بازگشت

دعاؤه في زيارة اميرالمؤمنين يوم الغدير


قال المفيد قدس سره: روي عن ابي محمد الحسن بن علي العسكري، عن ابيه عليهماالسلام، و ذكر انه عليه السلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي اشخصه المعتصم:

السلام علي محمد رسول الله، خاتم النبيين، و سيد المرسلين، و صفوة رب العالمين، امين الله علي وحيه، و عزائم امره، و الخاتم لما سبق، و الفاتح لما استقبل، و المهيمن علي ذلك كله، و رحمةالله و بركاته و صلواته و تحياته، و السلام علي انبياء الله و رسله، و ملائكته المقربين، و عباده الصالحين.

السلام عليك يا اميرالمؤمنين، و سيد الوصيين، و وارث علم النبيين، و ولي رب العالمين، و مولاي و مولي المؤمنين و رحمةالله و بركاته.

السلام عليك يا مولاي يا اميرالمؤمنين، يا امين الله في ارضه، و سفيره في خلقه، و حجته البالغة علي عباده.

السلام عليك يا دين الله القويم، و صراطه المستقيم، السلام عليك ايها النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، و عنه يسألون، السلام عليك يا اميرالمؤمنين.

امنت بالله و هم مشركون، و صدقت بالحق و هم مكذبون، و جاهدت و هم محجمون، و عبدت الله مخلصا له الدين، صابرا محتسبا حتي اتاك اليقين، الا لعنة الله علي الظالمين.

السلام عليك يا سيد المسلمين، و يعسوب المؤمنين، و امام المتقين، و قائد الغر المحجلين، و رحمة الله و بركاته.

اشهد انك اخو رسول الله و وصيه، و وارث علمه، و امينه علي شرعه، و خليفته في امته، و اول من امن بالله، و صدق بما انزل علي نبيه.

و اشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك، فصدع بأمره، و اوجب علي امته فرض طاعتك و ولايتك، و عقد عليهم البيعة لك، و جعلك اولي بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك.

ثم اشهد الله تعالي عليهم فقال: الست قد بلغت؟ فقالوا: اللهم بلي، فقال: اللهم اشهد و كفي بك شهيدا، و حاكما بين العباد، فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار، و ناكث عهدك، بعد الميثاق و اشهد انك وفيت بعهد الله تعالي و ان الله تعالي موف لك بعهده «و من اوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما» [1] .

و اشهد انك اميرالمؤمنين الحق، الذي نطق بولايتك التنزيل، و اخذ لك العهد علي الامة بذلك الرسول، و اشهد انك و عمك و اخاك، الذين تاجرتم الله بنفوسكم، فأنزل الله فيكم:

«ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التورية و الانجيل و القران و من اوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم - التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين» [2] .

اشهد يا اميرالمؤمنين ان الشاك فيك ما امن بالرسول الامين، و ان العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم، الذي ارتضاه لنا رب العالمين، و اكمله بولايتك يوم الغدير.

و اشهد انك المعني بقول العزيز الرحيم: «و ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» [3] ، ضل و الله و اضل من اتبع سواك، و عند عن الحق من عاداك.

اللهم سمعنا لأمرك، و اطعنا و اتبعنا صراطك المستقيم، فاهدنا ربنا، و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الي طاعتك، و اجعلنا من الشاكرين لانعمك.

و اشهد انك لم تزل للهوي مخالفا، و للتقي محالفا، و علي كظم الغيظ قادرا، و عن الناس عافيا غافرا، و اذا عصي الله ساخطا، و اذا اطيع الله راضيا، و بما عهد اليك عاملا، راعيا لما استحفظت، حافظا لما استودعت، مبلغا ما حملت، منتظرا ما وعدت.

و اشهد انك ما اتقيت ضارعا، و لا امسكت عن حقك جازعا، و لا احجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلا، و لا اظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهنا، و لا وهنت لما اصابك في سبيل الله، و لا ضعفت و لا استكنت عن طلب حقك مراقبا.

معاذ الله ان تكون كذلك، بل اذ ظلمت احتسبت ربك، و فوضت اليه امرك، و ذكرتهم فما اذكروا، و وعظتهم فما اتعظوا، و خوفتهم الله فما تخوفوا.

و اشهد انك يا اميرالمؤمنين جاهدت في الله حق جهاده، حتي دعاك الله الي جواره، و قبضك اليه باختياره، و الزم اعداءك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم، مع ما لك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.

السلام عليك يا اميرالمؤمنين عبدت الله مخلصا، و جاهدت في الله صابرا، و جدت بنفسك محتسبا، و عملت بكتابه، و اتبعت سنة نبيه، و اقمت الصلاة، و اتيت الزكاة، و امرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغيا ما عند الله، راغبا فيما وعد الله.

لا تحفل بالنوائب، و لا تهن عند الشدائد، و لا تحجم عن محارب، افك من نسب غير ذلك و افتري باطلا عليك، و اولي لمن عند عنك.

لقد جاهدت في الله حق الجهاد، و صبرت علي الاذي صبر احتساب، و انت اول من امن بالله، و صلي له، و جاهد، و ابدي صفحته في دار الشرك، و الارض مشحونة ضلالة، و الشيطان يعبد جهرة.

و انت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، و لا تفرقهم عني وحشة، و لو اسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا، اعتصمت بالله فعززت، و اثرت الاخرة علي الاولي فزهدت، و ايدك الله و هداك، و اخلصك و اجتباك.

فما تناقضت افعالك، و لا اختلفت اقوالك، و لا تقلبت احوالك، و لا ادعيت و لا افتريت علي الله كذبا، و لا شرهت الي الحطام [4] ، و لا دنسك الاثام، و لم تزل علي بينة من ربك و يقين من امرك، تهدي الي الحق و الي طريق مستقيم.

اشهد شهادة حق، و اقسم بالله قسم صدق ان محمدا و اله صلوات الله عليهم سادات الخلق، و انك مولاي و مولي المؤمنين، و انك عبدالله و وليه و اخو الرسول، و وصيه و وارثه، و انه القائل لك: و الذي بعثني بالحق ما امن بي من كفر بك، و لا اقر بالله من جحدك.

و قد ضل من صد عنك، و لم يهتد الي الله و لا الي من لا يهدي بك، و هو قول ربي عزوجل، «و اني لغفار لمن تاب و امن و عمل صالحا ثم اهتدي» [5] الي ولايتك.

مولاي فضلك لا يخفي، و نورك لا يطفي، و ان من جحدك الظلوم الاشقي، مولاي انت الحجة علي العباد، و الهادي الي الرشاد، و العدة للمعاد.

مولاي لقد رفع الله في الاولي منزلتك، و اعلي في الاخرة درجتك، و بصرك ما عمي علي من خالفك، و حال بينك و بين مواهب الله لك.

فلعن الله مستحلي الحرمة منك و ذائد الحق عنك، و اشهد انهم الاخسرون، الذين تلفح وجوههم النار، و هم فيها كالحون.

و اشهد انك ما اقدمت، و لا احجمت، و لا نطقت، و لا امسكت الا بأمر من الله و رسوله، قلت: و الذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلي الله عليه و اله، اضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي، و اعلمك ان موتك و حياتك معي و علي سنتي، فو الله ما كذبت و لا كذبت، و لا ضللت و لا ضل بي، و لا نسيت ما عهد الي ربي، و اني لعلي بينة من ربي، بينها لنبيه، و بينها النبي لي، و اني لعلي الطريق الواضح، الفظه لفظا، صدقت و الله و قلت الحق.

فلعن الله من ساواك بمن ناواك، و الله جل اسمه يقول: «هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون» [6] ، فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك، و انت ولي الله و اخو رسوله، و الذاب عن دينه، و الذي نطق القرآن بتفضيله، قال الله تعالي: «و فضل الله المجاهدين علي القاعدين اجرا عظيما درجات منه و مغفرة و رحمة و كان الله غفورا رحيما». [7] .

و قال الله تعالي: «اجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن امن بالله و اليوم الاخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين - الذين امنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و انفسهم اعظم درجة عند الله و اولئك هم الفائزون - يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم - خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم» [8] .

اشهد انك المخصوص بمدحة الله، المخلص لطاعة الله، لم تبغ بالهدي بدلا و لم تشرك بعبادة ربك احدا، و ان الله تعالي استجاب لنبيه صلي الله عليه و اله فيك دعوته.

ثم امره باظهار ما أولاك لامته، اعلاء لشانك، و اعلانا لبرهانك، و دحضا للأباطيل، و قطعا للمعاذير، فلما اشفق من فتنة الفاسقين، و اتقي فيك المنافقين، اوحي الله رب العالمين: «يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس». [9] .

فوضع علي نفسه اوزار المسير، و نهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع، و نادي فأبلغ، ثم سألهم اجمع، فقال: هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلي، فقال: اللهم اشهد، ثم قال: الست اولي بالمؤمنين من انفسهم؟ فقالوا: بلي، فأخذ بيدك، و قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله.

فما امن بما انزل الله فيك علي نبيه الا قليل، و لا زاد اكثرهم غير تخسير، و لقد انزل الله تعالي فيك من قبل و هم كارهون:

«يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة علي المؤمنين اعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم» [10] .

«انما وليكم الله و رسوله و الذين امنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم راكعون، و من يتول الله و رسوله و الذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون». [11] .

«ربنا امنا بما انزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين» [12] ، «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب». [13] .

اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك، فالعن من عارضه و استكبر و كذب به و كفر، و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

السلام عليك يا اميرالمؤمنين، و سيد الوصيين، و اول العابدين، و ازهد الزاهدين، و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته.

انت مطعم الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و اسيرا لوجه الله، لا تريد منهم جزاء و لا شكورا، و فيك انزل الله تعالي: «و يؤثرون علي انفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون» [14] .

و انت الكاظم للغيظ، و العافي عن الناس، و الله يحب المحسنين، و انت الصابر في البأساء و الضراء و حين البأس، و انت القاسم بالسوية، و العادل في الرعية، و العالم بحدود الله من جميع البرية، و الله تعالي أخبر عما أولاك من فضله بقوله: «افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون - اما الذين امنوا و عملوا الصالحات فلهم جنات المأوي نزلا بما كانوا يعملون». [15] .

و انت المخصوص بعلم التنزيل و حكم التأويل، و نص الرسول، و لك المواقف المشهودة، و المقامات المشهورة و الايام المذكورة، يوم بدر و يوم الاحزاب:

«اذ زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا - هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا - و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا - و اذ قالت طائفة منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا» [16] .

و قال الله تعالي: «و لما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ايمانا و تسليما» [17] ، فقتلت عمروهم و هزمت جمعهم، «و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفي الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا» [18] .

و يوم احد: «اذ تصعدون و لا تلوون علي احد و الرسول يدعوهم في اخراهم» [19] ، و انت تذود بهم [20] المشركين عن النبي ذات اليمين و ذات الشمال، حتي ردهم الله عنكما خائفين، و نصر بك الخاذلين.

و يوم حنين علي ما نطق به التنزيل: «اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين - ثم انزل الله سكينته علي رسوله و علي المؤمنين» [21] .

و المؤمنون انت و من يليك، و عمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة، يا اهل بيعة الشجرة، حتي استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، و تكفلت دونهم المعونة.

فعادوا ايسين من المثوبة، راجين وعد الله تعالي بالتوبة، و ذلك قول الله جل ذكره: «ثم يتوب الله من بعد ذلك علي من يشاء» [22] ، و انت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الاجر.

و يوم خيبر اذ ظهر الله خور المنافقين، و قطع دابر الكافرين، و الحمد لله رب العالمين: «و لقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار، و كان عهد الله مسئولا» [23] .

مولاي انت الحجة البالغة، و المحجة الواضحة، و النعمة السابغة، و البرهان المنير، فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل، و تبأ لشائبك ذي الجهل.

شهدت مع النبي صلي الله عليه و اله جميع حروبه و مغازيه، تحمل الراية امامه، و تضرب بالسيف قدامه، ثم لحزمك المشهور، و بصيرتك في الامور، امرك في المواطن، و لم تكن عليك امير، و كم من امر صدك عن امضاء عزمك فيه التقي، و اتبع غيرك في مثله الهوي، فظن الجاهلون انك عجزت عما اليه انتهي، ضل و الله الظان لذلك و ما اهتدي.

و لقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم و امتري بقولك صلي الله عليك: قد يري الحول القلب وجه الحيلة، و دونها حاجز من تقوي الله، فيدعها رأي العين، و ينتهز فرصتها من لا جريحة [24] له في الدين، صدقت و خسر المبطلون.

و اذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمر كما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة، فأخذت البيعة عليهما، و جددت الميثاق فجدا في النفاق، فلما نبهتهما علي فعلهما اغفلا و عادا، و ما انتفعا، و كان عاقبة امرهما خسرا.

قم تلاهما اهل الشام فسرت اليهم بعد الاعذار، و هم لا يدينون دين الحق و لا يتدبرون القران، همج رعاع ضالون، و بالذي انزل علي محمد فيك كافرون، و لأهل الخلاف عليك ناصرون، و قد امر الله تعالي باتباعك و ندب المؤمنين الي نصرك، و قال عزوجل: «يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين» [25] .

مولاي بك ظهر الحق، و قد نبذه الخلق، و اوضحت السنن بعد الدروس و الطمس، فلك سابقة الجهاد علي تصديق التنزيل، و لك فضيلة الجهاد علي تحقيق التأويل، و عدوك عدو الله، جاحد لرسول الله، يدعو باطلا، و يحكم جائرا، و يتأمر غاصبا، و يدعو حزبه الي النار.

و عمار يجاهد و ينادي بين الصفين: الرواح الرواح الي الجنة، و لما استسقي، فسقي اللبن كبر و قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله: اخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن و تقتلك الفئة الباغية، فاعترضه ابوالعادية الفزاري فقتله.

فعلي ابي العادية لعنة الله و لعنة ملائكته و رسله اجمعين، و علي من سل سيفه عليك و سللت سيفك عليه يا اميرالمؤمنين من المشركين و المنافقين الي يوم الدين، و علي من رضي بما ساءك و لم يكرهه، و اغمض عينه و لم ينكر، او اعان عليك بيد او لسان، او قعد عن نصرك، او خذل عن الجهاد معك، او غمط فضلك، و جحد حقك، او عدل بك من جعلك الله اولي به من نفسه، و صلوات الله عليك و رحمة الله و بركاته و سلامه و تحياته، و علي الائمة من الك الطاهرين، انه حميد مجيد.

و الامر الاعجب و الخطب الافظع بعد جحدك حقك، غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا، و رد شهادتك و شهادة السيدين سلالتك و عترة المصطفي صلي الله عليكم، و قد اعلي الله تعالي علي الامة درجتكم، و رفع منزلتكم، و ابان فضلكم، و شرفكم علي العالمين، فأذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا، قال الله جل و عز: «ان الانسان خلق هلوعا - اذا مسه الشر جزوعا - و اذا مسه الخير منوعا - الا المصلين» [26] .

فاستثني الله تعالي نبيه المصطفي و انت يا سيد الاوصياء من جميع الخلق، فما اعمه من ظلمك عن الحق، ثم اقرضوك سهم ذوي القربي مكرا، او حادوه عن اهله جورا.

فلما ال الامر اليك اجريتهم علي ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك، فأشبهت محنتك بهما محن الانبياء عند الوحدة و عدم الانصار، و اشبهت في البيات علي الفراش الذبيح عليه السلام، اذ اجبت كما اجاب، و اطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا، اذ قال له: يا بني اني اري في المنام اني اذبحك فانظر ماذا تري قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني انشاءالله من الصابرين» [27] .

و كذلك انت لما اباتك النبي صلي الله عليه و اله، و أمرك ان تضجع في مرقده، واقيا له بنفسك، اسرعت الي اجابته مطيعا، و لنفسك علي القتل موطنا، فشكر الله تعالي طاعتك، و ابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: «و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله» [28] .

ثم محنتك يوم صفين، و قد رفعت المصاحف حيلة و مكرا، فأعرض الشك، و عرف الحق و اتبع الظن، اشبهت محنة هارون اذ امره موسي علي قومه فتفرقوا عنه، و هارون ينادي بهم و يقول: «يا قوم انما فتنتم به و ان ربكم الرحمان فاتبعوني و اطيعوا امري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتي يرجع الينا موسي» [29] .

و كذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم انما فتنتم بما و خدعتم: فعصوك و خالفوا عليك، و استدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، و تبرأت الي الله من فعلهم و فوضته اليهم.

فلما اسفر الحق و سفه المنكر، و اعترفوا بالزلل و الجور عن القصد و اختلفوا من بعده، و الزموك علي سفه التحكيم الذي ابيته، و احبوه و حظرته، و اباحوا ذنبهم الذي اقترفوه، و انت علي نهج بصيرة و هدي، و هم علي سنن ضلالة و عمي، فما زالوا علي النفاق مصرين، و في الغي مترددين، حتي اذاقهم الله و بال امرهم، فأمات بسيفك من عاندك، فشقي و هوي و احيا بحجتك من سعد فهدي، صلوات الله عليك غادية و رائحة، و عاكفة و ذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، و لا يحبط الطاعن فضلك.

انت احسن الخلق عبادة، و اخلصهم زهادة، و اذبهم عن الدين، اقمت حدود الله بجهدك، و فللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك، و تهتك ستور الشبه ببيانك، و تكشف لبس الباطل عن صريح الحق، لا تأخذك في الله لومة لائم، و في مدح الله تعالي لك غني عن مدح المادحين و تقريظ الواصفين، قال الله تعالي: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» [30] .

و لما رأيت ان قتلت الناكثين و القاسطين و المارقين، و صدقك رسول الله صلي الله عليه و اله وعده، فأوفيت بعهده، قلت: اما ان أن تخضب هذه من هذه؟ أم متي يبعث اشقاها، واثقا بأنك علي بينة من ربك و بصيرة من امرك، قادم علي الله، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، و ذلك هو الفوز العظيم.

اللهم العن قتلة انبيائك و اوصياء انبيائك بجميع لعناتك، و اصلهم حر نارك، والعن من غصب وليك حقه، و انكر عهده، و جحده بعد اليقين، و الاقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين.

اللهم العن قتلة اميرالمؤمنين و من ظلمه، و اشياعهم و انصارهم، اللهم العن ظالمي الحسين و قاتليه و المتابعين عدوه و ناصريه، و الراضين بقتله و خاذليه، لعنا وبيلا.

اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد و مانعيهم حقوقهم، اللهم خص اول ظالم و غاصب لال محمد باللعن و كل مستن بما سن الي يوم القيامة.

اللهم صل علي محمد و ال محمد خاتم النبيين، و علي علي سيد الوصيين و اله الطاهرين، و اجعلنا بهم متمسكين، و بولايتهم من الفائزين الامنين، الذين لا خوف عليهم و لا يحزنون.


پاورقي

[1] الفتح: 10.

[2] التوبة: 112 - 111.

[3] الانعام: 153.

[4] الحطام: ما تكسر به اليبس، شبه به اموال الدنيا و زخارفها.

[5] طه: 82.

[6] الزمر: 9.

[7] النساء: 95.

[8] التوبة: 22 - 19.

[9] المائدة: 67.

[10] المائدة: 54.

[11] المائدة: 55.

[12] آل عمران: 53.

[13] آل عمران: 8.

[14] الحشر: 9.

[15] السجدة 19 - 18.

[16] الاحزاب: 13 - 10.

[17] الاحزاب: 22.

[18] الاحزاب: 25.

[19] آل عمران: 153.

[20] در نسخه ها اين گونه آمده، و شايد باء براي بدليت آمده، يعني در عوض آنان، شايد به معني از باشد، و ممكن است «بهم» جمع بهيم باشد، و آن كسي است كه نمي شناسد، و اظهر آن است كه تصحيف: «الدهم» باشد، به معناي تعداد زياد، يا مصدر دهمه به معناي فراگرفتن - بحار.

[21] التوبة: 26 - 25.

[22] التوبة: 27.

[23] الاحزاب: 15.

[24] در نسخه ها اين گونه است، و ممكن است: «جريحة» باشد، يعني امري از امور را مضر در دينش نمي داند، يا معناي آن تنگي باشد، و ظاهرا صواب آن است كه در نهج البلاغة آمده: «ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين»، و حريجه به معناي تقواست.

[25] التوبة: 119.

[26] المعارج: 21 - 19.

[27] الصافات: 102.

[28] البقرة: 207.

[29] طه: 91 - 90.

[30] الاحزاب: 23.