بازگشت

التعليق


1) يمكن اعتبار هذه الرسالة المدخل لخطة التعامل الحكومي مع الامام.

2) اسلوبها: يمكن اعتباره صيغة دبلوماسية متبعة للالتفاف حول الامام باظهار مسالمة السلطة و حبها لاهله فقد ورد في هذه الرسالة: -

أ) ان المتوكل عارف بقدر الامام.

ب) ان المتوكل راع لقرابته.

ج) ان المتوكل موجب لحقه.

د) ان المتوكل يحسن اليه في التعامل بما يصلح حاله و حال اهله.

و تدعي هذه الرسالة ان هذه المعاملة المزعومة نابغة من معرفة المتوكل بقدره و ابتغاء لمرضاة الله.

3) عزل والي المدينة المعادي للعلويين عبدالله بن محمد الذي كان يتولي بها امور الحرب و الصلاة و تعيين محمد بن الفضل محله و امره باكرام آل ابي طالب علي حد زعم السلطة و كأن الوالي كان يتصرف بهذا الشكل بامر من نفسه لا بامر من السلطان و الذي يؤكد ان تعامل المتوكل لايعدو المناورة. انه عين عمر بن فرج الرخجي المعروف بعدائه الشديد لآل علي (ع) بعد ذلك. اراد المتوكل عزل هذا الوالي لان الامام شكا منه فوجدها فرصة



[ صفحه 48]



مناسبة لعزله لتمهيد الطريق لاحتواء عمل الامام عن طريق تنفيذ بعض مطالبه غير الاساسية من قبيل عزل و ال مسي ء.

4) ادعاء المتوكل انه قد تبين له ان الامام غير معاد للسلطة و انه بري ء مما نسب اليه من التحرك ضدها و هذه وسيلة لفتح صفحة جديدة للتعاون مع الامام لابعاده عن نشاطاته الاسلامية كما تظن السلطة.

5) و بعد كل العروض السابقة من المتوكل للامام يدخل الي بيت القصيد و هو ابداء محاولة جس النبض لتطويق الامام و فرض الاقامة الجبرية عليه فقد عرض: -

أ) ان المتوكل مشتاق اليه و يرغب ان يزوره الامام في سامراء.

ب) اما المطلب العملي الذي تريده السلطة حسب ادعائها فهو:

1) ان يقدم هو و اهل بيته و مواليه ان رغب بذلك و سيكون يحيي بن هرثمة و عسكره بخدمته علي طول الطريق حتي يصل الي المتوكل و اهل بيته الذين سيجد منهم مايسره من المعاملة.

2) و ان لم يرغب بالقدوم فالامر اليه.

6) الذي ببدو ان الامام لم يستجب لهذه الرسالة لعلمه ان الكلام المعمول في هذه الرسالة يحمل معاني اخري اراد الامام كشفها بعدم استجابته حتي ينقل السلطة في التعامل معه الي المرحلة الثانية التي تكشف بها عن طبيعتها و لا يمكن الجزم بذلك فلعل الامام استجاب للرسالة رأسا كما يقول صاحب اعلام الوري.

7) ملاحظة اخيرة نذكرها وحي ان الذي رفع امر الامام الي السلطة هو عبدالله بن محمد نفسه الذي اظهر المتوكل انه ضده بعزله و قد انكشف مخططه بعد ذلك ففي اعلام الوري:

و اشخص ابا الحسن المتوكل من المدينة الي سر من رأي و كان السبب في ذلك ان عبدالله بن محمد كان والي المدينة سعي به اليه... [1] .


پاورقي

[1] اعلام الوري ص 366.