بازگشت

خبر دادن امام از قتل متوكل


[162] -162- قال الراوندي:

روي أبوالقاسم البغدادي، عن زرافة قال: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام يوم السلام، فقال له وزيره: ان في هذا شناعة عليك، و سوء مقالة فلا تفعل، قال: لابد من هذا.

قال: فان لم يكن بد من هذا، فتقدم بأن يمشي القواد و الأشراف كلهم حتي لا يظن الناس أنك قصدته بهذا دون غيره. ففعل و مشي عليه السلام، و كان الصيف، فوافي الدهليز و قد عرق.

قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، و مسحت وجهه بمنديل و قلت: ان ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك، فلا تجد عليه في قلبك.

فقال: أيها عنك (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) [1] .

قال زرافة: و كان عندي معلم يتشيع، و كنت كثيرا أمازحه بالرافضي، فانصرفت الي منزلتي وقت العشاء و قلت: تعال يا رافضي! حتي أحدثك بشي ء سمعته اليوم من امامكم، قال: و ما سمعت؟ فأخبرته بما قال.

فقال: يا حاجب! أنت سمعت هذا من علي بن محمد عليهماالسلام؟

قلت: نعم، قال: فحقك علي واجب بحق خدمتي لك، فاقبل نصيحتي، قلت: هاتها.

قال: ان كان علي بن محمد قد قال ما قلت، فاحترز و اخزن كل ما تملكه، فان المتوكل يموت، أو يقتل بعد ثلاثة أيام.

فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي، فخرج. فلما خلوت بنفسي تفكرت و قلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم، فان كان من هذا شي ء كنت قد أخذت بالحزم و ان لم يكن لم يضرني ذلك، قال: فركبت الي دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها، و فرقت كل ما كان في داري الي عند أقوام أثق بهم، و لم أترك في داري الا حصيرا أقعد عليه.

فلما كانت الليلة الرابعة، قتل المتوكل، و سلمت أنا و مالي، فتشيعت عند ذلك، و صرت اليه و لزمت خدمته، و سألته أن يدعو لي، و توليته حق الولاية [2] .

[163] -163- قال المسعودي:

روي عن الحسين بن اسماعيل شيخ من أهل النهرين، قال: و كان من أمر بناء المتوكل القصر المسمي بالجعفري، و ما أمر به بني هاشم من الأبنية ما يحدث به، و وجه الي أبي الحسن عليه السلام بثلاثين ألف درهم، و أمره أن يستعين بها في بناء دار، فخطت داره و رفع أساسها رفعا يسيرا، فركب المتوكل يوما يطوف في الأبنية فنظر الي داره لم ترتفع، فأنكر ذلك.

و قال لعبيدالله بن يحيي بن خاقان وزيره: علي و علي يمينا أكدها لئن ركبت و لم ترفع دار علي بن محمد لأضربن عنقه، فقال له عبيدالله بن يحيي: يا أميرالمؤمنين! لعله في ضيقة، فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجه بها عبيدالله مع ابنه أحمد، و قال: حدثه بما جري، فصار اليه فأخبره بالخبر، فقال: ان ركب الي البناء.

فرجع أحمد بن عبيدالله الي ابيه فعرفه ذلك، فقال عبيدالله: ليس والله! يركب و لما كان في يوم الفطر من السنة التي قتل فيها المتوكل أمر بني هاشم بالترجل و المشي بين يديه، و انما أراد بذلك أن يترجل أبوالحسن عليه السلام فترجل بنوهاشم و ترجل عليه السلام. فاتكأ علي رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميون فقالوا له: يا سيدنا! ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، فيكفينا الله؟

فقال لهم ابوالحسن عليه السلام: في هذه العالم من قلامة ظفره أكرم علي الله من ناقة ثمود لما عقرت ضج الفصيل الي الله، فقال الله: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) [3] ، فقتل المتوكل في اليوم الثالث.

و روي أنه قال و قد أجهده المشي: أما أنه قد قطع رحمي، قطع الله أجله [4] .

[164] -164- قال علي بن جعفر:

قلت لأبي الحسن عليه السلام: أينا أشد حبا لدينه؟

قال: أشدكم حبا لصاحبه - في حديث طويل - ثم قال: يا علي! ان هذا المتوكل يبني بين المدينة بناء لايتم، و يكون هلاكه قبل تمامه علي يد فرعون من فراعنة الترك [5] .

[165] -165- روي ابن حمزة:

عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي، قال: سمعت من سعيد الصغير الحاجب، قال: دخلت علي سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أباعثمان! قد صرت من أصحابك، و كان سعيد يتشيع. فقال: هيهات، قلت: بلي، والله! فقال: و كيف ذلك؟

قلت: بعثني المتوكل و أمرني أن أكبس علي علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته يصلي، فبقيت قائما حتي فرغ، فلما انفتل من صلاته أقبل علي و قال: يا سعيد! لا يكف عني جعفر - أي المتوكل الملعون - حتي يقطع اربا اربا! اذهب و اعزب، و أشار بيده الشريفة، فخرجت مرعوبا، و دخلني من هيبته ما الا أحسن أن أصفه، فلما رجعت الي المتوكل سمعت الصيحة و الواعية، فسألت عنه؟ فقيل: قتل المتوكل، فرجعنا و قلت بها [6] .

[166] -166- قال الطبرسي:

ذكر الحسن بن محمد بن جمهور العمي في «كتاب الواحدة» قال: حدثني أخي الحسين بن محمد، فانه قال: كان لي صديق مؤدب لولد بغا، أو وصيف - الشك مني - فقال لي: قال لي الأمير منصرفه من دار الخليفة: حبس أميرالمؤمنين هذا الذي يقولون: ابن الرضا، اليوم و دفعه الي علي بن كركر، و سمعته يقول: أنا أكرم علي الله من ناقة صالح (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)، و ليس يفصح بالآية، و لا بالكلام أي شي ء هذا.

قال: قلت: أعزك الله توعد، أنظر ما يكون بعد ثلاثة أيام، فلما كان من الغد أطلقه و اعتذر اليه، فلما كان في اليوم الثالث وثب عليه باغر و يغلون و تامش و جماعة معهم فقتلوه، و أقعدوا المنتصر ولده خليفة [7] .

[167] -167- روي البحراني:

باسناده عن فارس بن حاتم بن ماهويه، قال: بعث يوما المتوكل الي سيدنا أبي الحسن عليه السلام أن أركب و أخرج (معنا) الي الصيد لنتبرك بك، فقال للرسول: قل له: اني راكب، فلما خرج الرسول قال لنا: كذب، ما يريد الا غير ما قال.

قال: قلنا: يا مولانا! فما الذي يريد؟

قال: يظهر هذا القول، فان أصابه خير نسبه الي ما يريد بنا ما يبعده من الله، و ان أصابه شر نسبه الينا، و هو يركب في هذا اليوم، و يخرج الي الصيد فيرد هو و جيشه علي قنطرة علي نهر، فيعبر سائر الجيش و لا تعبر دابتي و أرجع و يسقط من فرسه، فتزل رجله و تتوهن يداه، و يمرض شهرا.

قال فارس: فركب سيدنا و سرنا في المركب معه، و المتوكل يقول: أين ابن عمي المدني؟ فيقول له: سائر، يا أميرالمؤمنين! في الجيش، (فيقول: ألحقوه بنا، و وردنا النهر و القنطرة، فعبر سائر الجيش)، و تشعثت القنطرة و تهدمت، و نحن نسير في أواخر الناس مع سيدنا، و رسل المتوكل تحته، فلما وردنا النهر و القنطرة امتنعت دابته أن تعبر، و عبر سائر [الجيش و] دوابنا، فاجتهدت رسل المتوكل عبور دابته فلم تعبر، و عثر المتوكل فلحقوا به، و رجع سيدنا، فلم يمضي من النهار الا ساعات حتي جاءنا الخبر: أن المتوكل سقط عن دابته و زلت رجله و توهنت يداه، و بقي عليلا شهرا، و عتب علي أبي الحسن عليه السلام، [و] قال: أبوالحسن عليه السلام انما رجع (عنا) لئلا تصيبنا هذه السقطه فنشأم به، فقال أبوالحسن عليه السلام: صدق الملعون، و أبدي ما كان في نفسه [8] .

[168] -168- و روي أيضا:

عن «هداية الكبري»: باسناده، عن محمد بن عبدالله القمي قال: لما حملت ألطافا من قم الي سيدي أبي الحسن عليه السلام الي سر من رأي، فوردتها و استأجرت بها منزلا، و جعلت أروم الوصول اليه أو من يوصل [اليه] تلك الألطاف التي حملتها، فتعذر علي ذلك، فكلفت عجوزا كانت معي في الدار أن تلتمس لي امراة أتمتع بها، فخرجت العجوز في طلب حاجتي، فاذا أنا بطارق قد طرق بابي و قرعه، فخرجت اليه فاذا أنا بصبي منحول، فقلت له: ما حاجتك؟

فقال لي: سيدي و مولاي، أبوالحسن عليه السلام يقول لك: قد شكرنا برك و ألطافك التي حملتها تريدنا بها، فاخرج الي بلدك، و أردد ألطافك معك، و احذر الحذر كله أن تقيم بسر من رأي أكثر من ساعة، فانك ان خالفت و أقمت عوقبت، فانظر لنفسك.

فقلت: اني والله! أخرج و لا أقيم، فجاءت العجوز و معها المتيعة، فمتعت بها وبت ليلتي و قلت: في غد أخرج، فلما تولي الليل طرق باب دارنا ناس، و قرعوه قرعا شديدا، فخرجت العجوز اليهم، فاذا أنا بالطائف و الحارس و شرطه معهما و مشعل و شمع، فقالوا لها: أخرجي الينا الرجل و المرأة من دارك، فجحدتهم، فهجموا علي الدار فأخذوني و المرأة، و نهبوا كلما كان معي من الألطاف و غيرها، فرفعت و أقمت في الحبس بسر من رأي سته أشهر.

ثم جائني بعض مواليه، فقال لي: حلت بك العقوبة التي حذرتك منها، فاليوم تخرج من حبسك، فصر الي بلدك، فأخرجت في ذلك اليوم، و خرجت هائما حتي وردت قم، فعلمت أن بخلافي لامره نالتني تلك العقوبه [9] .


پاورقي

[1] هود: 65.

[2] الخرائج و الجرائح 1: 401 ح 8، بحارالأنوار 50: 147 ح 32، و يأتي هذه القصة في باب الادعية أيضا بطريق آخر.

[3] هود: 65.

[4] اثبات الوصية: 232، عيون المعجزات: 133 قطعة منه، بحارالأنوار 50: 209 ح 23 مختصرا.

[5] مسائل علي بن جعفر: 341 ح 840، الخرائج و الجرائح 1: 411 ح 15، اثبات الوصية: 231 مع اختلاف في المتن و السند، بحارالأنوار 50: 152 ح 38.

[6] الثاقب في المناقب: 539 ح 3.

[7] اعلام الوري 2: 122، المناقب لابن شهرآشوب 4: 407 مختصرا، الثاقب في المناقب: 536 ح 4، بحار الأنوار 50: 189 ح 1.

[8] مدينه المعاجز 7: 530 ح 95 عن هداية الكبري للحضيني.

[9] مدينة المعاجز 7: 529 ح 94.