بازگشت

علي بن مهزيار


[192] -192- روي الطوسي:

عن محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار [1] ، قال: بينا أنا بالقرعاء [2] ، في سنة ست و عشرين و مائتين منصرفي عن الكوفة، و قد خرجت في آخر الليل أتوضأ أنا و أستاك، و قد انفردت من رحلي و من الناس، فاذا أنا بنار في أسفل مسواكي، يلتهب لها شعاع مثل شعاع الشمس، أو غير ذلك، فلم أفزع منها و بقيت أتعجب، و مسستها فلم أجد لها حرارة، فقلت: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فاذا أنتم منه توقدون) [3] .

فبقيت أتفكر في مثل هذا، و أطالت النار المكث طويلا، حتي رجعت الي أهلي، و قد كانت السماء رشت، و كان غلماني يطلبون نارا، و معي رجل بصري في الرحل، فلما أقبلت قال الغلمان: قد جاء أبوالحسن عليه السلام و معه نار، و قال البصري مثل ذلك، حتي دنوت، فلمس البصري النار، فلم يجد لها حرارة و لا غلماني، ثم طفئت بعد طول، ثم التهبت فلبثت قليلا، ثم طفئت، ثم التهبت ثم طفئت الثالثة فلم تعد، فنظرنا الي السواك فاذا ليس فيه أثر نار، و لا حر، و لا شعث، و لا سواد، و لا شي ء يدل علي أنه حرق، فأخذت السواك فخبأته، وعدت به الي الهادي عليه السلام، و ذلك في سنة ست و عشرين بعد موت الجواد عليه السلام [4] قابلا، و كشفت له أسفله و باقيه مغطي، و حدثته بالحديث، فأخذ السواك من يدي و كشفه كله و تأمله و نظر اليه، ثم قال: هذا نور، فقلت له: نور جعلت فداك؟

فقال: بميلك الي أهل هذا البيت، و بطاعتك لي و لأبي و لآبائي، أو بطاعتك لي و لآبائي أراكه الله [5] .

[193] -193- و قال أيضا:

[كتب الهادي عليه السلام الي علي بن مهزيار] في كتاب آخر: و أسأل الله أن يحفظك من بين يديك و من خلفك، و في كل حالاتك، فأبشر! فاني أرجو أن يدفع الله عنك، و أسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك الي يوم الاثنين ان شاء الله، صحبك الله في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدي غيبتك، و سلمت بقدرته [6] .


پاورقي

[1] محمد بن مسعود قال: حدثني ابويعقوب يوسف بن السخت البصري، قال: كان علي بن مهزيار نصرانيا، فهداه الله، و كان من أهل هندكان [و تسمي حاليا هنديجان]، قرية من قري فارس، ثم سكن الأهواز فأقام بها، قال: كان اذا طلعت الشمس سجد، و كان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه، و كان علي جبهته سجادة مثل ركب البعير.

قال حمدويه بن نصير: لما مات عبدالله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه، و له مصنفات كثيرة، زيادة علي ثلاثين كتابا، «هامش المصدر».

[2] القرعاء: منزل في طريق مكة من الكوفة عن هامش البحار.

[3] يس: 80.

[4] في المصدر: وعدت به الي الهادي عليه السلام و درست و عشرين و مأتين بعد موت الجواد عليه السلام، و ما اثبتناه من البحار، و في هامشه توضيح فليراجع.

[5] اختيار معرفة الرجال 2: 825 ح 1039، بحارالأنوار 69: 283 ح 19.

[6] اختيار معرفة الرجال 2: 826 ح 1040، بحارالأنوار 59: 41 ح 17.