بازگشت

خطبه ي نكاح


[302] -89- روي الكليني:

عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبدالعظيم بن عبدالله، قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يخطب بهذه الخطبة:

الحمدلله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن، فاطر السماوات و الأرض، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام، و مضت به الأحتام من سابق علمه، و مقدر حكمه، أحمده علي نعمه، و أعوذ به من نقمه، و أستهدي الله الهدي، و أعوذ به من الضلالة و الردي، من يهده الله فقد اهتدي، و سلك الطريقة المثلي، و غنم الغنيمة العظمي، و من يضلل الله فقد حار عن الهدي، و هوي الي الردي، و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله المصطفي، و وليه المرتضي، و بعيثه بالهدي، أرسله علي حين فترة من الرسل، و اختلاف من الملل، و انقطاع من السبل، و دروس من الحكمة، و طموس من أعلام الهدي و البينات، فبلغ رسالة ربه، و صدع بأمره، و أدي الحق الذي عليه، و توفي فقيدا محمودا صلي الله عليه و آله.

ثم ان هذه الأمور كلها بيدالله تجري الي أسبابها و مقاديرها، فأمر الله يجري الي قدره، و قدره يجري الي أجله، و أجله يجري الي كتابه، و لكل أجل كتاب، (يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [1] .

أما بعد، فان الله جل و عز جعل الصهر مألفة للقلوب، و نسبة المنسوب، أوشج به الأرحام، و جعله رأفة و رحمة، (ان في ذلك لآيات للعالمين) [2] ، و قال في محكم كتابه: (و هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا) [3] ، و قال: (و أنكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم) [4] ، و ان فلان بن فلان ممن قد عرفتم منصبه في الحسب، و مذهبه في الأدب، و قد رغب في مشاركتكم، و أحب مصاهرتكم، و أتاكم خاطبا فتاتكم فلانة بنت فلان، و قد بذل لها من الصداق كذا و كذا، العاجل منه كذا، و الآجل منه كذا، فشفعوا شافعنا، و أنكحوا خاطبنا، وردوا ردا جميلا، و قولوا قولا حسنا، و أستغفر الله لي ولكم، و لجميع المسلمين [5] .


پاورقي

[1] الرعد: 39.

[2] الروم: 22.

[3] الفرقان: 54.

[4] النور: 32.

[5] الكافي 5: 372 ح 6.