك.

فقال له أبوالحسن عليه السلام: يا سبحان الله! ويحك، ما أجرأك علي الله؟ ويحك! سولت [لك] نفسك اللوامة حتي أتيت الذكور من الغلمان و المحرمات من النساء، و شربت الخمر لئلا تري أباطالب في منامك فتقتلني، فأتاك و قال لك و قلت له: و قص عليه ما كان بينه و بين أبي طالب في منامه، حتي لم يغادر منه حرفا، فأطرق المتوكل [ثم] قال: كلنا بنوهاشم و سحركم يا آل [أبي] طالب! من دوننا عظيم، فنهض [عنه] أبوالحسن عليه السلام [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز 7: 535 ح 98، حلية الأبرار 2: 460، الباب الثامن.