بازگشت

دعاي طلب حاجت، و امور مهمه


[399] -8- قال الطوسي:

روي يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال:

اذا كانت لك حاجة مهمة فصم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و اغتسل في الجمعة في أول النهار، و تصدق علي مسكين بما أمكن، و اجلس في موضع لا يكون بينك و بين السماء سقف و لا ستر، من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء و تصلي أربع ركعات، تقرأ في الأولي «الحمد» و «يس»، و في الثانية «الحمد» و «حم الدخان»، و في الثالثة «الحمد» و «اذا وقعت الواقعة»، و في الرابعة «الحمد» و «تبارك الذي بيده الملك»، و ان لم تحسنها فاقرأ «الحمد» و نسبة الرب تعالي (قل هو الله أحد)، فاذا فرغت بسطت راحتيك الي السماء و تقول:

اللهم لك الحمد حمدا يكون أحق الحمد بك، و أرضي الحمد لك، و أوجب الحمد بك، و أحب الحمد اليك، و لك الحمد كما أنت أهله، و كما رضيت لنفسك، و كما حمدك من رضيت حمده من جميع خلقك، و لك الحمد كما حمدك به جميع أنبيائك و رسلك و ملائكتك، و كما ينبغي لعزك و كبريائك و عظمتك، و لك الحمد حمدا تكل الألسن عن صفته و يقف القول عن منتهاه، و لك الحمد حمدا لا يقصر عن رضاك، و لا يفضله شي ء من محامدك.

اللهم! لك الحمد في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء و العافية و البلاء و السنين، و الدهور، و لك الحمد علي آلائك و نعمائك علي و عندي، و علي ما أوليتني و أبليتني و عافيتني و رزقتني و أعطيتني و فضلتني و شرفتني و كرمتني و هديتني لدينك، حمدا لا يبلغه وصف واصف، و لا يدركه قول قائل.

اللهم! لك الحمد حمدا فيما آتيت الي من احسانك عندي، و افضالك علي، و تفضيلك اياي علي غيري، و لك الحمد علي ما سويت من خلقي، و أدبتني فأحسنت أدبي، منا منك علي، لا لسابقة كانت مني، فأي النعم يا رب! لم تتخذ عندي، و أي شكر لم تستوجب مني، رضيت بلطفك لطفا، و بكفايتك من جميع الخلق خلفا، يا رب! أنت المنعم علي، المحسن المتفضل المجمل، ذو الجلال و الاكرام، و الفواضل و النعم العظام.

فلك الحمد علي ذلك، يا رب! لم تخذلني في شديدة، و لم تسلمني بجريرة، و لم تفضحني بسريرة، لم تزل نعماؤك علي عامة عند كل عسر ويسر، أنت حسن البلاء عندي، قديم العفو عني، أمتعني بسمعي و بصري و جوارحي، و ما أقلت الأرض مني.

اللهم! و ان أول ما أسألك من حاجتي، و أطلب اليك من رغبتي، و أتوسل اليك به بين يدي مسألتي، و أتقرب به اليك بين يدي طلبتي، الصلاة علي محمد و آل محمد، و أسألك أن تصلي عليه و عليهم كأفضل ما أمرت أن يصلي عليهم، و كأفضل ما سألك أحد من خلقك، و كما أنت مسؤول له و لهم الي يوم القيامة.

اللهم! فصل عليهم بعدد من صلي عليه، و بعدد من لم يصل عليهم، و بعدد من لا يصلي عليهم صلاة دائمة تصلها بالوسيلة و الرفعة و الفضيلة، و صل علي جميع أنبيائك و رسلك و عبادك الصالحين، و صل اللهم علي محمد و آله و سلم عليهم تسليما.

اللهم! و من جودك و كرمك، أنك لا تخيب من طلب اليك، و سألك، و رغب فيما عندك، و تبغض من لم يسألك، و ليس أحد كذلك غيرك، و طمعي يا رب! في رحمتك و مغفرتك، وثقتي باحسانك و فضلك حداني علي دعائك، و الرغبة اليك، و انزال حاجتي بك، و قد قدمت أمام مسألتي للتوجه بنبيك الذي جاء بالحق و الصدق من عندك و نورك و صراطك المستقيم، الذي هديت به العباد، و أحييت بنوره البلاد، و خصصته بالكرامة، و أكرمته بالشهادة، و بعثته علي حين فترة من الرسل صلي الله عليه و آله و سلم.

اللهم! و اني مؤمن بسره و علانيته، و سر أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا، و علانيتهم.

اللهم! فصل علي محمد و آله، و لا تقطع بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة واجعل عملي بهم متقبلا، اللهم! دللت عبادك علي نفسك، فقلت تباركت و تعاليت: (و اذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [1] ، و قلت: (يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) [2] .

و قلت: (و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) [3] أجل يا رب نعم المدعو أنت و نعم الرب، و نعم المجيب، و قلت: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسني) [4] و أنا أدعوك اللهم! بأسمائك الحسني كلها، ما علمت منها و ما لم أعلم، أسألك بأسمائك التي اذا دعيت بها أجبت، و اذا سئلت بها أعطيت، أدعوك متضرعا اليك مسكينا دعاء من أسلمته الغفلة، و أجهدته الحاجة، أدعوك دعاء من استكان و اعترف بذنبه، و رجاك لعظيم مغفرتك، و جزيل مثوبتك.

اللهم! ان كنت خصصت أحدا برحمتك، طائعا لك فيما أمرته، و عمل لك فيما له خلقته، فانه لم يبلغ ذلك الا بك و توفيقك.

اللهم! من أعد و استعد لوفادة الي مخلوق رجاء رفده و جوائزه، فاليك يا سيدي! كان استعدادي رجاء رفدك و جوائزك، فأسألك أن تصلي علي محمد و آله، و أن تعطيني مسألتي و حاجتي.

ثم تسأل ما شئت من حوائجك ، ثم تقول:

يا أكرم المنعمين! و أفضل المحسنين، صل علي محمد و آله، و من أرادني بسوء من خلقك فأحرج صدره، و أفحم لسانه، و اسدد بصره، و اقمع رأسه و اجعل له شغلا في نفسه و اكفنيه بحولك و قوتك، و لا تجعل مجلسي هذا آخر العهد من المجالس التي أدعوك بها متضرعا اليك، فان جعلته فاغفر لي ذنوبي كلها، مغفرة لا تغادر لي ذنبا، و اجعل دعائي في المستجاب، و عملي في المرفوع المتقبل عندك، و كلامي فيما يصعد اليك من العمل الطيب، و اجعلني مع نبيك وصفيك و الأئمة، صلواتك عليهم، فبهم اللهم أتوسل، و اليك بهم أرغب، فاستجب دعائي، يا أرحم الراحمين، و أقلني من العثرات، و مصارع العبرات.

ثم تسأل حاجتك و تخر ساجدا، و تقول:

لا اله الا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، و رب الأرضين السبع، و رب العرش العظيم.

اللهم! اني أعوذ بعفوك من عقوبتك، و أعوذ برضاك من سخطك، و أعوذ بك منك، لا أبلغ مدحتك، و لا الثناء عليك، أنت كما أثنيت علي نفسك، اجعل حياتي زيادة لي من كل خير، و اجعل وفاتي راحة لي من كل سوء، و اجعل قرة عيني في طاعتك.

ثم تقول:

يا ثقتي و رجائي! لا تحرق وجهي بالنار بعد سجودي و تعفيري لك، يا سيدي! من غير مني عليك، بل لك المن لذلك علي، فارحم ضعفي ورقة جلدي، و اكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة، و ارزقني مرافقة النبي و أهل بيته عليه و عليهم السلام في الدرجات العلي في الجنة.

ثم تقول:

يا نور النور، يا مدبر الأمور، يا جواد يا واحد، يا أحد يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، يا من هو هكذا و لا يكون هكذا غيره، يا من ليس في السماوات العلي و الأرضين السفلي اله سواه، يا معز كل ذليل، و مذل كل عزيز، قد و عزتك و جلالك عيل صبري، فصل علي محمد و آل محمد، و فرج عني كذا و كذا، و افعل بي كذا و كذا.

و تسمي الحاجة، و ذلك الشي ء بعينه، الساعة الساعة، يا أرحم الراحمين.

تقول ذلك و أنت ساجد ثلاث مرات، ثم تضع خدك الأيمن علي الأرض و تقول الدعاء الأخير ثلاث مرات، ثم ترفع رأسك و تخضع، و تقول:

«واغوثاه بالله و برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عشر مرات، ثم تضع خدك الأيسر علي الأرض، و تقول الدعاء الأخير، و تتضرع الي الله تعالي في مسائلك، فانه أيسر مقام للحاجة ان شاء الله، و به الثقة [5] .

[400] -9- قال السيد ابن طاوس:

أخبرنا محمد بن جعفر بن هشام الأصبغي، عن اليسع بن حمزة القمي، قال: أخبرني عمرو بن مسعدة، وزير المعتصم الخليفة، أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتي تخوفته علي اراقة دمي و فقر عقبي، فكتبت الي سيدي أبي الحسن العسكري عليه السلام أشكو اليه ما حل بي.

فكتب الي: لا روع اليك و لا بأس، فادع الله بهذه الكلمات، يخلصك الله وشيكا به مما وقعت فيه، و يجعل لك فرجا، فان آل محمد يدعون بها عند اشراف البلاء و ظهور الأعداء، و عند تخوف الفقر وضيق الصدر.

قال اليسع بن حمزة: فدعوت الله بالكلمات التي كتب الي سيدي بها في صدر النهار فوالله! ما مضي شطره حتي جاءني رسول عمرو بن مسعدة، فقال لي: أجب الوزير، نهضت و دخلت عليه، فلما بصر بي تبسم الي و أمر بالحديد، ففك عني و بالأغلال فحلت مني، و أمرني بخلعة من فاخر ثيابه، و أتحفني بطيب، ثم أدناني و قربني و جعل يحدثني و يعتذر الي، ورد علي جميع ما كان استخرجه مني، و أحسن رفدي، وردني الي الناحية التي كنت أتقلدها، و أضاف اليها الكورة التي تليها.

قال: و كان الدعاء:

يا من تحل بأسمائه عقد المكاره، و يا من يفل بذكره حد الشدائد، و يا من يدعي بأسمائه العظام من ضيق المخرج الي محل الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب، و تسببت بلطفك الأسباب، و جري بطاعتك القضاء، و مضت علي ذكرك الأشياء، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة، و بارادتك دون وحيك [تهيك] منزجرة، و أنت المرجو للمهمات، و أنت المفزع للملمات، لا يندفع منها الا ما دفعت، و لا ينكشف منها الا ما كشفت، و قد نزل بي من الأمر ما فدحني [6] ثقله، و حل بي منه ما بهظني [7] حمله، و بقدرتك أوردت علي ذلك، و بسلطانك وجهته الي، فلا مصدر لما أوردت، و لا ميسر لما عسرت، و لا صارف لما وجهت، و لا فاتح لما أغلقت، و لا مغلق لما فتحت، و لا ناصر لمن خذلت الا أنت، صل علي محمد و آل محمد، و افتح لي باب الفرج بطولك، و اصرف عني سلطان الهم بحولك، و أنلني حسن النظر في ما شكوت، و ارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك، وهب لي من لدنك فرجا وحيا، و اجعل لي من عندك مخرجا هنيئا، و لا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك، و استعمال سنتك، فقد ضقت بما نزل بي ذرعا، و امتلأت بحمل ما حدث علي جزعا، و أنت القادر علي كشف ما بليت به، و دفع ما وقعت فيه فافعل ذلك بي، و ان كنت غير مستوجبه منك، يا ذا العرش العظيم، و ذا المن الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين [8] .

[401] -10- روي الطوسي:

عن أبي محمد الفحام، قال: حدثني أبوالحسن محمد بن أحمد، قال: حدثني عم أبي، قال: قصدت الامام عليه السلام يوما، فقلت: يا سيدي! ان هذا الرجل قد أطرحني و قطع رزقي و ملني، و ما أتهم في ذلك الا علمه بملازمتي لك، فاذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك، فينبغي أن تتفضل علي بمسألته.

فقال: تكفي ان شاء الله.

فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل، رسول يتلو رسولا، فجئت و الفتح علي الباب قائم فقال: يا رجل: ما تأوي في منزلك بالليل كد هذا الرجل مما يطلبك، فدخلت و اذا المتوكل جالس في فراشه، فقال: يا أباموسي! نشغل عنك و تنسينا نفسك، أي شي ء لك عندي؟

فقلت: الصلة الفلانية، و الرزق الفلاني، و ذكرت أشياء، فأمر لي بها و بضعفها، فقلت للفتح: وافي علي بن محمد الي هاهنا؟

فقال: لا.

فقلت: كتب رقعة؟

فقال: لا.

فوليت منصرفا فتبعني، فقال لي: لست أشك أنك سألته دعاء لك، فالتمس لي منه دعاء، فلما دخلت اليه عليه السلام قال لي: يا أباموسي! هذا وجه الرضا.

فقلت: ببركتك يا سيدي، ولكن قالوا لي: انك ما مضيت اليه و لا سألته.

فقال: ان الله تعالي علم منا أنا لا نلجأ في المهمات الا اليه، و لا نتوكل في الملمات الا عليه، وعودنا اذا سألنا الاجابة، و نخاف أن نعدل فيعدل بنا.

قلت: ان الفتح قال لي: كيت وكيت. قال: انه يوالينا بظاهره، و يجانبنا بباطنه، الدعاء لمن يدعو به اذا أخلصت في طاعة الله، و اعترفت برسول الله صلي الله عليه و آله و بحقنا أهل البيت، و سألت الله تبارك و تعالي شيئا لم يحرمك.

قلت: يا سيدي! فتعلمني دعاء اختص به من الأدعية.

قال: هذا الدعاء كثيرا ما أدعو الله به، و قد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي، و هو: «يا عدتي عند العدد، و يا رجائي و المعتمد، و يا كهفي و السند، و يا واحد يا أحد، و يا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك، و لم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، أن تصلي عليهم، و تفعل بي كيت و كيت [9] .


پاورقي

[1] البقرة: 186.

[2] الزمر: 53.

[3] الصافات: 75.

[4] الاسراء: 110.

[5] مصباح المتهجد ص: 342، بحارالأنوار 90: 48.

[6] فدح الأمر أو الحمل أو الدين: أثقله و بهظه. المنجد: 572، (فدح).

[7] بهظ الحمل أو الأمر: أثقله و سبب له مشتقة المصدر: 52، (بهظ).

[8] مهج الدعوات ص: 271، بحارالأنوار 95: 229 ح 27، و 50: 224.

[9] الأمالي: 285 ح 555، و 280 ح 538 مختصرا، مهج الدعوات: 271، عدة الداعي: 65، بحارالأنوار 50: 127 ح 5، و 95: 162 و 156 و 165 و 102: 59 ح 3، مسند الامام الهادي عليه السلام: 38 ح 7.