بازگشت

باب التوحيد


1- الكليني، باسناده عن أحمد بن اسحاق، قال: كتبت الي أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن الرؤية و ما اختلف فيه الناس؟ فكتب: لا تجوز الرؤية، ما لم يكن بين الرائي و المرئي هواء ]لم[ ينفذه البصر فاذا انقطع الهواء عن الرائي و المرئي لم تصح الرؤية؛ و كان في ذلك الاشتباه، لأن الرائي متي ساوي المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه و كان ذلك التشبيه لأن الأسباب لابد من اتصالها بالمسببات [1] .

2- عنه، عن سهل، عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت الي الرجل عليه السلام: أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم من يقول: جسم، و منهم من يقول: صورة، فكتب عليه السلام بخطه: سبحان من لا يحد و لا يوصف، ليس كمثله شي ء و هو السميع العليم - أو قال -: البصير [2] .

3- عنه، عن سهل، عن محمد بن علي القاساني قال: كتبت اليه عليه السلام أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد. قال: فكتب عليه السلام: سبحان من لا يحد و لا يوصف، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. [3] .

4- عنه، عن سهل، عن بشر بن بشار النيسابوري قال: كتبت الي الرجل عليه السلام: ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم من يقول: ]هو[ جسم



[ صفحه 85]



و منهم من يقول: ]هو[ صورة. فكتب الي: سبحان من لا يحد و لا يوصف و لا يشبهه شي ء و ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير [4] .

5- عنه، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن حمزة بن محمد قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم و الصورة. فكتب: سبحان من ليس كمثله شي ء لا جسم و لا صورة؛ و رواة محمد بن أبي عبدالله الا أنه لم يسم الرجل [5] .

6- عنه، عن علي بن محمد رفعه، عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة. فكتب: دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان [6] .

7- عنه، عن علي بن ابراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني؛ و محمد بن الحسن، عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: و هو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الأحد الصمد، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق و لا المنشي ء من المنشأ، لكنه المنشي ء.

فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه اذ كان لا يشبهه شي ء و لا يشبه هو شيئا. قلت: أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الأحد الصمد و قلت: لا يشبهه شي ء و الله واحد و الانسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال: يا فتح أحلت ثبتك الله انما التشبيه في المعاني، فأما في الأسماء فهي واحدة و هي دالة علي المسمي و ذلك أن الانسان و ان قيل واحد فانه يخبر أنه جثة واحدة و ليس باثنين و الانسان نفسه ليس بواحد لأن أعضاءه مختلفة و ألوانه مختلفة و من ألوانه مختلفة غير واحد و هو أجزاء مجزاة، ليست بسواء.



[ صفحه 86]



دمه غير لحمه و لحمه غير دمه و عصبه غير عروقه و شعره غير بشره و سواده غير بياضه و كذلك سائر جميع الخلق، فالانسان واحد في الاسم و لا واحد في المعني و الله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه و لا تفاوت و لا زيادة و لا نقصان، فأما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة و جواهر شتي غير أنه بالاجتماع شي ء واحد.

قلت: جعلت فداك فرجت عني فرج الله عنك، فقولك: اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد فاني أعلم أن لطفه علي خلاف لطف خلقه المفصل غير أني أحب أن تشرح ذلك لي.

فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف ]و[ لعلمه بالشي ء اللطيف أو لا تري وفقك الله و ثبتك الي أثر صنعه في النبات اللطيف و غير اللطيف و من الخلق اللطيف و من الحيوان الصغار و من البعوض و الجرجس و ما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الانثي و الحدث المولود من القديم.

فلما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتداءه للسفاد و الهرب من الموت و الجمع لما يصلحه و ما في لجج البحار و ما في لحاء الأشجار و المفاوز و القفار و افهام بعضها عن بعض منطقها و ما يفهم به أولادها عنها و نقلها الغذاء اليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة و بياض مع حمرة و أنه ما لا تكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها.

لا تراه عيوننا و لا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج و لا أداة و لا آلة و أن كل صانع شي ء فمن شي ء صنع و الله الخالق اللطيف الجليل خلق و صنع لا من شي ء [7] .

8- عنه، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسي قال: كتبت الي أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام: جعلني الله فداك يا سيدي قد



[ صفحه 87]



روي لنا: أن الله في موضع دون موضع علي العرش استوي، و أنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من الليل الي السماء الدنيا، و روي: أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع الي موضعه.

فقال بعض مواليك في ذلك: اذا كان في موضع دون موضع، فقد يلاقيه الهواء و يتكنف عليه و الهواء جسم رقيق يتكنف علي كل شي ء بقدره، فكيف يتكنف عليه جل ثناؤه علي هذا المثال؟ فوقع عليه السلام: علم ذلك عنده و هو المقدر له بما هو أحسن تقديرا و اعلم أنه اذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو علي العرش، و الأشياء كلها له سواء علما و قدرة و ملكا و احاطة [8] .

9- عنه، عن علي بن ابراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار و محمد بن الحسن، عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني و أباالحسن عليه السلام الطريق في منصرفي من مكة الي خراسان و هو سائر الي العراق، فسمعته يقول: من اتقي الله يتقي و من أطاع الله يطاع، فتلطفت في الوصول اليه، فوصلت فسلمت عليه، فرد علي السلام.

ثم قال: يا فتح من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق و ان الخالق لا يوصل الا بما وصف به نفسه و أني يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الاحاطة به.

جل عما وصفه الواصفون و تعالي عما ينعته الناعتون، نأي في قربة و قرب في نأيه فهو في نأيه قريب، و في قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال: كيف؟ و أين الأين فلا يقال: أين؟ اذ هو منقطع الكيفوفية و الأينونية [9] .

10- عنه، عن علي بن ابراهيم، عن المختار بن محمد الهمداني و محمد بن الحسن، عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان الله ارادتين و مشيئتين: ارادة حتم و ارادة عزم، ينهي



[ صفحه 88]



و هو يشاء و يأمر و هو لا يشاء.

أو ما رأيت أنه نهي آدم و زوجته أن يأكلا من الشجرة و شاء ذلك و لو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالي، و أمر ابراهيم أن يذبح اسحاق و لم يشأ أن يذبحه و لو شاء لما غلبت مشيئة ابراهيم مشيئة الله تعالي [10] .

11- العياشي باسناده عن علي بن عبدالله بن مروان، عن ايوب بن نوح، قال: قال لي أبوالحسن العسكري عليه السلام و انا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءا من غير مسئلة: يا ايوب انه ما نبأ الله من نبي الا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال: شهادة ان لا اله الا الله، و خلع الانداد من دون الله، و ان لله المشية يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء، اما انه اذا جري الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم الي أن يقوم صاحب هذا الامر [11] .

12- الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثني محمد بن جعفر البغدادي، عن سهل بن زياد، عن أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام، أنه قال: «الهي تاهت أوهام المتوهمين و قصر طرف الطارفين، و تلاشت أوصاف الواصفين، و اضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنك، أو الوقوع بالبلوغ الي علوك.

فأنت في المكان الذي لا يتناهي و لم تقع عليك عيون باشارة و لا عبارة هيهات ثم هيهات، يا أولي، يا وحداني، يا فرداني شمخت في العلو بعز الكبر، و ارتفعت من وراء كل غورة و نهاية بجبروت الفخر». [12] .

13- عنه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله) و علي بن عبدالله الوراق، قالا: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا أبوتراب عبيدالله بن موسي الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: دخلت علي سيدي علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن



[ صفحه 89]



الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أباالقاسم أنت ولينا حقا.

قال: فقلت له: يابن رسول الله اني اريد أن أعرض عليك ديني، فان كان مرضيا أثبت عليه حقي ألقي الله عزوجل. فقال: هات يا أباالقاسم، فقلت: اني أقول: ان الله تبارك و تعالي واحد، ليس كمثله شي ء، خارج عن الحدين حد الابطال وحد التشبيه، و انه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر.

بل هو مجسم الأجسام، و مصور الصور، و خالق الأعراض و الجواهر، و رب كل شي ء، و مالكه و جاعله و محدثه، و ان محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده الي يوم القيامة و أقول: ان الامام و الخليفة و ولي الأمر من بعده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر ابن محمد ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي، فقال عليه السلام: و من بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده، قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يري شخصه و لا يحل ذكره باسمه حتي يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

قال: فقلت: أقررت، و أقول ان وليهم ولي الله، و عدوهم عدو الله، و طاعتهم طاعة الله، و معصيتهم معصية الله، و أقول: ان المعراج حق، و المساءلة في القبر حق، و ان الجنة حق، و ان النار حق، و الصراط حق، و الميزان حق، و ان الساعة آتية لا ريب فيها، و ان الله يبعث من في القبور.

أقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة، و الزكاة، و الصوم، و الحج، و الجهاد، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فقال علي بن محمد عليهماالسلام: يا أباالقاسم هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة [13] .



[ صفحه 90]



14- عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح أنه كتب الي أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الله عزوجل أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء و كونها، أو لم يعلم ذلك حتي خلقها و أراد خلقها و تكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق و ما كون عند ما كون؟ فوقع عليه السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الاشياء [14] .

15- عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن مختار بن محمد بن مختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن أدني المعرفة، فقال: الاقرار بأنه لا اله غيره و لا شبه له و لا نظير و أنه قديم مثبت موجود غير فقيد و أنه ليس كمثله شي ء [15] .

16- عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلي بن محمد، قال: سئل العالم عليه السلام كيف علم الله؟ قال: علم، و شاء، و أراد، و قدر، و قضي، و أبدي فأمضي ما قضي، و قضي ما قدر، و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، و بمشيته كانت الارادة، و بارادته كان التقدير، و بتقديره كان القضاء، و بقضائه كان الامضاء.

فالعلم متقدم المشية و المشية ثانية، و الارادة ثالثة، و التقدير واقع علي القضاء بالامضاء، فلله تبارك و تعالي البداء فيما علم متي شاء و فيما أراد لتقدير الأشياء، فاذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء.

فالعلم بالمعلوم قبل كونه، و المشية في المنشأ قبل عينه، و الارادة في المراد قبل قيامه، و التقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها و توصيلها عيانا و قياما، و القضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام.



[ صفحه 91]



المدركات بالحواس من ذي لون و ريح و وزن وكيل و ما دب و درج من انس و جن و طير و سباع و غير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك و تعالي فيه البداء مما لا عين له، فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء.

و الله يفعل ما يشاء، و بالعلم علم الأشياء قبل كونها، و بالمشية عرف صفاتها و حدودها و أنشأها قبل اظهارها و بالارادة ميز أنفسها في ألوانها و صفاتها و حدودها، و بالتقدير قدر أوقاتها و عرف أولها و آخرها، و بالقضاء أبان للناس أماكنها و دلهم عليها، و بالامضاء شرح عللها، و أبان أمرها، و ذلك تقدير العزيز العليم [16] .

17- عنه قال: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن الصقر بن دلف قال: سألت اباالحسن علي بن محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام عن التوحيد و قلت له: اني اقول بقول هشام بن الحكم، فغضب ثم قال: ما لكم و لقول هشام انه ليس منا من زعم ان الله جسم نحن منه براء في الدنيا و الاخرة يابن دلف ان الجسم محدث و الله محدثه و مجسمه [17] .

18- ابن شعبة باسناده قال: قال عليه السلام: من اتقي الله يتقي. و من أطاع الله يطاع. و من أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين. و من أسخط الخالق فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين [18] .

19- عنه باسناده قال: قال عليه السلام: ان الله لا يوصف الا بما وصف به نفسه؛ و أني يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الاحاطة به. نأي في قربه و قرب في نأيه، كيف الكيف بغير أن يقال: كيف، و أين الأين بلا أن يقال: أين، هو منقطع الكيفية و الأينية، الواحد الأحد، جل جلاله و تقدست أسماؤه [19] .

20- عنه، باسناده قال: قال الحسن بن مسعود: دخلت علي أبي الحسن علي



[ صفحه 92]



ابن محمد عليهماالسلام و قد نكبت اصبعي. و تلقاني راكب و صدم كتفي و دخلت في زحمة فخرقوا علي بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرك من يوم فما أيشمك. فقال عليه السلام لي: يا حسن هذا و أنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له.

قال الحسن: فأثاب الي عقلي و تبينت خطائي، فقلت: يا مولاي استغفر الله، فقال: يا حسن ما ذنب الأيام حتي صرتم تتشئمون بها اذا جوزيتم بأعمالكم فيها، قال الحسن: أنا أستغفر الله أبدا و هي توبتي يابن رسول الله.

قال عليه السلام: و الله ما ينفعكم و لكن الله يعاقبكم بذمها علي ما لا ذم عليها فيه، أما علمت يا حسن أن الله هو المثيب و المعاقب و المجازي بالأعمال عاجلا و آجلا، قلت: بلي يا مولاي، قال عليه السلام: لا تعد و لا تجعل للأيام صنعا في حكم الله، قال الحسن: بلي؛ يا مولاي [20] .

21- ابومنصور الطبرسي قال: سئل أبوالحسن عليه السلام عن التوحيد فقيل له: لم يزل الله وحده لا شي ء معه ثم خلق الاشياء بديعا و اختار لنفسه الأسماء، و لم تزل الأسماء و الحروف له معه قديمة؟

فكتب: لم يزل الله موجودا ثم كون ما أراد، لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، تاهت اوهام المتوهمين، و قصر طرف الطارفين، و تلاشت اوصاف الواصفين و اضمحلت اقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنه، أو الوقوع بالبلوغ علي علو مكانه، فهو بالموضع الذي لا يتناهي، و بالمكان الذي لم يقع عليه عيون باشارة و لا عبارة، هيهات هيهات!!. [21] .

22- المسعودي باسناده عن الحميري قال: حدثني احمد بن عبدالله البرقي عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني و اباالحسن الطريق لما قدم به المدينة فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتقي الله يتقي و من اطاع الله يطاع. لم ازل ادلف حتي قربت منه و دنوت فسلمت عليه ورد علي السلام فأول ما ابتداني أن قال لي: يا فتح



[ صفحه 93]



من اطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين و من اسخط الخالق فقمن أن يحل به سخط المخلوقين.

يا فتح ان الله تعالي لا يوصف الا بما وصف به نفسه، فاني الذي يوصف الذي يعجز الحواس أن تدركه و الاوهام أن تناله و الخطرات ان تحده، و الابصار ان تحيط به جل عما يصفه الواصفون، و تعالي عما ينعته الناعتون نأي في قربه و قرب في نأيه فهو في نأيه قريب و في قربه بعيد.

كيف الكيف، فلا يقال: كيف؟ و أين الأين، فلا يقال: أين؟ اذ هو منقطع الكيفية و الأينية، الواحد الأحد جل جلاله، بل كيف يوصف بكنهه محمد و قد قرن جليل اسمه باسمه و أشركه في طاعته و اوجب لمن اطاعه جزاء طاعته، فقال: و ما نقموا منه الا ان اغناهم الله و رسوله من فضله.

و قال تبارك اسمه يحكي من ترك طاعته «يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسول» أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول الله حيث يقول: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الأمر منكم» يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله و لا يوصف الحجة، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا، فنبينا أفضل الأنبياء و وصينا أفضل الأوصياء.

ثم قال لي بعد كلام: فأورد الأمر اليهم و سلم لهم. ثم قال لي: ان شئت فانصرفت منه، فلما كان في الغد تلطفت في الوصول اليه، فسلمت فرد السلام، فقلت: يابن رسول الله تأذن لي في كلمة اختجلت في صدري ليلتي الماضية، فقال لي: سل، و اصغ الي جوابها سمعك فان العالم و المتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة، فأما الذي اختلج في صدرك فان يشاء العالم أنبأك ان الله لم يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول، و كل ما عند الرسول فهو عند العالم، و كل ما اطلع الرسول عليه فقد اطلع أوصياءه عليه.

يا فتح عسي الشيطان أراد اللبس عليك و اشكك في بعض ما أنبأتك، حتي أراد



[ صفحه 94]



ازالتك عن طريق الله و صراطه المستقيم.

فقلت: متي أيقنت أنهم هكذا؟ فهم ارباب معاذ الله أنهم مخلوقون مربوبون مطيعون داخرون راغمون، فاذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به فأقمعه بمثل ما أنبأتك به. قال فتح: فقلت له: جعلني الله فداك فرجت عني و كشفت ما لبس الملعون علي، فقد كان اوقع في خلدي انكم ارباب. قال فسجد عليه السلام فسمعته يقول في سجوده: راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا.

ثم قال: يا فتح كدت أن تهلك و ما ضر عيسي ان هلك من هلك اذا شئت رحمك الله. قال: فخرجت و انا مسرور بما كشف الله عني من اللبس، فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه و هو متكي ء و بين يديه حنطة مقلوة يعبث بها، و قد كان اوقع الشيطان لعنه الله في خلدي أنه لا ينبغي ان يأكلوا و لا يشربوا.

فقال: اجلس يا فتح فان لنا بالرسل اسوة كانوا يأكلون و يشربون و يمشون في الأسواق، و كل جسم متغذي الا خالق الأجسام، الواحد الأحد، منشي ء الأشياء و مجسم الأجسام، و هو السميع، العليم تبارك الله عما يقول الظالمون و علا علوا كبيرا [22] .



[ صفحه 95]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 97 و التوحيد: 109.

[2] الكافي: 1 / 102 و التوحيد: 100.

[3] الكافي: 1 / 102 و التوحيد: 101.

[4] الكافي: 1 / 102.

[5] الكافي: 1 / 104 و التوحيد: 102.

[6] الكافي: 1 / 105 و امالي الصدوق: 166.

[7] الكافي: 1 / 118 و التوحيد: 185.

[8] الكافي: 1 / 126.

[9] الكافي: 1 / 137.

[10] الكافي: 1 / 151.

[11] تفسير العياشي: 2 / 215.

[12] التوحيد: 66.

[13] التوحيد: 81 و امالي الصدوق: 204.

[14] التوحيد: 145.

[15] التوحيد: 283.

[16] التوحيد: 334.

[17] امالي الصدوق: 167.

[18] تحف العقول: 357.

[19] تحف العقول: 357.

[20] تحف العقول: 357.

[21] الاحتجاج: 2 / 250.

[22] اثبات الوصية: 227.