بازگشت

الثورة ثم الدولة


تعرضنا في فصل سابق الي ثورة العلويين في طبرستان ضد السلطة العباسية عهد المتوكل. و نحب ان نثبت في هذا الموضع النقاط التالية بخصوص هذه الثورة و مثيلاتها:

1- بحكم الموقع الرفيع الذي يتبوؤه العلويون في المجتمع الاسلامي انذاك و الامكانيات الذاتية: العلمية و الاخلاقية و غيرها يترشح في كل وقت قائد او مجموعة من القادة العلويين المخلصين الذين يشعرون بظلم الدولة و انحرافها عن الدين الحنيف فيشرعون بالتحرك فيتجمع حولهم الناس فيقوموا بثورة فينجحوا او يفشلوا.

2- مع اخلاص اولئك القادة للاسلام بشكل عام لا يشترط ان يكونوا من اتباع الائمة و لعلهم ينطلقون من وجهة نظر معينة في



[ صفحه 70]



التحرك و العمل و لايمنع ذلك من احترامهم للائمة المعصومين و الاخذ منهم بحدود معينة.

ان تحرك مثل هؤلاء ضد الدولة الحاكمة ينفع التحرك العام للتشيع و من هذه النقطة يلتقي اولئك الثوار مع خط الائمة علي الاقل.

3- لاينكر وجود عناصر من الشيعة ممن يذهب الي المقولة الزيدية في التحرك في الثورات العلوية بحكم ايمان هذا الصنف من الشيعه بالثورة علي الظالم و اعتبار الامامة فيمن يثور من آل الرسول.

4- اما القطاع الاعظم من المشاركين في التحرك و الثورة فالمعتقد انهم من عموم الشيعة الذين يسيرون خلف كل ناهض من آل محمد يهدف الي رفع كلمة الاسلام و نشر دعوة التشيع و رفع الظلم عن المستضعفين فلذلك لايمكن اعتبارهم من الزيديين عقيدة بل لايبعد ان نجد منهم من يحب الائمة الاثني عشر و يوالي الثوار و لا يجد فرقا في اتباعه لأي رجل صالح من آل محمد و هذا هو التشيع بمعناه العام.

5- برزت زمن الامام الهادي حركة ثورية علوية ادت الي قيام دولة علوية في طبرستان.