بازگشت

سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 359 فصل في ذكر الهادي


هو علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و كنيته أبوالحسن العسكري، و انما نسب الي العسكري لأن جعفر المتوكل أشخصه من المدينة الي بغداد الي سر من رأي، فأقام بها عشرين سنة و تسعة أشهر، و يلقب بالمتوكل و النقي، و أمه سمانة مغربية.

قال علماء السير: و انما أشخصه المتوكل من مدينة رسول الله الي بغداد لان المتوكل كان يبغض عليا و ذريته فبلغه مقام علي بالمدينة و ميل الناس اليه فخاف منه، فدعي يحيي بن هرثمة و قال: اذهب الي المدينة و انظر في حاله و اشخصه الينا.

قال يحيي: فذهبت الي المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا علي علي، و قامت الدنيا علي ساق لأنه كان محسنا اليهم، ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل الي الدنيا، قال يحيي: فجعلت اسكنهم و أحلف لهم اني لم اؤمر فيه بمكروه و انه لا بأس عليه، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه الا مصاحف و أدعية و كتب العلم، فعظم في عيني و توليت خدمته بنفسي و أحسنت عشرته، فما قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري و كان واليا علي بغداد، فقال لي: يا يحيي ان هذا الرجل قد ولده رسول الله و المتوكل من تعلم، فان حرضته عليه قتله و كان رسول الله خصمك يوم القيامة، فقلت له، والله ما وقعت منه الا علي كل أمر جميل، ثم صرت به الي سر من رأي، فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال: والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك، قال: فعجبت كيف وافق قوله قول اسحق، فلما



[ صفحه 17]



دخلت علي المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه و زهادته، و اني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف و كتب العلم و ان أهل المدينة خافوا عليه، فأكرمه المتوكل و أحسن جايزته و أجزل بره و انزله معه سر من رأي.

(و استمر سبط ابن الجوزي في ترجمة الامام عليه السلام الي أن قال:)

توفي علي بن محمد بن علي بن موسي الرضا في جمادي الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين بسر من رأي، و مولده في رجب سنة أربع عشر و مائتين، و كان سنه يوم مات أربعين سنة، و كانت وفاته في أيام المعتز بالله و دفن بسر من رأي، و قيل انه مات مسموما.