بازگشت

زيارت جامعه ي ديگر


[428] -37- قال السيد ابن طاووس:

مروية عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه:

تستأذن، ثم تدخل مقدما رجلك اليمني علي اليسري، و تقول:

بسم الله و بالله، و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم تسليما.

ثم تستقبل الضريح بوجهك، و تجعل القبلة خلفك، و تكبر الله (مائة تكبيرة)، و تقول:

بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه، و شهدت له ملائكته، و أولو العلم من خلقه، لا اله الا هو العزيز الحكيم.

و أشهد أن محمدا عبده المنتجب، و رسوله المرتضي، أرسله بالهدي، و دين الحق، ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون.

اللهم اجعل أفضل صلواتك و أكملها، و أنمي بركاتك و أعمها، و أزكي تحياتك و أتمها، علي سيدنا محمد عبدك و رسولك، و نبيك و نجيك، و وليك و رضيك، و صفيك و خيرتك، و خاصتك و خالصتك، و أمينك الشاهد لك، و الدال عليك، و الصادع بأمرك، و الناصح لك، و المجاهد في سبيلك، و الذاب عن دينك، و الموضح لبراهينك، و المهدي الي طاعتك، و المرشد الي مرضاتك، و الواعي لوحيك، و الحافظ لعهدك، و الماضي علي انفاذ أمرك، المؤيد بالنور المضي ء، و المسدد بالأمر المرضي، المعصوم من كل خطأ و زلل، المنزه من كل دنس و خطل [1] ، و المبعوث بخير الأديان و الملل، مقوم الميل و العوج، و مقيم البينات و الحجج، المخصوص بظهور الفلج، و ايضاح المنهج، المظهر من توحيدك ما استتر، و المحيي من عبادتك ما دثر، و الخاتم لما سبق، و الفاتح لما انغلق، المجتبي من خلائقك، والمعتام لكشف حقائقك، و الموضحة به أشراط الهدي، و المجلو به غربيب [2] العمي، دافع جيشان الأباطيل، و دامغ صولات الأضاليل، المختار من طينة الكرم، و سلالة المجد الأقدم، و مغرس الفخار المعرق، و فرع العلاء المثمر المورق، المنتجب من شجرة الأصفياء، و مشكاة الضياء، و ذؤابة العلياء، و سرة البطحاء، بعيثك بالحق، و برهانك علي جميع الخلق، خاتم أنبيائك، و حجتك البالغة في أرضك و سمائك.

اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، و يحوز من بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه، وزده بعد ذلك من الاكرام و الاجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال، حتي يعلو من كرمك علي محال المراتب، و يرقي من نعمك أسني منازل المواهب، و خذ له - اللهم - بحقه و واجبه من ظالميه، و ظالمي الصفوة من أقاربه.

اللهم و صل علي وليك، وديان دينك، و القائم بالقسط من بعد نبيك، علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، و امام المتقين، و سيد الوصيين، و يعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، و قبلة العارفين، و علم المهتدين، و عروتك الوثقي، و حبلك المتين، و خليفة رسولك علي الناس أجمعين، و وصيه في الدنيا و الدين، الصديق الأكبر في الأنام، و الفاروق الأزهر بين الحلال و الحرام، ناصر الاسلام، و مكسر الأصنام، معز الدين و حاميه، و واقي الرسول و كافيه، المخصوص بمؤاخاته يوم الاخاء، و من هو منه بمنزلة هارون من موسي، خامس أصحاب الكساء، و بعل سيدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضر الطوي، و المشكور سعيه في هل أتي، مصباح الهدي، و مأوي التقي، و محل الحجي، وطود النهي، الداعي الي المحجة العظمي، و الظاعن الي الغاية القصوي، و السامي الي المجد و العلي، و العالم بالتأويل و الذكري، الذي أخدمته خواص ملائكتك بالطاس و المنديل حتي توضأ، ورددت عليه الشمس بعد دنو غروبها حتي أدي في أول الوقت لك فرضا، و أطعمته من طعام أهل الجنة حين منح المقداد قرضا، و باهيت به خواص ملائكتك اذ شري نفسه ابتغاء مرضاتك لترضي، و جعلت ولايته احدي فرائضك، فالشقي من أقر ببعض و أنكر بعضا،عنصر الأبرار، و معدن الفخار، و قسيم الجنة و النار، صاحب الأعراف، و أبوالأئمة الأشراف، المظلوم المغتصب، و الصابر المحتسب، و الموتور في نفسه و عترته، المقصود في رهطه و أعزته، صلاة لا انقطاع لمزيدها، و لا اتضاع لمشيدها.

اللهم ألبسه حلل الانعام، و توجه تاج الاكرام، و ارفعه الي أعلي مرتبة و مقام، حتي يلحق نبيك عليه و علي آله السلام، و احكم له اللهم علي ظالميه، انك العدل فيما تقضيه.

اللهم وصل علي الطاهرة البتول الزهراء، ابنة الرسول، أم الائمة الهادين، سيدة نساء العالمين، وارثة خير الأنبياء، و قرينة خير الأوصياء، القادمة عليك متألمة من مصابها بأبيها، متظلمة مما حل بها من غاصبيها، ساخطة علي أمة لم ترع حقك في نصرتها، بدليل دفنها ليلا في حفرتها، المغتصبة حقها، و المغصصة بريقها، صلاة لا غاية لأمدها، و لا نهاية لمددها، و لا انقضاء لعددها.

اللهم فتكفل لها عن مكان دار الفناء في دار البقاء بأنفس الأعواض، و أنلها ممن عاندها نهاية الآمال و غاية الأغراض، حتي لا يبقي لها ولي ساخط لسخطها الا و هو راض، انك أعز من أجار المظلومين، و أعدل قاض.

اللهم ألحقها في الاكرام ببعلها و أبيها، وخذ لها الحق من ظالميها.

اللهم و صل علي الأئمة الراشدين، و القادة الهادين، و السادة المعصومين، و الأتقياء الأبرار، مأوي السكينة و الوقار، و خزان العلم، و منتهي الحلم و الفخار، و ساسة العباد، و أركان البلاد، و أدلة الرشاد، الألباء الأمجاد، العلماء بشرعك، الزهاد، و مصابيح الظلم، و ينابيع الحكم، و أولياء النعم، و عصم الأمم، قرناء التنزيل و آياته، و أمناء التأويل و ولاته، و تراجمة الوحي و دلالاته، أئمة الهدي، و منار الدجي، و أعلام التقي، و كهوف الوري، و حفظة الاسلام، و حججك علي جميع الأنام، الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة، و سبطي نبي الرحمة، و علي بن الحسين السجاد زين العابدين، و محمد بن علي باقر علم الدين، و جعفر بن محمد الصادق الأمين، و موسي بن جعفر الكاظم الحليم، و علي بن موسي الرضا الوفي، و محمد بن علي البر التقي، و علي بن محمد المنتجب الزكي، و الحسن بن علي الهادي الرضي، و الحجة بن الحسن صاحب العصر و الزمن، وصي الأوصياء، و بقية الأنبياء، المستتر عن خلقك، و المؤمل لاظهار حقك، المهدي المنتظر، و القائم الذي به تنتصر.

اللهم صل عليهم أجمعين صلاة باقية في العالمين، تبلغهم بها أفضل محل المكرمين، اللهم ألحقهم في الاكرام بجدهم و أبيهم، وخذ لهم الحق من ظالميهم.

أشهد يا مولاي! أنكم المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، و اجتباكم لغيبه، و اختاركم بسره [3] ، و أعزكم بهداه، و خصكم ببراهينه، و أيدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في أرضه، و دعاة الي حقه، و شهداء علي خلقه، و أنصارا لدينه، و حججا علي بريته، و تراجمة لوحيه، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، عصمكم الله من الذنوب، و برأكم من العيوب، و ائتمنكم علي الغيوب.

زرتكم يا موالي! عارفا بحقكم، مستبصرا بشأنكم، مهتديا بهداكم، مقتفيا لأثركم، متبعا لسنتكم، متمسكا بولايتكم، معتصما بحبلكم، مطيعا لأمركم، مواليا لأوليائكم، معاديا لأعدائكم، عالما بأن الحق فيكم و معكم، متوسلا الي الله بكم، مستشفعا اليه بجاهكم، و حق عليه أن لا يخيب سائله، و الراجي ما عنده، لزواركم المطيعين لأمركم.

اللهم فكما وفقتني للايمان بنبيك، و التصديق لدعوته، و مننت علي بطاعته، و اتباع ملته، و هديتني الي معرفته و معرفة الأئمة من ذريته، و أكملت بمعرفتهم الايمان، و قبلت بولايتهم و طاعتهم الأعمال، و استعبدت بالصلاة عليهم عبادك، و جعلتهم مفتاحا للدعاء، و سببا للاجابة، فصل عليهم أجمعين، و اجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين.

اللهم اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، و عيوبنا مستورة، و فرائضنا مشكورة، و نوافلنا مبرورة، و قلوبنا بذكرك معمورة، و أنفسنا بطاعتك مسرورة، و جوارحنا علي خدمتك مقهورة، و أسماءنا في خواصك مشهورة، و أرزاقنا من لدنك مدرورة، و حوائجنا لديك ميسورة، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أنجز لهم وعدك، و طهر بسيف قائمهم أرضك، و أقم به حدودك المعطلة، و أحكامك المهملة و المبدلة، و أحي به القلوب الميتة، و اجمع به الأهواء المتفرقة، و أجل به صدي الجور عن طريقتك، حتي يظهر الحق علي يديه في أحسن صورته، و يهلك الباطل و أهله بنور دولته، و لا يستخفي بشي ء من الحق مخافة أحد من الخلق.

اللهم عجل فرجهم، و أظهر فلجهم [4] ، و اسلك بنا منهجهم، و أمتنا علي ولايتهم، و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم، و أوردنا حوضهم، و اسقنا بكأسهم، و لا تفرق بيننا و بينهم، و لا تحرمنا شفاعتهم، حتي نظفر بعفوك و غفرانك، و نصير الي رحمتك و رضوانك، اله الحق رب العالمين.

يا قريب الرحمة من المؤمنين و نحن أولئك حقا لا ارتيابا، يا من اذا أوحشنا التعرض لغضبه آنسنا حسن الظن به، فنحن واثقون [5] بين رغبة و رهبة ارتقابا، قد أقبلنا لعفوك و مغفرتك طلابا، فأذللنا لقدرتك و عزتك رقابا، فصل علي محمد و آل محمد الطاهرين، و اجعل دعاءنا بهم مستجابا، و ولاءنا لهم من النار حجابا.

اللهم بصرنا قصد السبيل لنعتمده، و مورد الرشد لنرده، و بدل خطايانا صوابا، و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، يا من تسمي من جوده و كرمه وهابا، و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة، و قنا عذاب النار ان حقت علينا اكتسابا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم تصلي صلاة الزيارة، ثم تعود و تقف علي الضريح، و تقول:

يا ولي الله ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاه، فبحق من ائتمنك علي سره، و استرعاك أمر خلقه، و قرن طاعتك بطاعته، و موالاتك بموالاته، تول صلاح حالي مع الله عزوجل، و اجعل حظي من زيارتك تخليطي بخالصي زوارك، الذين تسأل الله عزوجل في عتق رقابهم، و ترغب اليهم [6] في حسن ثوابهم.

وها أنا ذا اليوم بقبرك لائذ، و بحسن دفاعك عني عائذ، فتلافني يا مولاي! و أدركني، و اسأل الله عزوجل في أمري، فان لك عندالله عزوجل مقاما كريما، صلي الله عليك و سلم تسليما.

ثم قبل الضريح، و توجه الي القبلة، و ارفع يديك، و قل:

اللهم انك لما فرضت علي طاعته، و أكرمتني بموالاته، علمت أن ذلك لجليل مرتبته عندك، و نفيس حظه لديك، و لقرب منزلته منك، فلذلك لذت بقبره لواذ من يعلم أنك لا ترد له شفاعة، فبقديم علمك فيه، و حسن رضاك عنه، ارض عني و عن والدي، و لا تجعل للنار علي سبيلا و لا سلطانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم تتحول من موضعك، وقف وراء القبر، و اجعله بين يديك، و ارفع يديك، و قل:

اللهم لو وجدت شفيعا أقرب اليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأتقياء الأبرار عليه و عليهم السلام لاستشفعت بهم اليك، و هذا قبر ولي من أوليائك، و سيد من أصفيائك، و من فرضت علي الخلق طاعته، قد جعلته بين يدي، أسألك يا رب! بحرمته عندك، و بحقه عليك، لما نظرت الي نظرة رحيمة من نظراتك، تلم بها شعثي، و تصلح بها حالي في الدنيا و الآخرة، فانك علي كل شي ء قدير.

اللهم ان ذنوبي لما فاتت العدد، و جاوزت الأمد، علمت أن شفاعة كل شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي قاصدا الي وليك بالبشري، و متعلقا منه بالعروة الوثقي، و ها أنا يا مولاي! قد استشفعت به اليك، و أقسمت به عليك، فارحم غربتي، و اقبل توبتي.

اللهم اني لا أعول علي صالحة سلفت مني، و لا أثق بحسنة تقوم بالحجة عني، و لو أني قدمت حسنات جميع خلقك، ثم خالفت طاعة أوليائك، لكانت تلك الحسنات مزعجة عن جوارك لي، غير حائلة بيني و بين نارك، فلذلك علمت أن أفضل طاعتك طاعة أوليائك.

اللهم ارحم توجهي بمن توجهت به اليك، فلقد علمت أني غير واجد أعظم مقدارا منهم لمكانهم منك، يا أرحم الراحمين.

اللهم انك بالانعام موصوف، و وليك بالشفاعة لمن أتاه معروف، فاذا شفع في متفضلا كان وجهك علي مقبلا، و اذا كان وجهك علي مقبلا أصبت من الجنة منزلا.

اللهم فكما أتوسل به اليك أن تمن علي بالرضا و النعم، اللهم أرضه عنا، و لا تسخطه علينا، و اهدنا به و لا تضلنا فيه، و اجعلنا فيه علي السبيل الذي تختاره، و أضف طاعتي الي خالص نيتي في تحيتي، يا أرحم الراحمين.

اللهم صل علي خيار خلقك محمد و آله، كما انتجبتهم علي العالمين، و اخترتهم علي علم من الأولين.

اللهم و صل علي حجتك و صفوتك من بريتك، التالي لنبيك، القيم بأمرك، علي بن أبي طالب، و صل علي فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، و صل علي الحسن و الحسين شنفي [7] عرشك، و دليلي خلقك عليك، و دعاتهم اليك.

اللهم صل علي علي، و محمد، و جعفر، و موسي، و علي، و محمد، و علي، و الحسن، و الخلف الصالح الباقي، مصابيح الظلام، و حججك علي جميع الأنام، خزنة العلم أن يعدم، و حماة الدين أن يسقم، صلاة يكون الجزاء عليها أتم رضوانك، و نوامي بركاتك و احسانك، اللهم العن أعداءهم من الجن و الانس أجمعين، و ضاعف عليهم العذاب الأليم.

ثم تقول أيضا:

اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك و دعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك و سمائك، صابرة علي نزول بلائك، مشتاقة الي فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك [8] .


پاورقي

[1] الخطل بالتحريك: المنطق الفاسد المضطرب مجمع البحرين 1: 666، (خطل).

[2] يقال: أسود غربيب أي شديد السواد. المصدر 2: 300، (غربب).

[3] و في المصباح: لسره.

[4] الفلج: الظفر و الفوز. مجمع البحرين 2: 425، (فلج).

[5] واقفون (خ ل).

[6] في المصباح: اليه.

[7] الشنف من حلي الأذن، و قيل: ما يعلق في أعلاها، و قيل: الشنف ما يعلق في اليسري و القرط في اليمني. مجمع البحرين 1: 546، (شنف).

[8] مصباح الزائر: 476، بحارالأنوار 102: 178.