بازگشت

ابن السكيت في كتب العامة


قال ياقوت الحموي: يعقوب بن اسحاق ابويوسف بن السكيت، و السكيت لقب أبيه و كان ابوه من اصحاب الكسائي عالما بالعربية و اللغة و الشعر، و كان يعقوب يؤدب الصبيان مع أبيه بدرب القنطرة بمدينة السلام حتي احتاج الي الكسب فأقبل علي تعلم النحو من البصريين و الكوفيين فاخذ عن ابي عمرو الشيباني و الفراء و ابن الاعرابي و الأثرم.

روي عن الاصمعي و ابي عبيدة و اخذ عنه ابوسعيد السكري و ابوعكرمة الضبي و محمد بن الفرج المقري و محمد بن عجلان الاخباري و ميمون بن هارون الكاتب و غيرهم، كان عالما بالقرآن و نحو الكوفيين و من أعلم الناس باللغة و الشعر، رواية، ثقة، و لم يكن بعد ابن الاعرابي مثله و كان قد خرج الي سر من رأي.



[ صفحه 371]



فصيره عبدالله بن يحيي بن خاقان الي المتوكل فضم اليه ولده يؤدبهم و اسني له الرزق ثم دعاه الي منادمته فنهاه عبدالله بن العزيز عن ذلك، فظن أنه حسده و أجاب الي ما دعي اليه فبينما هو مع المتوكل يوما جاء المعتز و المؤيد.

فقال له المتوكل: يا يعقوب ايما أحب اليك ابناي هذان ام الحسن و الحسين؟ فذكر الحسن و الحسين رضي الله عنهما بما هما أهله و سكت عن ابنيه، و قيل: قال له: ان قنبرا خادم علي أحب الي من ابنيك.

كان يعقوب يتشيع فأمر المتوكل الاتراك فسلوا لسانه و داسوا بطنه و حمل الي بيته فعاش يوما و بعض آخر و مات يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة ثلاث و اربعين و مائتين، و قيل: سنة اربع و اربعين و مائتين، و قيل: سنة ست و اربعين. [1] .

قال الحافظ ابوبكر الخطيب البغدادي: يعقوب بن اسحاق بن السكيت ابويوسف، النحوي اللغوي، صاحب كتاب اصلاح المنطق كان من اهل الفضل والدين موثوقا بروايته و كان يؤدب ولد جعفر المتوكل علي الله، و روي عن ابي عمرو الشيباني.

حدث عنه ابوعكرمة الضبي و ابوسعيد السكري و ميمون بن هارون الكاتب و عبدالله بن محمد بن رستم و احمد بن فرج المقري، و ابوه اسحاق هو المعروف بالسكيت حكي ان الفراء سأل السكيت عن نسبه؟ فقال: خوزي اصلحك الله من قري دورق من كور الاهواز.

أخبرنا البرقاني، اخبرنا محمد بن العباس الحراز، حدثنا ابوالحسين احمد بن جعفر المنادي، حدثني محمد بن فرج قال: كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه بمدينة السلام في درب القنطرة صبيان العامة حتي احتاج الي الكسب فجعل يتعلم النحو.

حكي عن أبيه أنه حج فطاف بالبيت و سعي بين الصفا و المروة و سأل الله ان يعلم ابنه النحو، قال: فتعلم النحو و اللغة و جعل يختلف الي قوم من اهل القنطرة فاجروا له



[ صفحه 372]



كل دفعة عشرة و أكثر، حتي اختلف الي بشر و ابراهيم ابني هارون اخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبدالله بن طاهر.

فما زال يختلف اليهما و الي اولادهما دهرا فاحتاج ابن طاهر الي رجل يعلم ولده و جعل ولده في حجر ابراهيم ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم ثم جعلها الف درهم و كان يعقوب قد خرج قبل ذلك الي سر من رأي و ذلك في ايام المتوكل فصيره عبدالله ابن يحيي بن خاقان عند المتوكل فضم اليه و أسني له الرزق، ثم قال بلغني ان يعقوب مات في رجب سنة ثلاث و اربعين و مائتين. [2] .

قال ابن خلكان: ابويوسف بن اسحاق المعروف بابن السكيت صاحب كتاب اصلاح المنطق و غيره ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: حكي عن أبي عمرو بن اسحاق بن مرار الشيباني و محمد بن مهنا و محمد بن الصبح بن السماك الواعظ و حكي عند احمد بن فرج المقري و محمد بن عجلان الاخباري و ابوعكرمة الضبي و ابوسعيد السكري و ميمون بن ابراهيم الكاتب و غيرهم.

روي ابن السكيت ايضا عن الاصمعي و أبي عبيده و الفراء و جماعة و غيرهم و كتبه جيدة صحيحة منها: اصلاح المنطق و كتاب الالفاظ و كتاب في معاني الشعر و كتاب القلب و الابدال و لم يكن له نفاذ في علم النحو، و كان يميل في رأيه و اعتقاده الي مذهب من يري تقديم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

قال احمد بن عبيد، شاورني ابن السكيت في منادمة المتوكل فنهيته فحمل قولي علي الحسد و أجاب ما دعي اليه من المنادمة فبينما هو مع المتوكل جاء المعتز و المؤيد، فقال المتوكل: يا يعقوب ايما احب اليك ابناي هذان ام الحسن و الحسين؟ فغض ابن السكيت من ابنيه و ذكر الحسن و الحسين رضي الله عنهما بما هما أهله فأمر الاتراك فداسوا بطنه فحمل الي داره فمات بعد ذلك اليوم.

قال ابوالعباس ثعلب: كان ابن السكيت يتصرف في انواع العلوم و كان ابوه



[ صفحه 373]



رجلا صالحا و كان من اصحاب ابي الحسن الكسائي، حسن المعرفة بالعربية و كان سبب تعود يعقوب للناس بقصدهم اياه أنه عمل شعر ابي النجم العجلي و جرده، فقلت: ادفعه لي لا نسخة.

فقال: يا اباالعباس حلفت بالطلاق انه لا يخرج من يدي و لكنه بين يدك فأنسخه، و احضر يوم الخميس، فلما وصلت اليه عرف بي بحضر قوم ثوم انتشر ذلك فحضر الناس. قال ثعلب ايضا: اجمع اصحابنا انه لم يكن بعد ابن الاعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت.

كان المتوكل قد الزمه تأديب ولده المعتز بالله فلما جلس عنده قال له: باي شي ء يحب الاميران نبدأ يريد من العلوم؟ فقال المعتز: بالانصراف، قال يعقوب: فأقوم، قال المعتز: فانا اخف نهوضا منك، فاستعجل فعثر بسراويله فسقط و التفت الي يعقوب خجلا و قد احمر وجه فانشد يعقوب:



يصاب الفتي من عثرة بلسانه

و ليس يصاب المرء من عثرة الرجل



فعثرته في القول تذهب رأسه

و عثرته بالرجل تبرأ علي محل



قد قيل في قتله غير ما ذكرته اولا فقيل: ان المتوكل كان كثير التحامل علي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و ابنيه الحسن و الحسين رضي الله عنهما و كان ابن السكيت من المغالين في محبتهم و التولي لهم فلما قال له المتوكل تلك المقالة.

قال ابن السكيت: و الله ان قنبرا خادم علي رضي الله عنه خير منك و من ابنيك. فقال المتوكل: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا ذلك به فمات، و ذلك في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اربع و اربعين و مائتين، و قيل: سنة ست و اربعين و قيل: سنة ثلاث و اربعين، و الله اعلم.

قال بعض العلماء: ما عبر علي جسر بغداد كتاب في اللغة مثل اصلاح المنطق و لا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة، و لا نعرف في حجمه مثله في بابه و قد عني به جماعة فاختصره الوزير ابوالقاسم الحسين بن علي المعروف بابن



[ صفحه 374]



المغربي و هذبه الخطيب التبريزي و تكلم علي الابيات المودعة فيه ابن السيرافي و هو كتاب مفيد. [3] .

قال السيوطي: يعقوب بن اسحاق ابويوسف بن السكيت كان عالما بنحو الكوفيين و علم القرآن و اللغة و الشعر راوية ثقة و له تصانيف كثيرة في النحو و معاني الشعر و تفسير دواوين العرب، زاد فيها علي من تقدمه و لم يكن بعد ابن الاعرابي مثله.

حضر مرة عند ابن الاعرابي فحكي شيئا ذمار ضد يعقوب و قال: من يحكي هذا اصلحك الله؟ فقال له ابن الاعرابي: ما اشد حاجتك الي من يعرك اذنيك ثم يصفعك، فاطرق يعقوب حتي سكن ابن الاعرابي، ثم قال له: ما كان يسرني ان هذه البادرة بدرت منك الي غيري. [4] .

قال ابن الاثير في حوادث سنة خمس و اربعين و مائتين: توفي في هذه السنة يعقوب ابن اسحاق النحوي المعروف بابن السكيت، و كان سبب موته انه اتصل بالمتوكل فقال له:أيما احب اليك المعتز و المؤيد او الحسن و الحسين؟ فتنق ابنيه و ذكر الحسن و الحسين عليهماالسلام بما هما اهل له، فامر الاتراك فداسوا بطنه فحمل الي داره فمات. [5] .


پاورقي

[1] معجم الادباء: 20 / 50.

[2] تاريخ بغداد: 14 / 273.

[3] وفيات الاعيان: 5 / 438.

[4] بغية الوعاة: 416.

[5] كامل التواريخ: 7 / 91.