بازگشت

استمراره بامتحان الناس بخلق القرآن


و امتحن الواثق الناس في خلق القرآن فكتب الي القضاة ان يفعلوا ذلك في سائر البلدان و ان لايجيزوا الا شهادة من قال بالتوحيد فحبس بهذا السبب عالما كثيرا. [1] و في سنة احدي و ثلاثين ورد كتاب الي امير البصرة يامره ان يمتحن الائمة و المؤذنين بخلق القرآن و كان قد تبع اباه في ذلك ثم رجع في اخر امره.

و في هذه السنة قتل احمد بن نصر الخزاعي و كان من اهل الحديث. [2] .

و قد استفتي الواثق جماعة من فقهاء المعتزلة بقتله فاجازوا له ذلك و قال اذا قمت اليه فلايقومن احد معي فاني احتسب خطاي الي هذا الكافر الذي يعبد ربا لانعبده و لانعرفه بالصفة التي وصفه بها ثم امر بالنطع فاجلس عليه و هو مقيد فمشي اليه فضرب عنقه و امر بحمل راسه الي بغداد فصلب بها و صلبت جثته في سر من رأي و استمر ذلك ست سنين الي ان ولي المتوكل فانزله و دفنه و لما صلب كتب ورقة و علقت في اذنه فيها: هذا راس احمد بن نصر بن مالك دعاه عبدالله الامام هارون الي القول بخلق القرآن و نفي التشبيه فابي الا المعاندة فعجله الله الي ناره و وكل بالراس من يحفظه.»

«و في هذه السنة استفك من الروم الفا و ستمائة اسير مسلم فقال ابن ابي داود -قبحه الله -! من قال من الاساري «القرآن مخلوق» خلصوه و اعطوه دينارين و من امتنع دعوه في الاسر. قال الخطيب: كان احمد بن ابي داود قد استولي علي الواثق و حمله علي التشدد في المحنة و دعا الناس الي القول بخلق القرآن.» [3] .

و من جملة من شملهم ظلم الواثق «ابويعقوب بن يوسف بن يحيي البوطي صاحب الشافعي - الذي مات سنة 231 - محبوسا في محنة الناس بالقرآن و لم يجب الي القول بانه مخلوق و كان من الصالحين». [4] .



[ صفحه 30]



و السؤال الذي يطرح هو حل تستحق هذه المسألة كل هذه المشقة كالسجن و القتل و الضرب و عدم فك الاسري.


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 221.

[2] تاريخ الخلفاء ص 340.

[3] المصدر السابق ص 341.

[4] تاريخ ابن الوردي ص 335.