بازگشت

اشخاصه الي سامراء


قال علماء السير: و انما اشخصه المتوكل من مدينة رسول الله الي بغداد لان المتوكل كان يبغض عليا و ذريته فبلغه مقام علي



[ صفحه 49]



بالمدينة و ميل الناس اليه فخاف منه فدعي يحيي بن هرثمة و قال اذهب الي المدينة و انظر في حاله و اشخصه الينا.

قال يحيي فذهبت الي المدينة فلما دخلتها ضج اهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا علي علي وقامت الدنيا علي ساق لأنه كان محسنا اليهم ملازما للمسجد لن يكن عنده ميل الي الدنيا قال فجعلت اسكنهم و احلف لهم اني لم اومر فيه بمكروه و انه لابأس عليه ثم فتشت منزله فلم اجد فيه الا مصاحف و ادعية و كتب العلم فعظم في عيني و توليت خدمته بنفسي و احسنت عشرته فلما قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري و كان واليا علي بغداد فقال لي يا يحيي ان هذا الرجل قد ولده رسول الله و المتوكل من تعلم فان حرضته عليه قتله و كان رسول الله خصمك يوم القيامة فقلت له و الله ما وقعت منه الا علي كل امر جميل ثم صرت به الي سر من رأي فبدأت بوصيف التركي فاخبرته بوصوله فقال والله لئن سقط منه شعره لايطالب بها سواك قال فعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق فلما دخلت علي المتوكل سألني عنه فاخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه و زهادته و اني فتشت داره فلم اجد فيها غير المصاحف و كتب العلم و ان اهل المدينة خافوا عليه فاكرمه المتوكل و احسن جايزته و اجزل بره و انزله معه سرمن رأي... [1] و من خلال هذا الكلام يمكن تثبيت النقاط التالية:

1- حدوث ضجة جماهيرية في المدينة لخوفهم عليه من بطش السلطة لانهم يعرفون واقعها و ممارساتها.

2- تم امتصاص الضجة الجماهيرية عن طريق تقديم الوعود بعدم منه و اذيته و هذا واقع الحال فالسلطة لا تريد قتله بصورة علنية واضحة فهذا ليس من مصلحتها بل اهم هدف عندها تجميد نشاطه و اغتياله ان كان من الضرورة ذلك.

3- دقة الامام في تخلية منزله من الوثائق و الادلة التي تدينه لذلك فلم تجد السلطة ماتدينه به.

4- وجود عناصر في السلطة لها ميل للامام.

أ) اسحاق بن ابراهيم الطاهري والي بغداد.

ب) وصيف التركي حاجب المتوكل.

5) تأثر المكلف باشخاص الامام للمتوكل باحواله و شخصيته الباهرة



[ صفحه 50]



و قد قدم افادة جيدة عن الامام للمتوكل.

6- لم يستقبل المتوكل الامام بل احتجب عنه كعملية اذلال.

فلما وصل اليها تقدم المتوكل ان يحتجب عنه في منزله [2] .


پاورقي

[1] تذكرة الخواص ص 360 - 359.

[2] اعلام الوري ص 366.