بازگشت

نذر نصراني براي امام


[138] -138- قال الراوندي:

أن هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال: كان بديار ربيعة كاتب نصراني، و كان من أهل كفرتوثا [1] يسمي يوسف بن يعقوب، و كان بينه و بين والدي صداقة، قال: فوافانا فنزل عند والدي، فقال له والدي: ما شأنك، قدمت في هذا الوقت؟

قال: قد دعيت الي حضرة المتوكل، و لا أدري ما يراد مني الا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار، و قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا عليهم السلام معي.

فقال له والدي: قد وفقت في هذا.

قال: و خرج الي حضرة المتوكل، و انصرف الينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا، فقال له والدي: حدثني حديثك.

قال: صرت الي سر من رأي و ما دخلتها قط فنزلت في دار، و قلت: أحب أن أوصل المائة الي ابن الرضا عليه السلام قبل مصيري الي باب المتوكل، و قبل أن يعرف أحد قدومي.

قال: فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب و أنه ملازم لداره، فقلت: كيف أصنع رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا لا آمن أن ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره.

قال: ففكرت ساعة في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري و أخرج في البلد فلا أمنعه من حيث يذهب لعلي أقف علي معرفة داره من غير أن أسأل أحدا.

قال: فجعلت الدنانير في كاغذة، و جعلتها في كمي و ركبت فكان الحمار يخترق الشوارع و الأسواق يمر حيث يشاء الي أن صرت الي باب دار فوقف الحمار، فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟

فقيل: هذه دار علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام فقلت: الله أكبر دلالة، والله! مقنعة.

قال: و اذا خادم أسود قد خرج من الدار.

فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم.

قال: انزل، فنزلت فأقعدني في الدهليز و دخل، فقلت في نفسي: و هذه دلالة أخري من أين عرف هذا الخادم اسمي و اسم أبي، و ليس في هذا البلد من يعرفني، و لا دخلته قط؟

قال: فخرج الخادم فقال: المائة الدينار التي في كمك في الكاغذة هاتها، فناولته اياها، فقلت: و هذه ثالثة، ثم رجع الي فقال: ادخل.

فدخلت اليه و هو في مجلسه وحده، فقال: يا يوسف! أما آن لك أن تسلم؟

فقلت: يا مولاي! قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفي.

فقال: هيهات أما انك لا تسلم، و لكن سيسلم ولدك فلان و هو من شيعتنا.

فقال: يا يوسف! ان أقواما يزعمون أنا ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا والله! انها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فانك ستري ما تحب، و سيولد لك ولد مبارك.

قال: فمضيت الي باب المتوكل فقلت: كل ما أردت فانصرفت.

قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد موت أبيه و هو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات علي النصرانية، و أنه أسلم بعد موت والده، و كان يقول: أنا بشارة مولاي عليه السلام [2] .


پاورقي

[1] كفرتوثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، و كفرتوثا أيضا: من قري فلسطين. «معجم البلدان 4: 468».

[2] الخرائج و الجرائح 1: 396 ح 3، الثاقب في المناقب: 553، كشف الغمة 2: 393، بحارالأنوار 50: 144 ح 28.