بازگشت

هدايت يافتگان به دست امام


[120] -120- قال الطبري:

حدثني أبوعبدالله الحسين بن ابراهيم بن عيسي المعروف بابن الخياط القمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن عبيدالله بن عباس، قال: حدثني أبوطالب عبيدالله بن أحمد الأنباري، قال: حدثني عبدالله بن عامر الطائي، قال: حدثنا جماعة ممن حضر العسكر بسر من رأي، قالوا: شهدنا هذا الحديث قال أبوطالب، و هو ما حدثني به مقبل الديلمي: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بامامة عبدالله بن جعفر بن محمد، فقال له صاحب له يميل الي ناحيتنا و يقول أمرنا: لا تقل بامامة عبدالله، فانه باطل، و قل الحق.

قال: و ما الحق حتي أتبعه؟

قال: امامة موسي بن جعفر و من بعده. فقال الفطحي: و من الامام اليوم منهم؟ قال: علي بن محمد بن علي الرضا عليهماالسلام.

قال: فهل من دليل؟

قال: نعم أضمر في نفسك ما شئت، والق عليا بسر من رأي، يخبرك به.

فقال: نعم، فخرجا الي العسكر، فقصدا شارع أبي أحمد، فأخبر أن أباالحسن عليه السلام ركب الي دار المتوكل فجلسا ينتظران عودته.

فقال الفطحي لصاحبه: ان كان صاحبك هذا اماما، فانه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني من غير أن أسأله.

قال: فوقفا الي أن عاد أبوالحسن عليه السلام فجاء من موكب المتوكل و بين يديه الشاكرية [1] و خلفه الركبة يشيعونه الي داره.

فلما بلغ الي الموضع الذي فيه الرجلان التفت الي الرجل الفطحي فتفل بشي ء من فيه في صدر الفطحي كأنه غرقي البيض [2] ، فالتصق بصدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه مكتوب بخضرة: ما كان عبدالله هناك، و لا كذلك.

فقرأه الناس و قالوا: ما هذا؟ فأخبرهم و صاحبه بقصتهما، فأخذ من الأرض التراب فوضعه علي رأسه و قال: تبا لما كنت عليه قبل يومي، والحمدلله علي حسن هدايته، و قال بامامة أبي الحسن عليه السلام [3] .

[121] -121- روي الكليني:

عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله قال: كان عبدالله بن هليل يقول: بعبدالله [4] فصار الي العسكر، فرجع عن ذلك فسألته عن سبب رجوعه، فقال: اني عرضت لابي الحسن عليه السلام أن أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق، فمال نحوي حتي اذا حاذاني أقبل نحوي بشي ء من فيه، فوقع علي صدري فأخذته، فاذا هو رق فيه مكتوب: ما كان هنالك، و لا كذلك [5] .

[122] -122- قال الطبرسي:

حدثني أبوالحسين سعيد بن سهيل البصري، و كان يلقب بالملاح، قال: و كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشمي البصري، و كنت معه بسر من رأي اذ رآه أبوالحسن عليه السلام في بعض الطرق فقال له: الي كم هذه النومة، أما آن لك أن تنتبه منها؟

فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي علي بن محمد، قد و الله! وقع في قلبي شي ء.

فلما كان بعد أيام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها، و دعا أباالحسن عليه السلام معنا، فدخلنا فما رأوه أنصتوا اجلالا له، و جعل شاب في المجلس لا يوقره و جعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه فقال له: يا هذا! أتضحك مل ء فيك، و تذهل عن ذكر الله، و أنت بعد ثلاثة أيام من أهل القبور.

قال: فقلت: أهذا دليل حتي ننظر ما يكون؟ قال: فأمسك الفتي و كف عما هو عليه، و طعمنا و خرجنا، فلما كان بعد يوم اعتل الفتي و مات في اليوم الثالث من أول النهار، و دفن في آخره [6] .

[123] -123- روي النوري:

عن علي بن الحسين المسعودي في «اثبات الوصية»، عن أحمد بن محمد مابنداذ الكاتب الأسكافي قال: تقلدت ديار ربيعة و ديار مضر، فخرجت و أقمت بنصيبين، و قلدت عمالي و أنفذتهم الي نواحي أعمالي، و تقدمت الي كل واحد منهم أن يحمل الي كل من يجده في عمله ممن له مذهب، فكان يرد علي في اليوم الواحد و الاثنان و الجماعة منهم، فأسأل منهم و أعامل كل واحد منهم بما يستحقه.

فأنا ذات يوم جالس و اذا قد ورد كتاب عاملي بكفرثوثي [7] يذكر أنه قد وجه الي برجل يقال له: ادريس بن زياد، فدعوت به فرأيته وسيما قبلته نفسي، ثم ناجيته فرأيته ممطورا [8] و رأيته من المعرفة بالفقه و الأحاديث علي ما أعجبني، فدعوته الي القول بامامة الاثني عشر، فأبي و أنكر علي ذلك و خاصمني فيه، و سألته بعد مقامه عندنا أياما أن يهب لي زورة الي سر من رأي لينظر الي أبي الحسن عليه السلام و ينصرف، فقال لي: أنا أقضي حقك بذلك، و شخص بعد أن حملته فأبطأعني و تأخر كتابه، ثم انه قدم فدخل الي، فأول ما رآني أسبل عينيه بالبكاء.

فلما رأيته باكيا لم أتمالك حتي بكيت، فدنا مني و قبل يدي و رجلي، ثم قال: يا أعظم الناس منة علي! نجيتني من النار و أدخلتني الجنة.

و حدثني فقال: خرجت من عندك و عزمي اذا لقيت سيدي أباالحسن عليه السلام أن أسأله عن مسائل، و كان فيما عددته أن أسأله عن عرق الجنب، هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه، و أنا جنب، أم لا؟

فسرت الي سر من رأي فلم أصل اليه و أبطأ عن الركوب لعلة كانت به، ثم سمعت الناس يتحدثون بأنه يركب، فبادرت ففاتني و دخل باب السلطان، فجلست باب الشارع و عزمت أن لا أبرح أو ينصرف، و اشتد الحر علي فعدلت الي باب دار فيه، فجلست أرقبه و نعست فحملتني عيني، فلم أنتبه الا بمقرعة علي كتفي، ففتحت عيني و اذا أنا بمولاي أبي الحسن عليه السلام واقف علي دابته، فوثبت.

فقال لي: يا ادريس! أما آن لك؟ فقلت: بلي، يا سيدي! فقال: ان كان العرق من الحلال فحلال، و ان كان من الحرام فحرام. من غير أن أسأله، فقلت به، و سلمت لامره عليه السلام [9] .

[124] -124- قال ابن شهرآشوب:

ابومحمد الفحام بالاسناده عن سلمة الكاتب قال: قال خطيب يلقب بالهريسة للمتوكل: ما يعمل أحد بك ما تعمله بنفسك في علي بن محمد، فلا في الدار من يخدمه و لا يتعبونه يشيل الستر لنفسه، فأمر المتوكل بذلك فرفع صاحب الخبر ان علي بن محمد دخل الدار فلم يخدم أحد بين يديه الستر فهب هواء فرفع الستر حتي دخل و خرج، فقال: شيلوا له الستر بعد ذلك فلا نريد ان يشيل له الهواء.

و في تخريج أبي سعيد العامري رواية، عن صالح بن الحكم بياع السابري، قال: كنت واقفيا فلما أخبرني حاجب المتوكل بذلك أقبلت أستهزي به اذ خرج أبوالحسن، فتبسم في وجهي من غير معرفة بيني و بينه، و قال: يا صالح! ان الله تعالي قال في سليمان: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب) [10] و نبيك و أوصياء نبيك أكرم علي الله تعالي من سليمان.

قال: و كأنما انسل من قلبي الضلالة، فتركت الوقف [11] .

[125] -125- قال الراوندي:

حدث جماعة من أهل اصفهان، منهم أبوالعباس أحمد بن النصر و أبوجعفر محمد بن علوية، قالوا: كان باصفهان رجل يقال له: عبدالرحمن و كان شيعيا قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك به القول بامامة علي النقي عليه السلام دون غيره من أهل الزمان؟

قال: شاهدت ما أوجب ذلك علي، و ذلك أني كنت رجلا فقيرا، و كان لي لسان و جرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين الي باب المتوكل متظلمين.

فكنا بباب المتوكل يوما اذ خرج الأمر باحضار علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر باحضاره؟

فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته، ثم قيل: و يقدر أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت: لا أبرح من هاهنا حتي أنظر الي هذا الرجل أي رجل هو.

قال: فأقبل راكبا علي فرس و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرته صفين ينظرون اليه، فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس و هو ينظر الي عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة، و أنا دائم الدعاء له، فلما صار بازائي أقبل الي بوجهه و قال: استجاب الله دعاءك، و طول عمرك، و كثر مالك و ولدك.

قال: فارتعدت من هيبته و وقعت بين أصحابي، فسألوني و هم يقولون: ما شأنك؟ فقلت: خير، و لم أخبرهم بذلك.

فانصرفنا بعد ذلك الي اصفهان ففتح الله علي الخير بدعائه و وجوها من المال، حتي أنا اليوم أغلق بابي علي ما قيمته ألف ألف درهم سوي مالي خارج داري، و رزقت عشرة من الأولاد، و قد بلغت الآن من عمري نيفا و سبعين سنة، و أنا أقول بامامة هذا الذي علم ما في قلبي، و استجاب الله دعاءه في ولي [12] .


پاورقي

[1] الشاكري ج شاكرية: الأجير و المستخدم (فارسية) المنجد: 398، (شكر).

[2] الغرقي ء: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض. (المعجم الوسيط: غرق).

[3] دلائل الامامة: 416 ح 380، مدينة المعاجز 7: 446 ح 29، الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 410.

[4] أي بامامة عبدالله الأفطح.

[5] الكافي 1: 355 ح 14، بحارالأنوار 50: 184 ح 61.

[6] اعلام الوري 2: 123، المناقب لابن شهرآشوب 4: 407 مختصرا، الثاقب في المناقب: 536 ح 5، بحارالأنوار 50: 172 ذيل ح 51 و 181 ح 57.

[7] لم يوجد في كتب اللغة و لعله تصحيف كفوتوثا.

[8] الممطورة: الواقفية مجمع البحرين - مطر - 2: 210.

[9] مستدرك الوسائل 2: 571 ح 2755، اثبات الوصية: 229، الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 185.

[10] ص: 36.

[11] المناقب 4: 407، بحارالأنوار 50: 203.

[12] الخرائج و الجرائح 1: 392 ح 1، الثاقب في المناقب: 549 ح 11، كشف الغمة 2: 389، بحارالأنوار 50: 141 ح 26.