بازگشت

معلومات عامة


1- شخصه: هو أبواسحاق محمد بن الرشيد ولد سنة ثمانين و مائة. كذا قال الذهبي و قال الصولي: في شعبان ثمان و سبعين. و أمه ام ولد من مولدات الكوفة اسمها ماردة و كانت احظي الناس عند الرشيد، و كان ذا شجاعة و قوة و همة و كان عريا من العلم [1] لقبه بالمعتصم و هو أبعد ما يكون عن الاعتصام بالله عزوجل.

2- فساده: و من مظاهر اختلال المفاهيم عند الامة و الانحراف الخلقي عند من يدعون بالخلفاء ما روي في تاريخ الخلفاء [2] عن



[ صفحه 16]



المعتصم انه «كان للمتعصم غلام يقال له عجيب لم ير الناس مثله قط و كان مشغوفا به فعمل فيه ابياتا...» يقال فيها:



لقد رأيت عجيبا

يحكي الغزال الربيبا



الوجه منه كبدر

و القد يحكي القضيبا



و ان تناول سيفا

رأيت ليثا حريبا



و ان رمي بسهام

كان المجيد المصيبا



طبيب ما بي من الحب

فلا عدمت الطبيبا



اني هويت عجيبا

هوي أراء عجيبا



3- و قد شجع المعتصم الشعراء ان يقولوا فيه المدح و ذلك لان الشاعر عنصر مهم في الاعلام السياسي انذاك فان كان مخلصا ذا عقيدة سليمة نشر الحق و دافع عنه و ان كان منافقا مدح الباطل ليقبض منه «اخرج الصولي عن الفضل اليزيدي قال: وجه المعتصم الي الشعراء ببابه: من منكم يحسن أن يقول فينا كما قال منصور النمري في الرشيد؟:



أن المكارم و المعروف أودية

أحلك الله منها حيث تجتمع



من لم يكن بامين الله معتصما

فليس بالصلوات الخمس ينتفع



ان اخلف القطرلم تخلف فواصله

أوضاق امر ذكرناه فيتسع



فقال ابووهيب: فينا من يقول خيرا منه فيك و قال:



ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها

شمس الضحي و ابوأسحاق و القمر



تحكي افاعيله في كل نائبة

الليث و الغيث و الصمصامة الذكر [3] .



بويع للمعتصم ثامنهم: ثامن الخلفاء و العباسيين - بالخلافة بعد موت المامون فشغب الجند و نادوا بالعباس بن المامون [4] .

فخرج اليهم و قال لهم: اي شي ء تريدون مني؟ قالوا نبايعك بالخلافة قال: قد بايعت انا قد بايعت عمي و رضيت به و هو كبيري و عندي بمنزلة المامون فانصرفوا خائبين. [5] .


پاورقي

[1] انظر تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 335 / سنعتمد بدرجة كبيرة علي هذا الكتاب في هذا الفصل لاعتبارين هما:

أ) كون المؤلف من مدرسة الخلفاء و ان توجهه العام هو مدحهم و الدفاع عنهم لذلك فما يرد في كتابه من قدح فيهم يعتبر الحد الادني و الشي ء الذي لا يمكن اخفاؤه.

ب) كون الكتاب من الكتب المتأخرة لذلك أتيح لمؤلفة الاطلاع علي تواريخ الذين من قبله مما يجعله اشمل.

علي اننا سنستعين بمصادر اخري لدراسة الوضع السياسي.

[2] المصدر السابق ص 338.

[3] المصدر السابق.

[4] تاريخ ابن الوردي ج 1 ص 232.

[5] الانباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ص 104.