بازگشت

آگاهي از آمدن باران


[158] -158- روي المجلسي:

عن كتاب «العتيق الغروي» أبوالفتح غازي بن محمد الطرائفي، عن علي بن عبدالله الميموني، عن محمد بن علي بن معمر، عن علي بن يقطين بن موسي الأهوازي قال: كنت رجلا أذهب مذاهب المعتزلة، و كان يبلغني من أمر أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام ما أستهزي به و لا أقبله، فدعتني الحال الي دخولي بسر من رأي للقاء السلطان فدخلتها، فلما كان يوم وعد السلطان الناس أن يركبوا الي الميدان.

فلما كان من غد ركب الناس في غلائل القصب، بأيديهم المراوح، و ركب أبوالحسن عليه السلام في زي الشتاء، و عليه لباد و برنس، و علي سرجه تجفاف طويل، و قد عقد ذنب دابته، و الناس يهزءون به، و هو يقول: ألا (ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) [1] .

فلما توسطوا الصحراء و جازوا بين الحائطين ارتفعت سحابة، و أرخت السماء عزاليها، و خاضت الدواب الي ركبها في الطين، و لوثتهم أذنابها، فرجعوا في أقبح زي، و رجع أبوالحسن عليه السلام في أحسن زي، و لم يصبه شي ء مما أصابهم.

فقلت: ان كان الله عزوجل أطلعه علي هذا السر فهو حجة.

ثم أنه لجأ الي بعض السقائف، فلما قرب نحي البرنس، و جعله علي قربوس سرجه ثلاث مرات، ثم التفت الي و قال: ان كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال، و ان كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام، فصدقته و قلت بفضله و لزمته [2] .

[159] -159- روي ابن حمزة:

عن الطيب بن محمد بن الحسن بن شمون قال: ركب المتوكل ذات يوم، و خلفه الناس، و ركب آل أبي طالب الي أبي الحسن عليه السلام ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم صائف شديد الحر، و السماء صافية ما فيها غيم، و هو عليه السلام معقود ذنب الدابة بسرج جلود طويل، و عليه ممطر و برنس.

فقال زيد بن موسي بن جعفر لجماعة آل أبي طالب: انظروا الي هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم، كأنه وسط الشتاء، قال: فساروا جميعا فما جاوزوا الجسر و لا خرجوا عنه حتي تغيمت السماء و أرخت عزاليها كأفواه القرب، و ابتلت ثياب الناس، فدنا منه زيد بن موسي بن جعفر و قال: يا سيدي! أنت قد علمت أن السماء قد تمطر، فهلا أعلمتنا، فقد هلكنا و عطبنا [3] .

[160] -160- روي المجلسي:

عن المسعودي، حدثنا ابن أبي الأزهر، عن القاسم بن أبي عباد، عن يحيي بن هرثمة قال: وجهني المتوكل الي المدينة لاشخاص علي بن محمد بن علي بن موسي عليهم السلام لشي ء بلغه عنه، فلما صرت اليها ضج أهلها وعجوا ضجيجا و عجيجا ما سمعت مثله، فجعلت أسكنهم و أحلف أني لم أؤمر فيه بمكروه، و فتشت منزله، فلم أصب فيه الا مصاحف، و دعاء، و ما أشبه ذلك.

فأشخصته و توليت خدمته و أحسنت عشرته، فبينا أنا في يوم من الأيام و السماء صاحية، و الشمس طالعة اذا ركب، و عليه ممطر قد عقد ذنب دابته، فتعجبت من فعله، فلم يكن من ذلك الا هنيئة حتي جاءت سحابة، فأرخت عزاليها، و نالنا من المطر أمر عظيم جدا.

فالتفت الي فقال: أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت، و توهمت أني أعلم من الأمر ما لم تعلم، و ليس ذلك كما ظننت، و لكني نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح التي تكون في عقبها المطر، فتأهبت لذلك.

فلما قدمت الي مدينة السلام بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري، و كان علي بغداد، فقال: يا يحيي! ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلي الله عليه و آله، و المتوكل من تعلم، و ان حرضته عليه قتله، و كان رسول الله صلي الله عليه و آله خصمك.

فقلت: والله ما وقفت منه الا علي أمر جميل، فصرت الي سامراء فبدأت بوصيف التركي و كنت من أصحابه، فقال لي: والله! لئن سقط من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون الطالب بها غيري، فتعجبت من قولهما و عرفت المتوكل ما وقفت عليه من أمره و سمعته من الثناء، فأحسن جائزته و أظهر بره و تكرمته [4] .

[161] -161- و قال أيضا:

«المعتمد في الأصول» قال علي بن مهزيار: وردت العسكر، و أنا شاك في الامامة، فرأيت السلطان قد خرج الي الصيد في يوم من الربيع، الا أنه صائف و الناس عليهم ثياب الصيف، و علي أبي الحسن عليه السلام لبادة و علي فرسه تجفاف لبود، و قد عقد ذنب الفرس، و الناس يتعجبون منه و يقولون: ألا ترون الي هذا المدني، و ما قد فعل بنفسه؟ فقلت في نفسي: لو كان هذا اماما ما فعل هذا.

فلما خرج الناس الي الصحراء لم يلبثوا [الا] أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت، فلم يبق أحد الا ابتل حتي غرق بالمطر، وعاد عليه السلام و هو سالم من جميعه، فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الامام، ثم قلت: أريد أن أسأله عن الجنب اذا عرق في الثوب، فقلت في نفسي: ان كشف وجهه فهو الامام، فلما قرب مني كشف وجهه، ثم قال: ان كان عرق الجنب في الثوب و جنابته من حرام لا يجوز الصلاة فيه، و ان كانت جنابته من حلال فلا بأس، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة [5] .


پاورقي

[1] هود: 81.

[2] بحارالأنوار 50: 187 ح 65، و 90 : 142 ، مدينة المعاجز 7: 496 ح 69. قال المجلسي بيان: الغلالة بالكسر شعار تحت الثوب، و القصب محركة: ثياب ناعمة من كتان، و التجفاف بالكسر آلة للحرب يلبسه الفرس و الانسان، ليقيه في الحرب، و المراد هنا ما يلقي علي السرج وقاية من المطر، و الظاهر أن المراد بالسر ما أضمر من حكم عرق الجنب، و يحتمل أن يكون المراد به نزول المطر.

[3] الثاقب في المناقب: 540 ح 5، مدينة المعاجز 7: 499 ح 71.

[4] بحارالأنوار 50: 207 ح 22، الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 438.

[5] المناقب 4: 413، بحارالأنوار 50: 173 ح 53، و 80: 117 ح 5، مدينة المعاجز 7: 498 ح 70.