بازگشت

دعاؤه في الزيارة الجامعة


عن النخعي قال: قلت لعلي بن محمد عليهماالسلام: علمني يا ابن رسول الله قولا اقوله بليغا كاملا اذا زرت واحدا منكم، فقال: اذا صرت الي الباب فقف و اشهد الشهادتين، و انت علي غسل.

فاذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل: الله اكبر الله اكبر - ثلاثين مرة، ثم امش قليلا، و عليك السكينة و الوقار، و قارب بين خطاك، ثم قف و كبر الله عزوجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر و كبر الله أربعين مرة، تمام مائة تكبيرة.

ثم قل:

السلام عليكم يا اهل بيت النبوة، و موضع الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و معدن الرحمة، و خزان العلم، و منتهي الحلم، و اصول الكرم، و قادة الامم، و اولياء النعم، و عناصر الابرار، و دعائم الأخيار، و ساسة العباد، و اركان البلاد، و ابواب الايمان، و امناء الرحمن، و سلالة النبيين، و صفوة المرسلين، و عترة خيرة رب العالمين، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي ائمة الهدي، و مصابيح الدجي، و اعلام التقي، و ذوي النهي، و اولي الحجي، و كهف الوري، و ورثة الانبياء، و المثل الاعلي، و الدعوة الحسني، و حجج الله علي اهل الاخرة، و الاولي و رحمة الله و بركاته.

السلام علي محال معرفة الله، و مساكن بركة الله، و معادن حكمة الله، و حفظة سر الله، و حملة كتاب الله، و اوصياء نبي الله، و ذرية رسول الله صلي الله عليه و اله، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الدعاة الي الله، و الادلاء علي مرضات الله، و المستقرين في امر الله، و التامين في محبة الله، و المخلصين في توحيد الله، و المظهرين لامر الله و نهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول، و هم بامره يعملون، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الائمة الدعاة، و القادة الهداة، و السادة الولاة، و الذادة الحماة، و اهل الذكر، و اولي الامر، و بقية الله و خيرته، و حزبه و عيبة علمه، و حجته و صراطه، و نوره و برهانه، و رحمة الله و بركاته.

اشهد ان لا اله الا الله، وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، و شهدت له ملائكته، و اولوا العلم من خلقه، لا اله الا هو العزيز الحكيم، و اشهد ان محمدا عبده المنتجب، و رسوله المرتضي، ارسله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله، و لو كره المشركون.

و اشهد انكم الائمة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون، المقربون المتقون، الصادقون المصطفون.

المطيعون لله، القوامون بامره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، و ارتضاكم لغيبه، و اختاركم لسره، و اجتباكم بقدرته، و اعزكم بهداه، و خصكم ببرهانه، و انتجبكم لنوره، و ايدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في ارضه، و حججا علي بريته، و انصارا لدينه، و حفظة لسره، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، و تراجمة لوحيه، و اركانا لتوحيده، و شهداء علي خلقه، و اعلاما لعباده، و منارا في بلاده، و ادلاء علي صراطه.

عصمكم الله من الزلل، و امنكم من الفتن، و طهركم من الدنس، و اذهب عنكم الرجس، و طهركم تطهيرا.

فعظمتم جلاله، و اكبرتم شانه، و مجدتم كرمه، و ادمتم ذكره [1] ، و وكدتم ميثاقه، و احكمتم عقد طاعته، و نصحتم له في السر و العلانية، و دعوتم الي سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة.

و بذلتم انفسكم في مرضاته، و صبرتم علي ما اصابكم في جنبه [2] ، و اقمتم الصلاة، و اتيتم الزكاة، و امرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم في الله حق جهاده حتي اعلنتم دعوته، و بينتم فرائضه، و اقمتم حدوده، و نشرتم شرايع احكامه، و سننتم سنته، و صرتم في ذلك منه الي الرضا، و سلمتم له القضاء، و صدقتم من رسله من مضي.

فالراغب عنكم مارق: و اللازم لكم لاحق، و المقصر في حقكم زاهق، و الحق معكم و فيكم، و منكم و اليكم، و انتم اهله و معدنه، و ميراث النبوة عندكم، و اياب الخلق اليكم، و حسابهم عليكم، و فصل الخطاب عندكم، و ايات الله لديكم، و عزائمه فيكم، و نوره و برهانه عندكم، و امره اليكم.

من والاكم فقد والي الله، و من عاداكم فقد عاد الله، و من احبكم فقد احب الله، و من ابغضكم فقد ابغض الله، و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.

انتم الصراط الاقوم، و شهداء دار الفناء، و شفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، و الاية المخزونة، و الامانة المحفوظة، و الباب المبتلي به الناس.

من اتاكم نجي، و من لم يأتكم هلك، الي الله تدعون، و عليه تدلون، و به تؤمنون، و له تسلمون، و بامره تعملون، و الي سبيله ترشدون، و بقوله تحكمون.

سعد من والاكم، و هلك من عاداكم، و خاب من جحدكم، و ضل من فارقكم، و فاز من تمسك بكم، و امن من لجأ اليكم، و سلم من صدقكم، و هدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنة مأواه، و من خالفكم فالنار مثواه، و من جحدكم كافر، و من حاربكم مشرك، و من رد عليكم في اسفل درك من الجحيم.

اشهد ان هذا سابق لكم فيما مضي، و جار لكم فيما بقي، و ان ارواحكم، و نوركم، و طينتكم واحدة، طابت و طهرت بعضها من بعض.

خلقكم الله انوارا فجعلكم بعرشه محدقين، حتي من علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه، و جعل صلاتنا عليكم، و ما خصنا به [3] من ولايتكم طيبا لخلقنا، و طهارة لانفسنا، و تزكية لنا، و كفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين بفضلكم [4] ، و معروفين بتصديقنا اياكم.

فبلغ الله بكم اشرف محل المكرمين، و اعلي منازل المقربين، و ارفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في ادراكه طامع.

حتي لا يبقي ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا صديق، و لا شهيد، و لا عالم و لا جاهل، و لا دني و لا فاضل، و لا مؤمن صالح، و لا فاخر طالح، و لا جبار عنيد، و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد، الا عرفهم جلالة امركم، و عظم خطركم، و كبر شأنكم، و تمام نوركم، و صدق مقاعدكم، و ثبات مقامكم، و شرف محلكم و منزلتكم عنده، و كرامتكم عليه، و خاصتكم لديه، و قرب منزلتكم منه.

بابي انتم و امي، و اهلي و مالي و اسرتي، اشهد الله و اشهدكم اني مؤمن بكم، و بما امنتم به، كافر بعدوكم و بما كفرتم به، مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم، موال لكم و لاوليائكم، مبغض لاعدائكم، و معاد لهم.

سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما ابطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم، مؤمن بايابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لامركم، مرتقب لدولتكم.

اخذ لقولكم، عامل بامركم، مستجير بكم، زائر لكم، عائذ بكم، لائذ بقبوركم، مستشفع الي الله عزوجل بكم، و متقرب بكم اليه، و مقدمكم امام طلبتي و حوائجي و اراداتي، في كل احوالي و اموري مؤمن بسركم و علانيتكم، و شاهدكم و غائبكم، و اولكم و اخركم، و مفوض في ذلك كله اليكم، و مسلم فيه معكم.

و قلبي لكم سلم، و رأيي لكم تبع، و نصرتي لكم معدة، حتي يحيي الله تعالي دينه بكم، و يردكم في ايامه، و يظهركم لعدله، و يمكنكم في ارضه، فمعكم معكم لا مع غيركم [5] ، امنت بكم، و توليت اخركم بما توليت به اولكم و برئت الي الله عزوجل من اعدائكم، و من الجبت و الطاغوت و الشياطين، و حزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقكم، و المارقين من ولايتكم، و الغاصبين لارثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، و من كل وليجة دونكم، و كل مطاع سواكم، و من الائمة الذين يدعون الي النار.

فثبتني الله ابدا ما حييت علي موالاتكم و محبتكم و دينكم، و وفقني لطاعتكم، و رزقني شفاعتكم، و جعلني من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم اليه، و جعلني ممن يقتص اثاركم، و يسلك سبيلكم، و يهتدي بهداكم، و يحشر في زمرتكم، و يكر في رجعتكم، و يملك في دولتكم، و يشرف في عافيتكم [6] ، و يمكن في ايامكم، و تقر عينه غدا برؤيتكم.

بابي انتم و امي، و نفسي و اهلي و مالي، من اراد الله بدء بكم، و من وحده قبل عنكم، و من قصده توجه بكم، موالي لا احصي ثنائكم، و لا ابلغ من المدح كنهكم، و من الوصف قدركم.

و انتم نور الاخيار، و هداة الابرار، و حجج الجبار، بكم فتح الله، و بكم يختم، و بكم ينزل الغيث، و بكم يمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه، و بكم ينفس الهم، و يكشف الضر، و عندكم ما نزلت به رسله، و هبطت به ملائكته، و الي جدكم بعث الروح الامين - و ان كانت الزيارة لاميرالمؤمنين فقل: و الي اخيك بعث الروح الامين -.

اتاكم الله ما لم يؤت احدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، و بخع كل متكبر لطاعتكم، و خضع كل جبار لفضلكم، و ذل كل شي ء لكم، و اشرقت الارض بنوركم، و فاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك الي الرضوان، و علي من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

بأبي انتم و امي، و نفسي و اهلي و مالي، ذكركم في الذاكرين، و اسماؤكم في الاسماء، و اجسادكم في الاجساد، و ارواحكم في الارواح، و انفسكم في النفوس، و اثاركم في الاثار، و قبوركم في القبور، فما احلي اسماءكم، و اكرم انفسكم، و اعظم شأنكم، و اجل خطركم، و اوفي عهدكم، و اصدق وعدكم.

كلامكم نور، و امركم رشد، و وصيتكم التقوي، و فعلكم الخير، و عادتكم الاحسان، و سجيتكم الكرم، و شأنكم الحق و الصدق و الرفق، و قولكم حكم و حتم، و رأيكم علم و حلم و حزم، ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه، و معدنه، و مأواه و منتهاه.

بابي انتم و امي و نفسي، كيف اصف حسن ثنائكم، و احصي جميل بلائكم، و بكم اخرجنا الله من الذل، و فرج عنا غمرات الكروب، و انقذنا من شفا جرف الهلكات و من النار.

بابي انتم، و امي و نفسي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، و اصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم تمت الكلمة، و عظمت النعمة، و ائتلفت الفرقة، و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، و لكم المودة الواجبة، و الدرجات الرفيعة، و المقام المحمود، و المكان المعلوم عند الله عزوجل، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.

«ربنا امنا بما انزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين» [7] ، «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب» [8] ، «سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا» [9] .

يا ولي الله ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاكم، فبحق من ائتمنكم علي سره، و استرعاكم امر خلقه، و قرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي، و كنتم شفعائي، فاني لكم مطيع، من اطاعكم فقد اطاع الله، و من عصاكم فقد عصي الله، و من احبكم فقد احب الله، و من ابغضكم فقد ابغض الله.

اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد و اهل بيته الاخيار، الائمة الابرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك اسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم، و في زمرة المرحومين بشفاعتهم، انك ارحم الراحمين، و صلي الله علي محمد و اله الطاهرين، و سلم تسليما كثيرا، و حسبنا الله و نعم الوكيل.

و في رواية:

السلام عليكم يا اهل بيت النبوة، و موضع الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و خزان العلم، و منتهي الحلم، و معدن الرحمة، و مأوي السكينة، و اصول الكرم، و قادة الامم، و اولياء النعم، و عناصر الأبرار، و دعائم الأخيار، و ساسة العباد، و اركان البلاد، و ابواب الايمان، و امناء الرحمن، و سلالة النبيين، و صفوة المرسلين، و ال ياسين، و عترة رسول رب العالمين، و رحمة الله و بركاته.

السلام عليكم ائمة الهدي، و مصابيح الدجي، و كهوف الوري، و بدور الدنيا، و اعلام التقي، و ذوي النهي، و اولي الحجي، و ذرية الانبياء، و المثل الاعلي، و الدعوة الحسني، و ورثة الانبياء، و الحجة علي من في الارض و السماء، و الاخرة و الاولي و رحمة الله و بركاته.

السلام علي محال معرفة الله، و مشاكي نور الله، و مساكن بركة الله، و معادن حكمة الله، و خزنة علم الله، و حفظة سر الله، و حملة كتاب الله، و ورثة رسول الله، و اوصيائه و ذريته صلي الله عليه و اله، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الدعاة الي الله، و الادلاء علي مرضات الله، و المؤدين عن الله، و القائمين بحق الله، و الناطقين عن الله، و المستقرين في امر الله، و المخلصين في توحيد الله، و الصادعين بامر الله و الثابتين في محبة الله، و المظهرين لامر الله و نهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول، و هم بامره يعملون، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الائمة الدعاة، و القادة الهداة، و السادة الولاة، و الذادة الحماة، و اهل الذكر، و اولي الامر، و بقية الله و حزبه، و خيرته و عيبة علمه، و حجته و عينه، و جنبه و صراطه، و نوره و برهانه، و رحمة الله و بركاته.

اشهد ان لا اله الا الله، وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، و شهدت له ملائكته، و اولوا العلم من خلقه، لا اله الا هو العزيز الحكيم، و اشهد ان محمدا عبده المجتبي، و رسوله المرتجي، و نبيه المصطفي، و امينه المرتضي، ارسله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله، و لو كره المشركون.

فصدع بامر ربه، و بلغ ما حمله، و نصح لامته، و جاهد في سبيل ربه، و دعا اليه بالحكمة و الموعظة الحسنة، و صبر علي ما اصابه في جنبه، و عبده صادقا حتي اتاه اليقين، فصلي الله عليه و اله.

و اشهد ان الدين كما شرع، و الكتاب كما تلي، و الحلال كما احل، و الحرام كما حرم، و الفصل كما قضي، و الحق ما قال، و الرشد ما امر، و ان الذين كذبوه و خالفوا عليه، و جحدوا حقه، و انكروا فضله، و اتهموه، و ظلموا وصيه، و حلوا عقده، و نكثوا بيعته، واعتدوا عليه، و غصبوه خلافته، و نبذوا امره، و استوا الجور و العدوان علي اهل النبي صلي الله عليه و اله و قتلوهم و تولوا غيرهم، ذائقوا العذاب في اسفل درك من نار جهنم، لا يخفف عنهم من عذابها و هم فيه مبلسون معلونون متبعون، ناكسوا رؤوسهم، يعاينون الندامة، و الخزي الطويل مع الاذلين الاشرار، قد كبوا علي وجوههم في النار.

و ان الذين امنوا به و صدقوه، و نصروه و وقروه و عزروه، «و اتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون» [10] ، في جنات النعيم، و الفوز العظيم، و الثواب المقيم الكريم، و الغبطة و السرور، و الفوز الكبير.

فجزاه الله عنا احسن الجزاء و خير ما جزي نبيا عن امته، و رسولا عمن ارسل اليه، و خصه بافضل قسم الفضائل، و بلغه اعلي محل شرف المكرمين من الدرجات العلي، في اعلي عليين، في جنات و نهر «في مقعد صدق عند مليك مقتدر» [11] و اعطاه حتي يرضي، و زاده بعد الرضي، و جعله اقرب النبيين مجلسا، و ادناهم اليه منزلا، و اعظمهم عنده جاها، و اعلاهم لديه كعبا، و احسنهم اتباعا، و اوفر الخلق نصيبا، و اجزلهم حظا في كل خير الله قاسمه بينهم و نصيبا، و احسن اللهم مجازاته عن جميع المؤمنين و الاولين و الاخرين.

و اشهد انكم الائمة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون، المقربون، الصادقون، المصطفون، المطيعون لله، القوامون بامره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، و اصطنعكم لنفسه، و ارتضاكم لغيبه، و اختاركم لسره، و اجتباكم بقدرته، و اعزكم بهداه، و خصكم ببرهانه، و انتجبكم لنوره، و ايدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في ارضه.

و جعلكم حججا علي بريته، و انصارا لدينه، و حفظة لحكمته، و خزنة لعلمه، و مستودعا لسره، و تراجمة لوحيه، و اركانا لتوحيده، و شهداء علي خلقه، و اسبابا اليه، و اعلاما لعباده، و منارا في بلاده، و سبيلا الي جنته، و ادلاء علي صراطه.

عصمكم الله ساداتي من الذنوب، و برأكم من العيوب، و ائتمنكم علي الغيوب، و جنبكم الافات، و قاكم من السيئات، و طهركم من الدنس و الزيغ، و نزهكم من الزلل و الخطأ، و اذهب عنكم الرجس، و طهركم تطهيرا، و امنكم من الفتن، و استرعاكم الانام، و عرفكم الاسباب، و اورثكم الكتاب، و اعطاكم المقاليد، و سخرلكم ما خلق.

فعظمتم جلاله، و اكبرتم شانه، و هبتم عظمته، و مجدتم كرمه، و ادمتم ذكره، و وكدتم ميثاقه، و احكمتم عقد عري طاعته، و نصحتم له في السر و العلانية، و دعوتم الي سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة.

و بذلتم انفسكم في مرضاته، و صبرتم علي ما اصابكم في جنبه، و صدعتم بامره، و تلوتم كتابه، و حذرتم بأسه، و ذكرتم بايامه، و اوفيتم بعهده، و اقمتم الصلاة، و اتيتم الزكاة، و امرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جادلتم بالتي هي احسن، و جاهدتم في الله حق جهاده.

حتي اعلنتم دعوته، و قمعتم عدوه، و اظهرتم دينه، و بينتم فرائضه، و اقمتم حدوده، و شرعتم احكامه، و سننتم سنته، و صرتم في ذلك منه الي الرضا، و سلمتم له القضاء، و صدقتم من رسله من مضي.

فالراغب عنكم مارق، و اللازم لكم لاحق، و المقصر عنكم زاهق، و الحق معكم و فيكم، و منكم و اليكم، و انتم اهله و معدنه، و ميراث النبوة عندكم، و اياب الخلق اليكم، و حسابهم عليكم، و فصل الخطاب عندكم، و ايات الله لديكم، و عزائمه فيكم، و نوره معكم و برهانه عندكم، و امره نازل اليكم.

من والاكم فقد والي الله، و من عاداكم فقد عادي الله، و من احبكم فقد احب الله، و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.

انتم يا موالي نعم الموالي لعبيدهم، انتم السبيل الاعظم و الصراط الاقوم، و شهداء دار الفناء، و شفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، و الاية المخزونة، و الامانة المحفوظة، و الباب المبتلي به الناس.

من اتاكم نجي، و من لم يأتكم هلك، و من اباكم هوي، الي الله تدعون، و عليه تدلون، و به تؤمنون، و له تسلمون، و بامره تعملون، و الي سبيله ترشدون، و بقوله تحكمون، و اليه تنيبون، و اياه تعظمون.

سعد و الله بكم من والاكم، و هلك من عاداكم، و خاب من جهلكم، و ضل من فارقكم، و فاز من تمسك بكم، و امن من لجأ اليكم، و سلم من صدقكم، و هدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنة مأواه، و من خالفكم فالنار مثواه، و من جحدكم كافر، و من حاربكم مشرك، و من رد عليكم في اسفل درك من الجحيم.

اشهد ان هذا سابق لكم فيما مضي، و جار لكم فيما بقي، و ان انواركم و اشباحكم و سناءكم و ظلالكم، و ارواحكم، و طينتكم واحدة، جلت و عظمت و بوركت، و قدست و طابت و طهرت بعضها من بعض، لم تزالوا بعين الله و عنده في ملكوته انوارا، تأمرون و له تخافون، و اياه تسبحون، و بعرشه محدقون، و به حافون.

حتي من بكم علينا فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه، تولي عز ذكره تطهيرها و رضي من خلقه بتعظيمها، فرفعها عن كل بيت قدسه، و اعلاها عن كل بيت طهره في السماء، لا يوازيها خطر، و لا يسمو الي سمائها النظر، و لا يقع علي كنهها الفكر، و لا يطمح الي ارضها البصر، و لا يقادر سكانها البشر، يتمني كل احد انه منكم، و لا يتمنون انكم من غير كم.

اليكم انتهت المكارم و الشرف، و فيكم استقرت الانوار والعزم، و المجد و السؤدد، فما فوقكم احد الا الله، و لا اقرب اليه، و لا اخص لديه، و لا اكرم عليه منكم.

انتم سكن البلاد، و نور العباد، و عليكم الاعتماد يوم التناد، و كلما غاب منكم حجة او افل منكم علم، اطلع الله لخلقه من عقب الماضي خلفا اماما، و نورا هاديا، و برهانا مبينا نيرا، داعيا عن داع، و هاديا بعد هاد، و خزنة و حفظة، لا يغيض بكم غوره، و لا ينقطع عنكم مواده، و لا يسلب منكم اريجه، سببا موصولا من الله اليكم، و رحمة منه علينا، يرشدنا اليه، و يقربنا منه، و يزلفنا لديه.

و جعل صلاتنا عليكم، و ذكرنا لكم، و ما خصنا به من ولايتكم و عرفناه من فضلكم طيبا لخلقنا، و طهارة لانفسنا، و تزكية لنا، و كفارة لذنوبنا، اذ كنا عنده بكم مؤمنين مسمين، و بفضلكم معترفين، و بتصديقنا اياكم مذكورين [12] ، و بطاعتنا لكم مشهورين.

فبلغ الله بكم اشرف محل المكرمين، و افضل شرف المشرفين، و اعلي منازل المقربين، و ارفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في ادراكه طامع، حتي لا يبقي ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا صديق، و لا شهيد، و لا عالم و لا جاهل، و لا دني و لا فاضل، و لا مؤمن صالح، و لا فاخر طالح، و لا جبار عنيد، و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد، الا عرفهم جلالة امركم، و عظم خطركم، و كبر شأنكم، و تمام نوركم، و صدق مقالكم، و ثبات مقامكم، و شرف محلكم و منزلتكم عنده، و كرامتكم عليه، و خاصتكم لديه، و قرب منزلتكم منه.

بابي انتم و امي و نفسي و اهلي و مالي و اسرتي، يا سادتي و ائمتي اشهد الله و اشهدكم اني مؤمن بكم و بما امنتم به، كافر بعدوكم و بما كفرتم به، مستبصر بشأنكم، عارف بضلالة من خالفكم، موال لكم و لاوليائكم، مبغض لاعدائكم، و معاد لهم.

سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما ابطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، مقتد بكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم، مؤمن بايابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لامركم، مرتقب لدولتكم.

اخذ بقولكم، عامل بامركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع الي الله عزوجل بكم، و متقرب اليه بمحبتكم، و مقدمكم امام طلبتي و مسألتي و حوائجي و اراداتي، و متوسل بكم اليه، و مقدمكم بين يدي في كل احوالي و اموري، مؤمن بسركم و علانيتكم، و شاهدكم و غائبكم، و اولكم و اخركم، و مفوض في ذلك كله الي الله عزوجل ثم اليكم، و مسلم فيه معكم.

و قلبي لكم سلم، و رأيي لكم تبع، و نصرتي لكم معدة، حتي يحيي الله تعالي دينه بكم، و يردكم في ايامه، و يظهركم لعدله، و يمكنكم في ارضه، فمعكم معكم ان شاء الله لا مع غيركم، امنت بكم، و تواليت اخركم بما تواليت به اولكم و برئت الي الله عزوجل من اعدائكم، و من الجبت و الطاغوت و اوليائهم و الشياطين و حزبهم، و الظالمين لكم، و الجاحدين لحقكم، و المارقين من دينكم و ولايتكم، و الغاصبين لارثكم، و الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، و من كل وليجة دونكم، و كل مطاع سواكم، و من الائمة الذين يدعون الي النار.

فثبتني الله ابدا ما حييت علي موالاتكم و محبتكم و دينكم، و وفقني لطاعتكم، و رزقني شفاعتكم، و جعلني من خيار مواليكم، و التابعين لما دعوتم اليه، و جعلني ممن يقتص اثاركم، و يسلك سبيلكم، و يهتدي بهداكم، و يحشر في زمرتكم، و يكر في رجعتكم، و يملك في دولتكم، و يشرف في عاقبتكم، و يمكن في ولايتكم، و يتمكن في ايامكم، و تقر عينه غدا برؤيتكم.

بابي انتم و امي، و نفسي و اهلي و مالي و اسرتي، من اراد الله بدأ بكم، و من وحده قبل عنكم، و من قصده توجه بكم، موالي لا احصي ثناءكم، و لا ابلغ من المدح كنهكم، و لا من الوصف قدركم.

لانكم نور الانوار، و خيرة الاخيار، و هداة الابرار، و حجج الجبار، بكم فتح الله، و بكم ختم الله، و بكم ينزل الغيث، و بكم يمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه، و بكم ينفس الهم، و يكشف الضر، و عندكم ما نزلت به رسله، و هبطت به ملائكته، و الي جدكم - و ان كانت الزيارة لاميرالمؤمنين فقل: و الي اخيك - بعث الروح الامين.

و بمفتاح منطقكم نطق كل لسان، و بكم يسبح القدوس السبوح، و بتسبيحكم جرت الالسن بالتسبيح، و الله بمنه اتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، و بخع كل متكبر لطاعتكم، و خضع كل جبار لفضلكم، و ذل كل شي ء لكم، و اشرقت الارض بنوركم، و فاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك الي الرضوان، و علي من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

بأبي انتم و امي، و نفسي و اهلي و مالي، ذكركم في الذاكرين، و اسماؤكم في الاسماء، و اجسادكم في الاجساد، و ارواحكم في الارواح، و انفسكم في الانفس، و اثاركم في الاثار، و قبوركم في القبور، فما احلي اسماءكم، و اكرم انفسكم، و اعظم شأنكم، و اجل خطركم، و اوفي عهدكم، و اصدق وعدكم.

كلامكم نور، و امركم رشد، و وصيتكم التقوي، و فعلكم الخير، و عادتكم الاحسان، و سجيتكم الكرم، و شأنكم الحق و كلامكم الصدق، و طبعكم الرفق، و قولكم حكم و حتم، و رأيكم علم و حلم و كرم، و امركم عزم و حزم، ان ذكر الخير كنتم اوله و اخره، و اصله و فرعه، و معدنه و مأواه، و اليكم منتهاه.

بابي انتم و امي و نفسي و اهلي و مالي، كيف اصف حسن ثنائكم، و احصي جميل بلائكم، بكم اخرجنا الله من الذل، و اطلق عنا رهائن الغل، و فرج عنا غمرات الكروب، و انقذنا بكم من شفا جرف الهلكات و من عذاب النار.

بابي انتم، و امي، و نفسي و اهلي و مالي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، و اصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم تمت الكلمة، و عظمت النعمة، و كملت المنة، و ائتلفت الفرقة، و بموالاتكم تقبل الاعمال، و لكم الطاعة المفترضة، و المودة الواجبة، و الدرجات الرفيعة، و المكان المحمود، و المقام المعلوم عند الله عزوجل، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.

«ربنا امنا بما انزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين» [13] ، «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب» [14] ، «سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا» [15] .

ثما انكب علي الضريح فقبله فقل:

يا ولي الله ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضي الله و رضاكم، فبحق من ائتمنكم علي سره، و استرعاكم امر خلقه، و قرن طاعتكم بطاعته و موالاتكم بموالاته، و لما استوهبتم ذنوبي، و كنتم شفعائي، الي الله تعالي، فاني لكم مطيع.

من اطاعكم فقد اطاع الله، و من عصاكم فقد عصي الله، و من احبكم فقد احب الله، و من ابغضكم فقد ابغض الله.

ثم ارفع يديك الي السماء و قل:

اللهم اني لو وجدت وسيلة اقرب اليك من محمد و اهل بيته الاخيار، الائمة الابرار عليه و عليهم السلام، لجعلتهم شفعائي اليك، اللهم فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك اسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم، و في زمرة المرحومين بشفاعتهم، انك انت ارحم الراحمين.


پاورقي

[1] ادمنتم (خ ل)، و الادمان الادامة.

[2] في حبه (خ ل).

[3] مفعول ثان لجعل، او يكون عطفا علي «من علينا»، و هو الاظهر.

[4] مسمين (خ ل)، و هو الاوفق بالباء.

[5] لامع عدوكم (خ ل).

[6] عاقبتكم (خ ل).

[7] آل عمران / 53.

[8] آل عمران / 8.

[9] اسراء / 108.

[10] اعراف / 157.

[11] قمر / 55.

[12] مسومين، معروفين، مشكورين (خ ل).

[13] ال عمران / 53.

[14] ال عمران / 8.

[15] اسراء / 108.