بازگشت

دعاي ديگر امام در قنوت


[398] -7- و قال أيضا:

و كان دعائه عليه السلام في قنوته: يا من تفرد بالربوبية، و توحد بالوحدانية، يا من أضاء باسمه النهار، و أشرقت به الأنوار، و أظلم بأمره حندس الليل، و هطل بغيثه وابل السيل، يا من دعاه المضطرون فأجابهم، ولجأ اليه الخائفون فأمنهم، و عبده الطائعون فشكرهم، و حمده الشاكرون فأثابهم، ما أجل شأنك، و أعلي سلطانك و أنفذ أحكامك.

أنت الخالق بغير تكلف، و القاضي بغير تحيف، حجتك البالغة، و كلمتك الدامغة، بك اعتصمت و تعوذت من نفثات العندة، و رصدات الملحدة الذين ألحدوا في أسمائك، و رصدوا بالمكاره لأوليائك، و أعانوا علي قتل أنبيائك و أصفيائك، و قصدوا لاطفاء نورك باذاعة سرك، و كذبوا رسلك، و صدوا عن آياتك، و اتخذوا من دونك و دون رسولك و دون المؤمنين وليجة رغبة عنك، و عبدوا طواغيتهم و جوابيتهم بدلا منك، فمننت علي أوليائك بعظيم نعمائك وجدت عليهم بكريم آلائك، و أتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك حفظا لهم من معاندة الرسل، و ضلال السبل، و صدقت لهم بالعهود ألسنة الاجابة، و خشعت لك بالعقود قلوب الانابة.

أسألك اللهم باسمك الذي خشعت له السماوات و الأرض، و أحييت به موات الأشياء، و أمت به جميع الأحياء، و جمعت به كل متفرق، و فرقت به كل مجتمع، و أتممت به الكلمات، و أريت به كبري الآيات، و تبت به علي التوابين، و أخسرت به عمل المفسدين، فجعلت عملهم هباء منثورا، و تبرتهم تتبيرا، أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تجعل شيعتي من الذين حملوا، فصدقوا و استنطقوا، فنطقوا آمنين مأمونين.

اللهم اني أسألك لهم توفيق أهل الهدي، و أعمال أهل اليقين، و مناصحة أهل التوبة، و عزم أهل الصبر، و تقية أهل الورع، و كتمان الصديقين حتي يخافوك اللهم مخافة تحجزهم عن معاصيك، و حتي يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك، و حتي يناصحوا لك، وفيك خوفا منك، و حتي يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لهم، فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين، و حتي يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك، و حتي يفوضوا اليك أمورهم ثقة بك.

اللهم لا تنال طاعتك الا بتوفيقك، و لا تنال درجة من درجات الخير الا بك، اللهم يا مالك يوم الدين، العالم بخفايا صدور العالمين، طهر الأرض من نجس أهل الشرك، و أخرص الخراصين عن تقولهم علي رسولك الافك، اللهم اقصم الجبارين، و أبر المفترين، و أبد الأفاكين الذين اذا تتلي عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأولين.

و أنجز لي وعدك، انك لا تخلف الميعاد و عجل فرج كل طالب مرتاد، انك لبالمرصاد للعباد، أعوذ بك من كل لبس ملبوس، و من كل قلب عن معرفتك محبوس، و من كل نفس تكفر اذا أصابها بؤس، و من واصف عدل عمله عن العدل معكوس، و من طالب للحق، و هو عن صفات الحق منكوس، و من مكتسب اثم باثمه مركوس، و من وجه عند تتابع النعم عليه عبوس، أعوذ بك من ذلك كله، و من نظيره و أشكاله و أشباهه و أمثاله، انك علي عليم حكيم [1] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: 61: بحارالأنوار 85: 226.