بازگشت

زيارت جامعه ي كبيره


[427] -36- قال الصدوق:

روي محمد بن اسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسي بن عبدالله النخعي، قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: علمني يا ابن رسول الله! قولا أقوله بليغا كاملا، اذا زرت واحدا منكم.

قال: اذا صرت الي الباب، فقف و اشهد الشهادتين، و أنت علي غسل، فاذا دخلت و رأيت القبر، فقف و قل: الله أكبر، الله أكبر، ثلاثين مرة، ثم امش قليلا، و عليك السكينة و الوقار، و قارب بين خطاك، ثم قف و كبر الله عزوجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر، و كبر الله أربعين مرة، تمام مائة تكبيرة، ثم قل:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة! و موضع الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و معدن الرحمة، و خزان العلم، و منتهي الحلم، و أصول الكرم، و قادة الأمم، و أولياء النعم، و عناصر الأبرار، و دعائم الأخيار، وساسة العباد، و أركان البلاد، و أبواب الايمان، و أمناء الرحمن، و سلالة النبيين، و صفوة المرسلين، و عترة خيرة رب العالمين، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي أئمة الهدي، و مصابيح الدجي، و أعلام التقي، و ذوي النهي، و أولي الحجي، و كهف الوري، و ورثة الأنبياء، و المثل الأعلي، و الدعوة الحسني، و حجج الله علي أهل الدنيا، و الآخرة و الأولي، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي محال معرفة الله، و مساكن بركة الله، و معادن حكمة الله، و حفظة سر الله، و حملة كتاب الله، و أوصياء نبي الله، و ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الدعاة الي الله، و الأدلاء علي مرضاة الله، و المستقرين في أمر الله، و التامين في محبة الله، و المخلصين في توحيد الله، و المظهرين لأمر الله و نهيه، و عباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقول، و هم بأمره يعملون، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الأئمة الدعاة، و القادة الهداة، و السادة الولاة، و الذادة الحماة، و أهل الذكر، و أولي الأمر، و بقية الله و خيرته و حزبه، و عيبة علمه و حجته، و صراطه و نوره، و رحمة الله و بركاته.

أشهد أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه، لا اله الا هو العزيز الحكيم، و أشهد أن محمدا عبده المنتجب، و رسوله المرتضي، أرسله بالهدي و دين الحق، ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون، و أشهد أنكم الأئمة الراشدون، المهديون المعصومون، المكرمون المقربون، المتقون الصادقون المصطفون، المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته.

اصطفاكم بعلمه، و ارتضاكم لغيبه، و اختاركم لسره، و اجتباكم بقدرته، و أعزكم بهداه، و خصكم ببرهانه، و انتجبكم بنوره، و أيدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في أرضه، و حججا علي بريته، و أنصارا لدينه، و حفظة لسره، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، و تراجمة لوحيه، و أركانا لتوحيده، و شهداء علي خلقه، و أعلاما لعباده، و منارا في بلاده، و أدلاء علي صراطه، عصمكم الله من الزلل، و آمنكم من الفتن، و طهركم من الدنس، و أذهب عنكم الرجس [أهل البيت] و طهركم تطهيرا.

فعظمتم جلاله، و أكبرتم شأنه، و مجدتم كرمه، و أدمنتم ذكره، و وكدتم ميثاقه، و أحكمتم عقد طاعته، و نصحتم له في السر و العلانية، و دعوتم الي سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة، و بذلتم أنفسكم في مرضاته، و صبرتم علي ما أصابكم في جنبه، و أقمتم الصلاة، و آتيتم الزكاة، و أمرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم في الله حق جهاده، حتي أعلنتم دعوته، و بينتم فرائضه، و أقمتم حدوده، و نشرتم شرائع أحكامه، و سننتم سنته، و صرتم في ذلك منه الي الرضا، و سلمتم له القضاء، و صدقتم من رسله من مضي، فالراغب عنكم مارق، و اللازم لكم لاحق، و المقصر في حقكم زاهق، و الحق معكم و فيكم و منكم و اليكم، و أنتم أهله و معدنه، و ميراث النبوة عندكم، و اياب الخلق اليكم، و حسابهم عليكم، و فصل الخطاب عندكم، و آيات الله لديكم، و عزائمه فيكم، و نوره و برهانه عندكم، و أمره اليكم.

من والاكم فقد والي الله، و من عاداكم فقد عادي الله، و من أحبكم فقد أحب الله، و من أبغضكم فقد أبغض الله، و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله، أنتم الصراط الأقوم، و شهداء دار الفناء، و شفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، و الآية المخزونة، و الأمانة المحفوظة، و الباب المبتلي به الناس، من أتاكم نجا، و من لم يأتكم هلك، الي الله تدعون، و عليه تدلون، و به تؤمنون، و له تسلمون، و بأمره تعملون، و الي سبيله ترشدون، و بقوله تحكمون.

سعد من والاكم، و هلك من عاداكم، و خاب من جحدكم، و ضل من فارقكم، و فاز من تمسك بكم، و أمن من لجأ اليكم، و سلم من صدقكم، و هدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنة مأواه، و من خالفكم فالنار مثواه، و من جحدكم كافر، و من حاربكم مشرك، و من رد عليكم في أسفل درك من الجحيم.

أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضي، و جار لكم فيما بقي، و أن أرواحكم و نوركم و طينتكم واحدة، طابت و طهرت، بعضها من بعض، خلقكم الله أنوارا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتي من علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه، و جعل صلواتنا عليكم، و ما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا، و طهارة لأنفسنا، و تزكية لنا، و كفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين بفضلكم، و معروفين بتصديقنا اياكم.

فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، و أعلي منازل المقربين، و أرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لا حق، و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في ادراكه طامع، حتي لا يبقي ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا صديق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دني و لا فاضل، و لا مؤمن صالح، و لا فاجر طالح و لا جبار عنيد، و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد الا عرفهم جلالة أمركم، و عظم خطركم، و كبر شأنكم، و تمام نوركم، و صدق مقاعدكم، و ثبات مقامكم، و شرف محلكم و منزلتكم عنده، و كرامتكم عليه، و خاصتكم لديه، و قرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم و أمي و أهلي و مالي و أسرتي! أشهد الله و أشهدكم أني مؤمن بكم و بما آمنتم به، كافر بعدوكم و بما كفرتم به، مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم، موال لكم و لأوليائكم، مبغض لأعدائكم و معاد لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم، و مؤمن بايابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع الي الله عزوجل بكم، و متقرب بكم اليه، و مقدمكم أمام طلبتي و حوائجي و ارادتي في كل أحوالي و أموري، مؤمن بسركم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أولكم و آخركم، و مفوض في ذلك كله اليكم، و مسلم فيه معكم، و قلبي لكم سلم [1] و رأيي لكم تبع، و نصرتي لكم معدة حتي يحيي الله دينه بكم، و يردكم في أيامه، و يظهركم لعدله، و يمكنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع عدوكم.

آمنت بكم و توليت آخركم بما توليت به أولكم، و برئت الي الله عزوجل من أعدائكم، و من الجبت و الطاغوت و الشياطين و حزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقكم، و المارقين من ولايتكم و الغاصبين لارثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، و من كل وليجة دونكم، و كل مطاع سواكم، و من الأئمة الذين يدعون الي النار، فثبتني الله أبدا ما حييت علي موالاتكم و محبتكم و دينكم، و وفقني لطاعتكم، و رزقني شفاعتكم، و جعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم اليه، و جعلني ممن يقتص آثاركم و يسلك سبيلكم، و يهتدي بهداكم، و يحشر في زمرتكم، ويكر في رجعتكم، و يملك في دولتكم، و يشرف في عافيتكم، و يمكن في أيامكم، و تقر عينه غدا برؤيتكم.

بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي من أراد الله بدأ بكم، و من وحده قبل عنكم، و من قصده توجه بكم، موالي لا أحصي ثناءكم، و لا أبلغ من المدح كنهكم، و من الوصف قدركم، و أنتم نور الأخيار، و هداة الأبرار، و حجج الجبار، بكم فتح الله، و بكم يختم، و بكم ينزل الغيث، و بكم يمسك السماء أن تقع علي الأرض الا باذنه، و بكم ينفس الهم و يكشف الضر، و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته، و الي جدكم بعث الروح الأمين.

و ان كانت الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام فقل: و الي أخيك بعث الروح الأمين، آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، و بخع [2] كل متكبر لطاعتكم، و خضع كل جبار لفضلكم و ذل كل شي ء لكم، و أشرقت الأرض بنوركم، و فاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك الي الرضوان، و علي من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي! ذكركم في الذاكرين، و أسماؤكم في الأسماء، و أجسادكم في الأجساد، و أرواحكم في الأرواح، و أنفسكم في النفوس، و آثاركم في الآثار، و قبوركم في القبور، فما أحلي أسماءكم، و أكرم أنفسكم، و أعظم شأنكم، و أجل خطركم، و أوفي عهدكم، [3] كلامكم نور، و أمركم رشد، و وصيتكم التقوي، و فعلكم الخير، و عادتكم الاحسان، و سجيتكم الكرم، و شأنكم الحق و الصدق و الرفق، و قولكم حكم و حتم، و رأيكم علم و حلم و حزم، ان ذكر الخير كنتم أوله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه.

بأبي أنتم و أمي و نفسي! كيف أصف حسن ثنائكم، و أحصي جميل بلائكم، و بكم أخرجنا الله من الذل، و فرج عنا غمرات الكروب، و أنقذنا من شفا جرف الهلكات و من النار.

بأبي أنتم و أمي و نفسي! بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، و أصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم تمت الكلمة، و عظمت النعمة، و ائتلفت الفرقة، و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، و لكم المودة الواجبة، و الدرجات الرفيعة، و المقام المحمود، و المقام المعلوم عندالله عزوجل، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.

ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، انك أنت الوهاب، سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا، يا ولي الله! ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاكم، فبحق من ائتمنكم علي سره، و استرعاكم أمر خلقه، و قرن طاعتكم بطاعته، لما استوهبتم ذنوبي و كنتم شفعائي، فاني لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، و من عصاكم فقد عصي الله، و من أحبكم فقد أحب الله، و من أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم اني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم، و في زمرة المرحومين بشفاعتهم، انك أرحم الراحمين، و صلي الله علي محمد و آله و سلم تسليما كثيرا، و حسبنا الله و نعم الوكيل.


پاورقي

[1] في التهذيب: «مسلم»، و لعله أصح.

[2] بخع بالحق بخوعا كمنع: أقر به و خضع له. مجمع البحرين 1: 160، (بخع).

[3] «و أصدق وعدكم»، التهذيب.