بازگشت

زيارة الائمة


1- الصدوق: روي محمد بن اسماعيل البرمكي قال: حدثنا موسي بن عبدالله النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يابن رسول الله قولا أقوله، بليغا كاملا اذا زرت واحدا منكم، فقال: اذا صرت الي الباب فقف و أشهد الشهادتين و أنت علي غسل، فاذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل: الله أكبر، الله أكبر - ثلاثين مرة -، ثم امش قليلا، و عليك السكينة و الوقار، و قارب بين خطاك، ثم قف و كبر الله عزوجل - ثلاثين مرة - ثم ادن من القبر و كبر الله - أربعين مرة - تمام مائة تكبيرة، ثم قل:

«السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، و موضع الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و معدن الرحمة و خزان العلم، و منتهي الحلم، و اصول الكرم، و قادة الامم، و أولياء النعم، و عناصر الأبرار، و دعائم الأخيار، وساسة العباد، و أركان البلاد، و أبواب الايمان، و امناء الرحمن، و سلالة النبيين، و صفوة المرسلين، و عترة خيرة رب العالمين، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي أئمة الهدي، و مصابيح الدجي و أعلام التقي، و ذوي النهي، و أولي الحجي، و كهف الوري، و ورثة الانبياء، و المثل الأعلي، و الدعوة الحسني، و حجج الله علي أهل الدنيا و الآخرة و الاولي، و رحمة الله و بركاته.



[ صفحه 248]



السلام علي محال معرفة الله، و مساكن بركة الله، و معادن حكمة الله و حفظة سر الله، و حملة كتاب الله، و اوصياء نبي الله، و ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الدعاة الي الله، و الأدلاء علي مرضات الله، و المستقرين في أمر الله و التامين في محبة الله، و المخلصين في توحيد الله، و المظهرين لأمر الله و نهيه، و عباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون، و رحمة الله و بركاته.

السلام علي الائمة الدعاة، و القادة الهداة، و السادة الولاة، و الذادة الحماة، و أهل الذكر، و أولي الأمر، و بقية الله و خيرته و حزبه، و عيبة علمه، و حجته و صراطه و نوره، و رحمة الله و بركاته، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه و شهدت له ملائكته و أولوا العلم من خلقه لا اله الا هو العزيز الحكيم، و أشهد أن محمدا عبده المنتجب و رسوله المرتضي، أرسله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون.

و أشهد أنكم الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون الله، القوامون بأمره، العاملون بارادته، القائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، و ارتضاكم لغيبه، و اختاركم لسره، و اجتباركم بقدرته، و أعزكم بهداه، و خصكم ببرهانه، و انتجبكم بنوره، و أيدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في أرضه، و حججا علي بريته، و أنصارا لدينه و حفظة لسره، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، و تراجمة لوحيه، و أركانا لتوحيده، و شهداء علي خلقه، و أعلاما لعباده، و منارا في بلاده، و أدلاء علي صراطه.

عصمكم الله من الزلل، و آمنكم من الفتن، و طهركم من الدنس، و أذهب عنكم الرجس ]أهل البيت[ و طهركم تطهيرا، فعظمتم جلاله، و أكبرتم شأنه، و مجدتم كرمه، و أدمنتم ذكره و وكدتم ميثاقه، و أحكمتم عقد طاعته، و نصحتم له في السر و العلانية، و دعوتم الي سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة، و بذلتم أنفسكم في مرضاته،



[ صفحه 249]



و صبرتم علي ما أصابكم في جنبه، و أقمتم الصلاة، و آتيتم الزكاة، و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر.

و جاهدتم في الله حق جهاده حتي أعلنتم دعوته، و بينتم فرائضه و أقمتم حدوده، و نشرتم شرائع أحكامه، و سننتم سنته، و صرتم في ذلك منه الي الرضا، و سلمتم له القضاء، و صدقتم من رسله من مضي، فالراغب عنكم مارق و اللازم لكم لاحق، و المقصر في حقكم زاهق و الحق معكم و فيكم و منكم و اليكم و أنتم أهله و معدنه، و ميراث النبوة عندكم، و أياب الخلق اليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم، و آيات الله لديكم، و عزائمه فيكم و نوره و برهانه عندكم و أمره اليكم.

من والاكم فقد والي الله و من عاداكم فقد عادي الله، و من أحبكم فقد أحب الله، و من أبغضكم فقد أبغض الله، و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله، أنتم الصراط الأقوم، و شهداء دار الفناء، و شفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، و الآية المخزونة و الأمانة المحفوظة، و الباب المبتلي به الناس، من أتاكم نجي، و من لم يأتكم هلك.

الي الله تدعون، و عليه تدلون، و به تؤمنون، و له تسلمون، و بأمره تعملون، و الي سبيله ترشدون، و بقوله تحكمون، سعد من والاكم، و هلك من عاداكم، و خاب من جحدكم، و ضل من فارقكم، و فاز من تمسك بكم، و أمن من لجأ اليكم، و سلم من صدقكم، و هدي من اعصتم بكم.

من اتبعكم فالجنة مأواه، و من خالفكم فالنار مثواه و من جحدكم كافر، و من حاربكم مشرك، و من رد عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضي و جار لكم فيما بقي و ان أرواحكم و نوركم و طينتكم واحدة، طابت و طهرت بعضها من بعض.

خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين، حتي من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه، و جعل صلواتنا عليكم، و ما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا، و طهارة لأنفسنا و تزكية لنا، و كفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين



[ صفحه 250]



بفضلكم، و معروفين بتصديقنا اياكم.

فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، و أعلي منازل المقربين و أرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لا حق و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في ادراكه طامع، حتي لا يبقي ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا صديق و لا شهيد، و لا عالم و لا جاهل، و لا دني و لا فاضل، و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح، و لا جبار عنيد، و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد الا عرفهم جلالة أمركم و عظم خطركم و كبر شأنكم، و تمام نوركم، و صدق مقاعدكم و ثبات مقامكم، و شرف محلكم و منزلتكم عنده، و كرامتكم عليه، و خاصتكم لديه، و قرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم و امي و أهلي و مالي و اسرتي، أشهد الله و اشهدكم أني مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوكم و بما كفرتم به، مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم، موال لكم و لأوليائكم، مبغض لأعدائكم و معاد لهم، سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم.

محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم معترف بكم، مؤمن بايابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، أخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع الي الله عزوجل بكم، و متقرب بكم اليه، و مقدمكم أمام طلبتي و حوائجي و ارادتي في كل أحوالي و اموري مؤمن بسركم و علانيتكم، و شاهدكم و غائبكم، و أولكم و آخركم، و مفوض في ذلك كله اليكم و مسلم فيه معكم.

و قلبي لكم سلم، و رأيي لكم تبع، و نصرتي لكم معدة، حتي يحيي الله دينه بكم و يردكم في أيامه، و يظهركم لعدله، و يمكنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم، و توليت آخركم بما توليت به أولكم، و برئت الي الله عزوجل من أعدائكم، و من الجبت و الطاغوت، و الشياطين و حزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقكم، و المارقين من ولايتكم، و الغاصبين لارثكم الشاكين فيكم، المنحرفين



[ صفحه 251]



عنكم، و من كل وليجة دونكم، و كل مطاع سواكم، و من الأئمة الذين يدعون الي النار.

فثبتني الله أبدا ما حييت علي موالاتكم و محبتكم و دينكم، و وفقني لطاعتكم، و رزقني شفاعتكم، و جعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم اليه، و جعلني ممن يقتص آثاركم، و يسلك سبيلكم، و يهتدي بهداكم، و يحشر في زمرتكم، و يكر في رجعتكم، و يملك في دولتكم، و يشرف في عافيتكم، و يمكن في أيامكم، و تقر عينه غدا برؤيتكم.

بأبي أنتم و امي و نفسي و أهلي و مالي، من أراد الله بدأ بكم، و من وحده قبل عنكم، و من قصده توجه بكم موالي لا احصي ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم، و من الوصف قدركم، و أنتم نور الأخيار، و هداة الأبرار، و حجج الجبار، بكم فتح الله و بكم يختم و بكم ينزل الغيث، و بكم يمسك السماء أن تقع علي الأرض الا باذنه و بكم ينفس الهم و يكشف الضر، و عندكم ما نزلت به رسله، و هبطت به ملائكته، و الي جدكم بعث الروح الأمين.

(و ان كانت الزيارة لاميرالمؤمنين عليه السلام فقل: «والي أخيك بعث الروح الامين»).

آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، و بخع كل متكبر لطاعتكم، و خضع كل جبار لفضلكم، و ذل كل شي ء لكم، و أشرقت الأرض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك الي الرضوان، و علي من جحد ولايتكم غضب الرحمن، بأبي أنتم و امي و نفسي و أهلي و مالي، ذكركم في الذاكرين و أسماؤكم في الأسماء، و أجسادكم في الأجساد، و أرواحكم في الأرواح، و أنفسكم في النفوس، و آثاركم في الآثار، و قبوركم في القبور.

فما أحلي أسماءكم و أكرم أنفسكم، و أعظم شأنكم و أجل خطركم و أوفي عهدكم، كلامكم نور، و أمركم رشد، و وصيتكم التقوي، و فعلكم الخير و عادتكم



[ صفحه 252]



الاحسان، و سجيتكم الكرم، و شأنكم الحق و الصدق و الرفق، و قولكم حكم و حتم، و رأيكم علم و حلم و حزم.

ان ذكر الخير كنتم أوله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه، بأبي أنتم و امي و نفسي كيف أصف حسن ثنائكم، و احصي جميل بلائكم، و بكم أخرجنا الله من الذل و فرج عنا غمرات الكروب، و أنقذنا من شفا جرف الهلكات و من النار.

بأبي أنتم و امي و نفسي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم تمت الكلمة و عظمت النعمة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة و لكم المودة الواجبة، و الدرجات الرفيعة، و المقام المحمود، و المقام المعلوم [1] عندالله عزوجل، و الجاه العظيم، و الشأن الكبير، و الشفاعة المقبولة.

ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب، سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا، يا ولي الله ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا ارضاكم، فبحق من ائتمنكم علي سره، و استرعاكم أمر خلقه، و قرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي، و كنتم شفعائي فاني لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، و من عصاكم فقد عصي الله، و من أحبكم فقد أحب الله، و من أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم اني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم و في زمرة المرحومين بشفاعتهم، انك أرحم الراحمين، و صلي الله علي محمد و آله و سلم ]تسليما[ كثيرا و حسبنا الله و نعم الوكيل» [2] .

2- الطوسي، باسناده عن محمد بن أحمد بن داوود القمي، عن الحسن بن أحمد بن ادريس القمي قال: حدثنا ابي قال: حدثنا الحسن بن علي الدقاق، عن ابراهيم بن



[ صفحه 253]



الزيات قال: حدثني محمد بن سليمان زرقان وكيل الجعفري اليماني قال: حدثني الصادق بن الصادق علي بن محمد صاحب العسكر عليه السلام قال: قال لي: يا زرقان ان تربتنا كانت واحدة فلما كان ايام الطوفان افترقت التربة فصارت قبورنا شتي و التربة واحدة [3] .

3- زيارة جامعة للأئمة عليهم السلام مروية عن ابي الحسن الثالث عليه السلام رواها العلامة المجلسي عن السيد بن طاووس قال: تستأذن ثم تدخل مقدما رجلك اليمني علي اليسري و تقول:

«بسم الله و بالله، و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم تسليما».

ثم تستقبل الضريح بوجهك و تجعل القبلة خلفك و تكبر الله مائة تكبيرة و تقول:

«بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، و شهدت له ملائكته و اولوا العلم من خلقه، لا اله الا هو العزيز الحكيم و أشهد أن محمدا عبده المنتجب، و رسوله المرتضي، أرسله بالهدي و دين الحق، ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون.

اللهم اجعل أفضل صلواتك و أكملها، و أنمي بركاتك و أعمها، و أزكي تحياتك و أتمها، علي سيدنا محمد عبدك و رسولك، و نجيك و وليك و رضيك و صفيك و خيرتك و خاصتك و خالصتك و أمينك الشاهد لك، و الدال عليك، و الصادع بأمرك، و الناصح لك، المجاهد في سبيلك، و الذاب عن دينك، و الموضح لبراهينك، و المهدي الي طاعتك، و المرشد الي مرضاتك، و الواعي لوحيك، و الحافظ لعهدك، و الماضي علي انفاذ أمرك، المؤيد بالنور المضي ء و المسدد بالأمر المرضي، المعصوم من كل خطأ و زلل.

المنزه من كل دنس و خطل، و المبعوث بخير الأديان و الملل، مقوم الميل و العوج، و مقيم البينات و الحجج، المخصوص بظهور الفلج، و ايضاح المنهج، المظهر من توحيدك



[ صفحه 254]



ما استتر، و المحيي من عبادتك ما دثر، و الخاتم لما سبق، و الفاتح لما انغلق، المجتبي من خلائقك، و المعتام لكشف حقائقك و الموضحة به أشراط الهدي، و المجلو به غربيب العمي.

دامغ جيشات الأباطيل، و دافع صولات الأضاليل، المختار من طينة الكرم، و سلالة المجد الأقدم، و مغرس الفخار المعرق، و فرع العلاء المثمر المورق، المنتجب من شجرة الأصفياء و مشكاة الضياء، و ذوابة العلياء، و سرة البطحاء، بعيثك بالحق، و برهانك علي جميع الخلق، خاتم أنبيائك، و حجتك البالغة في أرضك و سمائك.

اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، و يحوز من بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه، و زده بعد ذلك ]به[ من الاكرام و الاجلال، ما يتقاصر عنه فسيح الآمال، حتي يعلو من كرمك أعلي محال المراتب، و يرقي من نعمك أسني منازل المواهب، و خذ له اللهم بحقه و واجبه، من ظالميه و ظالمي الصفوة من أقاربه.

اللهم و صل علي وليك، و ديان دينك، و القائم بالقسط من بعد نبيك علي بن أبي طالب، أميرالمؤمنين، و امام المتقين، و سيد الوصيين، و يعسوب الدين، و قائد الغر المحجلين، و قبلة العارفين، و علم المهتدين، و عروتك الوثقي، و حبلك المتين، و خليفة رسولك علي الناس أجمعين، و وصيه في الدنيا و الدين.

الصديق الأكبر في الأنام، و الفاروق الأزهر بين الحلال و الحرام، ناصر الاسلام، و مكسر الأصنام، معز الدين و حاميه، و واقي الرسول و كافيه المخصوص بمواخاته يوم الاخاء، و من هو منه بمنزلة هارون من موسي، خامس أصحاب الكسآء، و بعل سيدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضر الطوي، و المشكور سعيه في هل أتي.

مصباح الهدي، و مأوي التقي، و محل الحجي، و طود النهي، الداعي الي المحجة العظمي، و الظاعن الي الغاية القصوي، و السامي الي المجد و العلي، و العالم بالتأويل و الذكري، الذي أخدمته خواص ملائكتك بالطاس و المنديل، حتي توضأ، و رددت عليه الشمس بعد دنو غروبها، حتي أدي في أول الوقت لك فرضا، و أطعمته من طعام



[ صفحه 255]



أهل الجنة، حين منح المقداد قرضا، و باهيت به خواص ملائكتك، اذ شري نفسه ابتغاء مرضاتك لترضي، و جعلت ولايته احدي فرائضك.

فالشقي من أقر ببعض و أنكر بعضا، عنصر الأبرار، و معدن الفخار، و قسيم الجنة و النار، صاحب الأعراف، و أبي الأئمة الأشراف، المظلوم المغتصب و الصابر المحتسب، و الموتور في نفسه و عترته، المقصود في رهطه و أعزته، صلاة لا انقطاع لمزيدها، و لا اتضاع لمشيدها، اللهم ألبسه حلل الانعام، و توجه تاج الاكرام، و ارفعه الي أعلا مرتبة و مقام، حتي يلحق نبيك عليه و علي آله السلام، و احكم له اللهم علي ظالميه، انك العدل فيما تقضيه.

اللهم و صل علي الطاهرة البتول، الزهراء ابنة الرسول، ام الأئمة الهادين، سيدة نساء العالمين، وارثة خير الأنبياء، و قرينة خير الأوصيآء القادمة عليك متألمة من مصابها بأبيها، متظلمة مما حل بها من غاصبيها، ساخطة علي امة لم ترع حقك في نصرتها، بدليل دفنها ليلا في حفرتها، المغتصبة حقها و المغصصة بريقها، صلاة لا غاية لأمدها، و لا نهاية لمددها، و لا انقضآء لعددها.

اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفنآء، في دار البقآء، بأنفس الأعواض و أنلها ممن عاندها نهاية الامال، و غاية الأغراض، حتي لا يبقي لها ولي ساخط لسخطها الا و هو راض، انك أعز من أجار المظلومين، و أعدل قاض، اللهم ألحقها في الاكرام ببعلها و أبيها، و خذ لها الحق من ظالميها.

اللهم و صل علي الأئمة الراشدين، و القادة الهادين، و السادة المعصومين و الأتقيآء الأبرار، مأوي السكينة و الوقار، و خزان العلم، و منتهي الحلم و الفخار ساسة العباد، و أركان البلاد، و أدلة الرشاد، الألبآء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهاد، و مصابيح الظلم و ينابيع الحكم، و أوليآء النعم، و عصم الأمم، قرناء التنزيل و آياته، و امناء التاويل و ولاته، و تراجمة الوحي و دلالاته.

أئمة الهدي و منار الدجي، و أعلام التقي، و كهوف الوري، و حفظة الاسلام،



[ صفحه 256]



و حججك علي جميع الأنام الحسن و الحسين، سيدي شباب أهل الجنة، و سبطي نبي الرحمة و علي بن الحسين السجاد زين العابدين، و محمد بن علي باقر علم الدين، و جعفر ابن محمد الصادق الأمين، و موسي بن جعفر الكاظم الحليم، و علي بن موسي الرضا الوفي، و محمد بن علي البر التقي، و علي بن محمد المنتجب الزكي، و الحسن بن علي الهادي الرضي، و الحجة بن الحسن صاحب العصر و الزمان، وصي الأوصياء و بقية الأنبياء، المستتر عن خلقك، و المؤمل لاظهار حقك، المهدي المنتظر، و القائم الذي به ينتصر.

اللهم صل عليهم أجمعين، صلاة باقية في العالمين، تبلغهم بها أفضل محل المكرمين، اللهم ألحقهم في الاكرام بجدهم و أبيهم، و خذ لهم الحق من ظالميهم.

أشهد يا مولاي أنك المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، و اجتباكم لغيبه، و اختاركم بسره، و أعزكم بهداه، و خصكم ببراهينه، و أيدكم بروحه، و رضيكم خلفآء في أرضه و دعاة الي حقه، و شهدآء علي خلقه، و أنصارا لدينه، و حججا علي بريته، و تراجمة لوحيه، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، عصمكم الله من الذنوب و برأكم من العيوب، و أئتمنكم علي الغيوب.

زرتكم يا موالي عارفا بحقكم، مستبصرا بشأنكم، مهتديا بهداكم، مقتفيا لأثركم، متبعا لسنتكم، متمسكا بولايتكم، معتصما بحبلكم، مطيعا لأمركم مواليا لأوليائكم، معاديا لأعدائكم، عالما بأن الحق فيكم و معكم، متوسلا الي الله بكم مستشفعا اليه بجاهكم، و حق عليه أن لا يخيب سائله، و الراجي ما عنده لزواركم، المطيعين لأمركم.

اللهم فكما وفقتني للايمان بنبيك، و التصديق لدعوته، و مننت علي بطاعته و اتباع ملته، و هديتني الي معرفته، و معرفة الأئمة من ذريته، و أكملت بمعرفتهم الايمان، و قبلت بولايتهم و طاعتهم الأعمال، و استعبدت بالصلاة عليهم عبادك، و جعلتهم مفتاحا للدعاء، و سببا للاجابة، فصل عليهم أجمعين، و اجعلني بهم عندك وجيها في



[ صفحه 257]



الدنيا و الاخرة و من المقربين.

اللهم اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، و عيوبنا مستورة، و فرايضنا مشكورة و نوافلنا مبرورة، و قلوبنا بذكرك معمورة، و أنفسنا بطاعتك مسرورة، و جوارحنا علي خدمتك مقهورة، و أسماءنا في خواصك مشهورة، و أرزاقنا من لدنك مدرورة و حوائجنا لديك ميسورة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أنجز لهم وعدك، و طهر بسيف قائمهم أرضك، و أقم به حدودك المعطلة، و أحكامك المهملة و المبدلة، و أحي به القلوب الميتة، و اجمع به الأهواء المتفرقة، و اجل به صداء الجور عن طريقتك، حتي يظهر الحق علي يديه في أحسن صورته، و يهلك الباطل و أهله بنور دولته، و لا يستخفي لشي ء من الحق، مخافة أحد من الخلق.

اللهم عجل فرجهم، و أظهر فلجهم و اسلك بنا منهجهم، و أمتنا علي ولايتهم، و احشرنا في زمرتهم، و تحت لوآئهم، و أوردنا حوضهم، و اسقنا بكأسهم، و لا تفرق بيننا و بينهم، و لا تحرمنا شفاعتهم، حتي نظفر بعفوك و غفرانك، و نصير الي رحمتك و رضوانك، اله الحق رب العالمين.

يا قريب الرحمة من المؤمنين، و نحن اولئك حقا لا ارتيابا، يا من اذا أوحشنا التعرض لغضبه، آنسنا حسن الظن به فنحن واثقون بين رغبة و رهبة ارتقابا، قد أقبلنا لعفوك و مغفرتك طلابا، فأذللنا لقدرتك و عزتك رقابا، فصل علي محمد و آل محمد الطاهرين، و اجعل دعاءنا بهم مستجابا و ولاءنا لهم من النار حجابا.

اللهم بصرنا قصد السبيل لنعتمده، و مورد الرشد لنرده، و بدل خطايانا صوابا، و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، يا من تسمي جوده و كرمه وهابا، و آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ان حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثم تعود و تقف علي الضريح و تقول:

«يا ولي الله ان بيني و بين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاه فبحق من



[ صفحه 258]



ائتمنك علي سره، و استرعاك أمر خلقه و قرن طاعتك بطاعته، و موالاتك بموالاته، تول صلاح حالي مع الله عزوجل و اجعل حظي من زيارتك، تخليطي بخالص زوارك، الذين تسأل الله عزوجل في عتق رقابهم، و ترغيب اليهم في حسن ثوابهم، و ها أنا اليوم بقبرك لائذ و بحسن دفاعك عني عائذ، فتلافني يا مولاي، و أدركني، و اسئل الله عزوجل في أمري، فان لك عندالله مقاما كريما، صلي الله عليك و سلم تسليما».

ثم قبل الضريح و توجه الي القبلة و ارفع يديك و قل:

«اللهم انك لما فرضت علي طاعته، و أكرمتني بموالاته، علمت أن ذلك الجليل مرتبته عندك، و نفيس حظه لديك، و لقرب منزلته منك، فلذلك لذت بقبره، لواذ من يعلم أنك لا ترد له شفاعة، فبقديم علمك فيه، و حسن رضاك عنه، ارض عني و عن والدي و لا تجعل للنار علي سبيلا و لا سلطانا برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثم تتحول من موضعك وتقف وراء القبر، فاجعله بين يديك و ارفع يديك و قل:

«اللهم لو وجدت شفيعا أقرب اليك من محمد و أهل بيته الأخيار، الأتقيآء الأبرار، عليه و عليهم السلام، لاستشفعت بهم اليك، و هذا قبر ولي من أوليائك و سيد من أصفيائك، و من فرضت علي الخلق طاعته، قد جعلته بين يدي، أسئلك يا رب بحرمته عندك، و بحقه عليك، لما نظرت الي نظرة رحيمة من نظراتك، تلم بها شعثي، و تصلح بها حالي، في الدنيا و الاخرة، فانك علي كل شي ء قدير.

اللهم ان ذنوبي، لما فاتت العدد و جازت الأمد، علمت أن شفاعة كل شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي، قاصدا وليك بالبشري و متعلقا منه بالعروة الوثقي، و ها أنا يا مولاي قد استشفعت به اليك، و أقسمت به عليك، فارحم غربتي، و اقبل توبتي.

اللهم اني لا اعول علي صالحة سلفت مني، و لا أثق بحسنة تقوم بالحجة عني، و لو أني قدمت حسنات جميع خلقك، ثم خالفت طاعة أوليائك، لكانت تلك الحسنات مزعجة لي عن جوارك، غير حائلة بيني و بين نارك، فلذلك علمت أن أفضل طاعتك



[ صفحه 259]



طاعة أوليائك.

اللهم ارحم توجهي بمن توجهت به اليك، فلقد علمت أني غير واجد أعظم مقدارا منهم، لمكانهم منك يا أرحم الراحمين، اللهم انك بالانعام موصوف و وليك بالشفاعة لمن أتاه معروف، فاذا شفع في متفضلا، كان وجهك علي مقبلا، و اذا كان وجهك علي مقبلا أصبت من الجنة منزلا.

اللهم فكما أتوسل به اليك، أن تمن علي بالرضا و النعم، اللهم أرضه عنا و لا تسخطه علينا، و اهدنا به و لا تضلنا فيه، و اجعلنا فيه علي السبيل الذي تختاره، و أضف طاعتي الي خالص نيتي في تحيتي يا أرحم الراحمين.

اللهم صل علي خيار خلقك محمد و آله، كما انتجبتهم علي العالمين، و اخترتهم علي علم من الأولين، اللهم و صل علي حجتك، و صفوتك من بريتك التالي لنبيك، المقيم، لأمرك علي بن أبي طالب، و صل علي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، و صل علي الحسن و الحسين شنفي عرشك، و دليلي خلقك عليك، و دعاتهم اليك.

اللهم و صل علي علي و محمد و جعفر و موسي و علي و محمد و علي و الحسن و الخلف الصالح الباقي، مصابيح الظلام، و حججك علي جميع الأنام، خزنة العلم أن يعدم، و حماة الدين أن يقسم، صلاة يكون الجزاء عليها أتم رضوانك، و نوامي بركاتك، و كرائم احسانك، اللهم العن أعداءهم، من الجن و الانس أجمعين، و ضاعف عليهم العذاب الأليم، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته».

ثم تقول:

«اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك و سمائك، صابرة علي نزول بلائك مشتاقة الي فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستسنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك» [4] .



[ صفحه 260]




پاورقي

[1] في بعض النسخ: و المكان المعلوم.

[2] الفقيه: 2 / 609 و العيون: 2 / 272 و التهذيب: 6 / 95.

[3] التهذيب: 6 / 109.

[4] بحارالانوار: 102 / 178.