دعبل الخزاعي
هو دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبدالله الخزاعي، المضري، الكوفي، أبوعلي، و قيل أبوجعفر. و قيل كان اسمه عبدالرحمن أو الحسن أو محمد و لقب بدعبل فغلب علي اسمه.
كان من فحول شعراء العرب، و من مشاهير و فضلاء شعراء أهل البيت عليهم السلام، و أحد فضلاء علماء الشيعة الامامية، و من كبار ثقات
[ صفحه 123]
محدثيهم، و كان عظيم الشأن، رفيع المنزلة، جريئا علي ولاة امور عصره، متعصبا للقحطانية علي النزارية.
كان متميزا علي أقرانه في عالم الشعر و الأدب، فصيحا، متصرفا في فنون الشعر.
كان كوفي الأصل، و قيل كان من قرقيسيا - و هي بلدة بين واسط و الأهواز - ولد سنة 148 ه، و قيل سنة 142 ه.
كان يكثر المقام ببغداد بناء علي طالب من هارون العباسي منه، و زار كلا من الشام و مصر و خراسان و بلاد المغرب الأقصي.
عاصر من ملوك بني العباس بالاضافة الي هارون كلا من المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل، و له في هجائهم و هجاء غيرهم من ولاة امور وقته الشعر الكثير، و كان يقول: لي ثلاثون سنة أحمل خشبتي علي كتفي ما أجد من يصلبني عليها، و من شعره في ذم هارون المقبور الي جانب ضريح الامام الرضا عليه السلام في طوس:
قبران في طوس خير الخلق كلهم
و قبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي له
علي الزكي بقرب الرجس من ضرر
روي عن الأئمة الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام و حظي لديهم، و أدرك من حياة الامام الهادي عليه السلام خمسا و عشرين سنة.
حدث عنه جماعة كعبدالسلام بن صالح الهروي، و موسي بن حماد اليزيدي، و علي بن الحكم و غيرهم.
توفي مسموما بأمر من مالك بن طوق صاحب الرحبة بمدينة الطيب، و قيل بقرية من نواحي السوس سنة 245 ه، و قيل سنة 246 ه، و قيل سنة 244 ه، و يقال قبره في المغرب الأقصي بمدينة زويلة.
[ صفحه 124]
له من الكتب: ديوان شعر، و طبقات الشعراء، و الواحدة في مثالب العرب و مناقبها.