بازگشت

نمايان شدن آب در بيابان


[105] -105- روي المسعودي:

عن يحيي بن هرثمة قال: رأيت من دلائل أبي الحسن عليه السلام الأعاجيب في طريقنا، منها، أنا نزلنا منزلا لا ماء فيه فأشفينا دوابنا و جمالنا من العطش علي التلف، و كان معنا جماعة و قوم قد تبعونا من أهل المدينة، فقال ابوالحسن عليه السلام:

كأني أعرف علي أميال موضع ماء، فقلنا له: ان نشطت و تفضلت، عدلت بنا اليه و كنا معك، فعدل بنا عن الطريق فسرنا نحو ستة أميال فأشرفنا علي واد كأنه زهو الرياض، فيه عيون و أشجار و زروع، و ليس فيها زراع و لا فلاح و لا أحد من الناس، فنزلنا و شربنا و سقينا دوابنا، و أقمنا الي بعد العصر، ثم تزودنا و ارتوينا، و ما معنا من القرب، ورحنا راحلين.

فلم نبعد أن عطشت وكان لي مع بعض غلماني كوز فضة يشده في منطقته، و قد استسقيته فلجلج لسانه بالكلام و نظرت فاذا هو قد أنسي الكوز في المنزل الذي كنا فيه، فرجعت أضرب بالسوط علي فرسي [1] لي جواد سريع واغد السير حتي أشرفت علي الوادي، فرأيته جدبا يابسا قاعا محلا، لا ماء و لا زرع و لا خضرة، و رأيت موضع رحالنا و رؤث دوابنا و بعر الجمال و مناخاتهم، و الكوز موضوع في موضعه الذي تركه الغلام.

فأخذته و انصرفت و لم أعرفه شيئا من الخبر، فلما قربت من القطر و العسكر وجدته عليه السلام واقفا ينتظرني، فتبسم و لم يقل شيئا، و لا قلت له سوي ما سأل من وجود الكوز، فأعلمته أني وجدته [2] .

[106] -106- قال الراوندي:

روي أبومحمد البصري، عن أبي العباس خال شبل، كاتب ابراهيم بن محمد، قال: كنا أجرينا ذكر أبي الحسن عليه السلام فقال لي: يا أبامحمد! لم أكن في شي ء من هذا الأمر و كنت أعيب علي أخي و علي أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم و الشتم الي أن كنت الوفد الذين أوفد المتوكل الي المدينة في احضار أبي الحسن عليه السلام، فخرجنا الي المدينة.

فلما خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل، و كان يوما صائفا شديد الحر فسألناه أن ينزل؟

فقال: لا، فخرجنا و لم نطعم و لم نشرب، فلما اشتد الحر و الجوع و العطش فينا و نحن اذ ذاك في أرض ملساء، لا نري شيئا و لا ظل و لا ماء نستريح اليه، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه.

فقال: ما لكم أحسبكم جياعا، و قد عطشتم، فقلنا: اي، والله! و قد عيينا يا سيدنا!

قال: عرسوا، و كلوا، و اشربوا.

فتعجبت من قوله، و نحن في صحراء ملساء لا نري فيها شيئا نستريح اليه و لا نري ماء و لا ظلا، قال: ما لكم عرسوا، فابتدرت الي القطار لأنيخ، ثم التفت اذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظل تحتهما عالم من الناس، و اني لأعرف موضعهما أنه أرض براح قفر، و اذا أنا بعين تسيح علي وجه الأرض، أعذب ماء و أبرده، فنزلنا و أكلنا و شربنا و استرحنا، و ان فينا من سلك ذلك الطريق مرارا.

فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب، و جعلت أحد النظر اليه و أتأمله طويلا و اذا نظرت اليه تبسم و زوي وجهه عني.

فقلت في نفسي: والله! لأعرفن هذا كيف هو؟ فأتيت من وراء الشجرة، فدفنت سيفي و وضعت عليه حجرين، و تغوطت في ذلك الموضع، و تهيأت للصلاة.

فقال أبوالحسن عليه السلام: استرحتم؟

قلنا: نعم.

قال: فارتحلوا علي اسم الله، فارتحلنا.

فلما أن سرنا ساعة رجعت علي الأثر، فأتيت الموضع فوجدت الأثر و السيف كما وضعت و العلامة، و كأن الله لم يخلق [ثم] شجرة و لا ماء و ظلالا و لا بللا، فتعجبت من ذلك و رفعت يدي الي السماء، فسألت الله بالثبات علي المحبة و الايمان به، و المعرفة منه، و أخذت الأثر و لحقت القوم، فالتفت الي أبوالحسن عليه السلام و قال: يا أباالعباس فعلتها؟

قلت: نعم يا سيدي! لقد كنت شاكا، و لقد أصبحت و أنا عند نفسي من أغني الناس بك في الدنيا و الآخرة.

فقال: هو كذلك، هم معدودون معلومون، لا يزيد رجل، و لا ينقص رجل [3] .

[107] -107- روي ابن حمزة:

عن يحيي بن هرثمة، قال: أنا صحبت أباالحسن عليه السلام من المدينة الي سر من رأي في خلافة المتوكل، فلما صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشا شديدا، فتكلمنا، و تكلم الناس في ذلك، فقال أبوالحسن عليه السلام: ألآن نصير الي ماء عذب فنشربه.

فما سرنا الا قليلا حتي صرنا الي تحت شجرة، ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه و ارتوينا و حملنا معنا و ارتحلنا، و كنت علقت سيفي علي الشجرة فنسيته.

فلما صرت غير بعيد في بعض الطريق ذكرته، فقلت لغلامي: ارجع حتي تأتيني بالسيف، فمر الغلام ركضا، فوجد السيف و حمله و رجع متحيرا، فسألته عن ذلك؟ فقال لي: اني رجعت الي الشجرة، فوجدت السيف معلقا عليها، و لا عين و لا ماء و لا شجر، فعرفت الخبر، فصرت الي أبي الحسن عليه السلام فأخبرته بذلك، فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد؟ فقلت: نعم [4] .


پاورقي

[1] كذا في المصدر، و لعل الصواب: فرس.

[2] اثبات الوصية: 225.

[3] الخرائج و الجرائح 1: 415 ح 20، اثبات الهداة 6: 250 ح 47، بحارالأنوار 50: 156 ح 45، مدينة المعاجز 7: 486 ح 61.

[4] الثاقب في المناقب 531 ح 466، مدينة المعاجز 7: 492 ح 64.