بازگشت

سورة يوسف


8- علي بن ابراهيم قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يحيي بن اكثم و قال: سأل موسي بن محمد بن علي بن موسي مسائل فعرضها علي أبي الحسن عليه السلام فكانت احديها: أخبرني عن قول الله عزوجل: «و رفع ابويه علي العرش و خروا له سجدا» سجد يعقوب و ولده ليوسف و هم انبياء، فاجاب ابوالحسن عليه السلام اما سجود يعقوب و ولده ليوسف فانه لم يكن ليوسف و انما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة لله و تحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لآدم و لم يكن لآدم انما كان ذلك منهم طاعة لله و تحية لآدم.

فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم ألم ترأنه يقول في شكره ذلك الوقت: «رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات و الأرض أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين» فنزل جبرئيل فقال له: يا سوف اخرج يدك، فاخرجها فخرج من بين أصابعه نور.

فقال: ما هذا النور يا جبرئيل؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لانك لم تقم لأبيك فحط الله نوره و محي النبوة من صلبه و جعلها في ولد لاوي أخي يوسف، و ذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: «لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابت الجب» فشكر الله له ذلك و لما أرادوا أن يرجعوا الي أبيهم من مصر و قد حبس يوسف اخاه قال: «لن ابرح الأرض حتي يأذن لي ابي أو يحكم الله لي و هو خير الحاكمين».

فشكر الله له ذلك فكان أنبياء بني اسرائيل من ولد لاوي و كان موسي من ولد لاوي و هو موسي بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن



[ صفحه 171]



ابراهيم، فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك اخوتك حين اخرجوك من عندي؟ قال: يا ابت اعفني من ذلك، قال: اخبرني ببعضه؟

فقال: يا ابت انهم لما ادنوني من الجب قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم: يا اخوتي اتقوا الله و لا تجردوني فسلوا علي السكين، و قالوا: لان لم تنزع لنذبحنك فنزعت القميص و ألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة و اغمي عليه، فلما افاق قال: يا بني حدثني. فقال: يا ابت اسألك باله ابراهيم و اسحاق و يعقوب الا اعفيتني فاعفاه.

قال: و لما مات العزيز و ذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز و احتاجت حتي سألت الناس فقالوا: ما يضرك لو قعدت للعزيز؟ و كان يوسف يسمي العزيز فقالت: أستحي منه فلم يزالوا بها حتي قعدت له علي الطريق فاقبل يوسف في موكبه فقامت اليه و قالت: سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا و جعل العبيد بالطاعة ملوكا.

فقال لها يوسف: انت هاتيك؟ فقالت: نعم. و كان اسمها زليخا فقال لها: هل لك في؟ قالت: دعني بعد ما كبرت أتهزء بي؟ قال: لا، قالت: نعم. فأمر بها فحولت الي منزله و كانت هرمة. فقال لها يوسف: ألست فعلت بي كذا و كذا؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فاني بليت ببلية لم يبل بها احد، قال و ما هي؟ قالت: بليت بحبك و لم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا و بليت بحسني بانه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني و لا أكثر مالا مني، نزع عني مالي و ذهب عني جمالي فقال لها يوسف: فما حاجتك؟ قالت: تسأل الله ان يرد علي شبابي. فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها و هي بكر، قالوا: ان العزيز الذي كان زوجها اولا كان عنينا [1] .

9- العياشي باسناده عن محمد بن سعيد الازدي صاحب موسي بن محمد بن الرضا عن موسي قال لاخيه: ان يحيي بن اكثم كتب اليه يسأله عن مسائل، فقال:



[ صفحه 172]



اخبرني عن قول الله: «و رفع أبويه علي العرش و خروا له سجدا» أسجد يعقوب و ولده ليوسف؟ قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: اما سجود يعقوب و ولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم ألا تري انه يقول في شكر ذلك الوقت:«رب قد آتيتني من الملك علمتني من تأويل الاحاديث» الاية [2] .


پاورقي

[1] تفسير القمي: 1 / 356.

[2] تفسير العياشي: 2 / 197.