بازگشت

رصد الامام لحكومة الواثق


كان الامام الهادي (ع) يتابع التطورات السياسية و يرصد الاحداث بدقة. عن خيران الخادم قال: قدمت علي ابي الحسن عليه السلام المدينة فقال لي: ماخبر الواثق عندك؟ قلت: جعلت فداك خلفته في عافية انا من اقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة ايام قال: فقال لي: ان اهل المدينة يقولون: انه مات فلما ان قال لي: الناس علمت انه هو ثم قال لي: ما فعل جعفر؟ قلت تركته اسوء الناس حالا في السجن قال: فقال: اما انه صاحب الامر مافعل ابن الزيات؟ قلت جعلت فداك الناس معه و الامر امره قال: فقال: اما انه شؤم عليه قال: ثم سكت و قال لي: لابد ان تجري مقادير الله تعالي و احكامه ياخيران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قد قتل ابن الزيات فقلت: متي جعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستة ايام [1] .

و يمكن لهذه الرواية ان تفسر علي اساس انها معجزة ولكن مجمل الظروف المحيطة بها لاتقول بضرورتها فلا داعي للمعجزة في هذه الحالة لذلك ينبغي ان تفسر تفسيرا طبيعيا و هو وجود العيون و الارصاد الدقيقة علي الوضع السياسي تبلغ الامام ما يجب تبليغه من الاخبار و في هذه الروايات تأكيد علي وجود عناصر موالية للامام تتبوأ



[ صفحه 34]



مناصب حساسة في الدولة لذلك فمن المنطقي جدا ان تصل الاخبار للامام قبل وقوعها او باسرع وقت بعد وقوعها.

يقول الرجل الموكل بتسفير الامام من الحجاز الي سامراء فلما قدمت به بغداد بدأت بأسحاق بن ابراهيم الطاطري و كان واليا علي بغداد فقال لي يا يحيي ان هذا الرجل قد ولده رسول الله و المتوكل من تعلم فان حرضته عليه قتله و كان رسول الله خصمك يوم القيامة [2] و عندما قدم هذا الرجل الي سامراء يروي لنا الخبر التالي ثم صرت به الي سرمن رأي فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال والله لئن سقط منه شعرة لايطالب بها سواك قال فعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق. [3] .

بعد ذكر هذه الروايات نحب ان نثبت النقاط التالية:

1- وجود عناصر قريبة من السلطة الحاكمة توصل الاخبار للامام و مثالهم خير ان الخادم زمن الامام الهادي الذي يقول «انا اقرب الناس عهدا به»

2- تتبع الامام للاحداث و ذلك لتأثيرها الشديد علي التخطيط و التحرك فمثلا يهم الامام كثيرا ان يعرف مصير الحاكم الحالي و من سيخلفه و مصير وزراء الحاكم السابق.

3- وجود عناصر في مناصب حساسة في الدولة لها موقف ايجابي من الامام و لعل هذه العناصر تساعد في تقديم المعلومات الضرورية له و قد استنتجنا هذا من خلال وجود عنصرين حكوميين أبديا الولاء للامام مع خطورة ذلك عليهما لكبر مناصبهم وهم والي بغداد و حاجب الخليفة. صحيح ان هذا الحدث وقع قبل تسلم هذين الشخصين لمناصبهم ولكنه قرينة تشير الي وجود العناصر الموالية للامام في السلطة و مثال علي بن يقطين اوضح لكنه في فترة امام آخر.


پاورقي

[1] اصول الكافي كتاب الحجة الامام الهادي.

[2] تذكرة الخواص ص 360.

[3] المصدر السابق.