بازگشت

دعا در حرم سيدالشهداء


[405] -14- روي الكليني:

عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري، قال: بعث الي أبوالحسن عليه السلام في مرضه، و الي محمد بن حمزة، فسبقني اليه محمد بن حمزة، و أخبرني محمد ما زال يقول: ابعثوا الي الحير، ابعثوا الي الحير.

فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب الي الحير؟ ثم دخلت عليه، و قلت له: جعلت فداك، أنا أذهب الي الحير، فقال: انظروا في ذاك، ثم قال لي: ان محمدا ليس له سر من زيد به علي، و أنا أكره أن يسمع ذلك.

قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع [ب] الحير و هو الحير، فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: اجلس، حين أردت القيام، فلما رأيته أنس بي ذكرت له قول علي بن بلال، فقال لي: ألا قلت له: ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يطوف بالبيت، و يقبل الحجر، و حرمة النبي و المؤمن أعظم من حرمة البيت، و أمره الله عزوجل أن يقف بعرفة، و انما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعي [الله] لي حيث يحب الله أن يدعي فيها.

و ذكر عنه أنه قال: و لم أحفظ عنه، قال: انما هذه مواضع يحب الله أن يتعبد [له] له فيها، فأنا أحب أن يدعي لي حيث يحب الله أن يعبد، هلا قلت له كذا [و كذا]؟

قال: قلت: جعلت فداك، لو كنت أحسن مثل هذا لم أرد الأمر عليك - هذه ألفاظ أبي هاشم ليست ألفاظه - [1] .


پاورقي

[1] الكافي 4: 567 ح 3، كامل الزيارات: 273، بحارالأنوار 50: 224 ح 13، 101: 112 ح 32، و 113 ح 33 و 34 مع اختلاف، الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 245 ح 6.

قال في هامش الكافي: ان الغرض منه الاستشفاء بحائر مولانا الشهيد أبي عبدالله الحسين عليه السلام فان أباالحسن الهادي عليه السلام مع أنه امام مفترض الطاعة، و واجب العصمة كأبي عبدالله الحسين عليه السلام لما مرض استشفي بالحائر، فغيره من شيعته و مواليه أولي به، فحاصل مغزاه أنه لما مرض بعث الي أبي هاشم الجعفري، و هو من أولاد جعفر الطيار ثقة عظيم الشأن، و الي محمد بن القاسم بن حمزة، و هو من أولاد زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام منسوب الي جده حمزة، و هما من خواصه ليبعثهما الي الحائر لاستشفائه، و طلب الدعاء له فيه، فسبق محمد أباهاشم و بادر اليه، فلما دخل عليه أمره بالذهاب الي الحائر، و بالغ فيه و ترك التصريح به، فقال تلويحا:

ابعثوا الي الحير لأنه كان ذلك في عهد المتوكل، و امر التقية في زيارة الحائر هناك شديد، فسكت محمد عن الجواب و عن الذهاب اليه، اما لعدم فهم المراد أو للخوف من المتوكل او لزيادة اعتقاد في انه غير محتاج الي الاستشفاء، و لما خرج من عنده و لقيه أبوهاشم أخبره بالواقعة، و بما قال عليه السلام له، فقال له أبوهاشم: هلا قلت: اني أذهب الي الحائر، ثم دخل عليه أبوهاشم فقال له: أنا أذهب الي الحائر، قال له: «انظروا في ذلك» و لعل السر في الأمر بالنظر في الذهاب لما مر من شدة امر التقية و أنه لا بد أن يكون الذاهب اليه غير أبي هاشم، لكونه من المشاهير.

ثم قال عليه السلام لأبي هاشم: أن محمد بن حمزة ليس له شر من زيد بن علي بالشين المعجمة علي ما في الأصل أي ليس له شر من جهته، و انما هو من قبل نفسه حيث لم يجب امامه في الذهاب الي الحائر «و ليس له سر» بالسين المهملة علي ما في نسخة فانه لو كان له سر منه لقال مبادرا أنا أذهب الي الحائر، و قبله بلا تأمل و تفكر فان الولد سر أبيه، و هذا السر اما متابعة الامام الي مذمة محمد بن حمزة و سوء صنيعه بامامه، أشار عليه السلام الي خفائه و عدم اسماعه اياه فقال: «و ان أكره الخ» لئلا يخبره به أبوهاشم، فيدخل عليه ما شاء الله، ثم ذكر الواقعة لعلي بن بلال، و هو من وكلائه و معتمده و شائره في أمر الذهاب الي الحائر، فنهي عنه معللا بأنه عليه السلام غير محتاج اليه لكونه حائرا بنفسه، صانعا له و لما سمع ذلك منه قدم العسكر و دخل عليه مرة أخري، و ذكر له قول علي بن بلال.

قال له: «ألا قلت: ان رسول الله صلي الله عليه و آله الخ» و ملخص قوله عليه السلام: ان ما قال لك علي بن بلال و ان كان حقا من جهة أن النبي صلي الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام بل المؤمن أيضا أعظم حرمة عندالله عزوجل من المواطن الا أن له سبحان في الأرض بقاعا و مواطن يجب أن يذكر فيها، و من جملتها الحائر، فأنا أحب أن يدعي لي فيها، فلذلك أمرت بالذهاب الي الحائر للاستشفاء.

و قوله «و ذكر عنه أنه قال الخ» كلام سهل بن زياد، و غرضه أنه يقول: ما ذكرته هو الذي سمعت أباهاشم، و أما غيري ذكر عنه أنه قال: «انما هي مواضع الخ» مكان قوله: «انما هي مواطن الخ» - مع ضميمة «هلا قلت له كذا» «قال» جعلت فداك - الي قوله - لم أرد عليك و لكني لم أحفظه عن أبي هاشم بهذا الوجه.

و قوله: «هذه ألفاظ أبي هاشم» أي قوله: «جعلت فداك الخ» ألفاظ أبي هاشم لا ألفاظ ذلك الغير، أو أن هذا الخبر من ألفاظ أبي هاشم، لا ألفاظ أبي الحسن عليه السلام، فكأنه نقله بالمعني، والله أعلم.