بازگشت

نذر مادر متوكل براي امام


[178] -178- روي الكليني:

عن علي بن محمد، عن ابراهيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خراج خرج به، و أشرف منه علي الهلاك، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمه ان عوفي أن تحمل الي أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها.

و قال له الفتح بن خاقان: لو بعثت الي هذا الرجل فسألته، فانه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك، فبعث اليه و وصف له علته، فرد اليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة [1] ، فيداف بماء ورد فيوضع عليه، فلما رجع الرسول و أخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله.

فقال له الفتح: هو والله! أعلم بما قال، و أحضر الكسب و عمل كما قال، و وضع عليه فغلبه النوم و سكن، ثم انفتح و خرج منه ما كان فيه و بشرت أمه بعافيته، فحملت اليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها، ثم استقل من علته فسعي اليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل اليه، و سلاحا.

فقال لسعيد الحاجب: اهجم عليه بالليل و خذ ما تجد عنده من الأموال و السلاح، و احمله الي.

قال ابراهيم بن محمد: فقال لي سعيد الحاجب: صرت الي داره بالليل، و معي سلم، فصعدت السطح، فلما نزلت علي بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل الي الدار، فناداني: يا سعيد! مكانك حتي يأتوك بشمعة، فلم ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت فوجدته عليه جبة صوف و قلنسوة منها، و سجادة علي حصير بين يديه، فلم أشك أنه كان يصلي، فقال لي: دونك البيوت، فدخلتها و فتشتها فلم أجد فيها شيئا، و وجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أم المتوكل، و كيسا مختوما، و قال لي: دونك المصلي، فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس.

فأخذت ذلك و صرت اليه، فلما نظر الي خاتم أمه علي البدرة بعث اليها، فخرجت اليه فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له: كنت قد نذرت في علتك لما أيست منك ان عوفيت حملت اليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها اليه، و هذا خاتمي علي الكيس، و فتح الكيس الآخر فاذا فيه أربعمائة دينار، فضم الي البدرة بدرة أخري، و أمرني بحمل ذلك اليه فحملته، ورددت السيف و الكيسين و قلت له: يا سيدي! عز علي فقال لي: (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [2] [3] .


پاورقي

[1] الكسب - بالضم - معرب الكشب، و يسميه بعض السواد (الكسبج)، و قيل: «الكنجارق»، و هو ثفل السرقين المائع الذي يتعقد بصوف الية الشاة، بل يقال لكل ما عصر ماؤه أو دهنه و بقي ثقله. راجع هامش الخرائج.

[2] الشعراء: 227.

[3] الكافي 1: 499 ح 4، اعلام الوري 2: 119، الخرائج و الجرائح 2: 676 ح 8: الدعوات: 202 ح 555، المناقب لابن شهرآشوب 4: 415 مختصرا، كشف الغمة 2: 378، بحارالأنوار 50: 198 ح 10 و 62: 191 ح 2، مدينة المعاجز 7: 424 ح 6، مسند الامام الهادي عليه السلام: 33 ح 3.