بازگشت

الانتقال الي دمشق


«عزم المتوكل علي السير الي دمشق و وصف له برد هوائها و كان محرورا فكتب الي محمد بن احمد بن مدبر يأمره باتخاذ القصور و اعداد المنازل و كتب في أصلاح الطريق و اقامة المنازل و المرافد و سار من سر من رأي يوم الاثنين لعشر بقين من ذي القعدة سنة 243 و نزل دمشق يوم الاربعاء لثمان بقين من صفر سنة 244 فنزل تلك القصور فأقام ثمانية و ثلاثين يوما و بلغه عن بعض الموالي من الاتراك امر كرهه فشخص عن دمشق الي العراق... و انتقل المتوكل الي موضع يقال له الماحوزة علي ثلاثة فراسخ من قصر سر من رأي و بني هناك مدينة سماها الجعفرية و حفر فيها نهرا من القاطول و نقل الكتاب و الدواوين و الناس كافة اليها و بني فيها قصرا لم يسمع بمثله و ذلك في محرم سنة 246 [1] .

ان تحركات المتوكل هذه لم تكن وليدة الصدفة او الرغبة الشخصية بل انها كانت خاضعة للظروف السياسية. فقد سيطر الاتراك علي السلطة سيطرة كبيرة فحاول تقليصها و كانت من جملة الوسائل:

1- نقل العاصمة الي دمشق لكثرة وجود النواصب فيها المشابهين له في المعتقد و كان ذلك سنة 244.

2- صدور تحركات من الاتراك جعلته يرجع بعد 38 يوما من اقامته.

3- بعد رجوعه عمل علي بناء مدينة جديدة تبعد 3 فراسخ عن مكانه السابق و انتقل اليها سنة 246 و قد قتل سنة 247 علي يد الاتراك.


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 230.