علي بن الحسكة
و هو رجل قمي و كان له تلميذ يسير علي خطاه في الغلو هو القاسم ابن يقطين القمي. «قال نصر بن الصباح علي بن حسكة الحوار كان استاذ القاسم الشعراني اليقطيني من الغلاة الكبار ملعون.» [1] .
و عن «احمد بن محمد بن عيسي كتبت اليه في قوم يتكلمون و يقرؤون احاديث ينسبونها اليك و الي ابائك فيها ماتشمئز منها القلوب و لا يجوز لنا ردها ان كانوا يروون عن ابائك عليهم السلام و لا قبولها لما فيها و ينسبون الارض الي قوم يذكرون انهم من مواليك و هو رجل يقال له علي بن حسكة و اخر يقال له القاسم البقطيني و من اقاويلهم انهم يقولون ان قول الله تعالي (ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر) معناها رجل لا سجود و لا ركوع و كذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لاعدد دراهم و لا اخراج مال و اشياء من الفرائض و السنن و المعاصي فأولوها و صيروها علي هذا الحد الذي ذكرت لك فان رايت ان تبين لنا و ان تمن علي مواليك بما فيه سلامتهم و نجاتهم من الاقاويل التي تصيرهم الي المعطب و الهلاك و الذين ادعوا هذه الاشياء ادعوا انهم اولياء و ادعوا الي طاعتهم منهم علي بن حسكة و القاسم اليقطيني فما تقول في القبول منهم جميعا.
فكتب (ع)، ليس هذا ديننا فاعتزله.» [2] .
[ صفحه 75]
«و عن محمد بن عيسي قال: كتب الي ابوالحسن العسكري ابتداءا منه:
لعن الله القاسم اليقطيني و لعن الله علي بن حسكه القمي أن شيطانا يتراءي للقاسم فيوحي اليه زخرف القول غرورا... و كتب بعض اصحابنا الي ابي الحسن العسكري (ع) جعلت فداك يا سيدي ان علي بن حسكة يدعي انه من اوليائك و انك انت الاول القديم و انه بابك و نبيك امرته ان يدعو الي ذلك و يزعم ان الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم كل ذلك معرفتك و معرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية و النبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستبعاد بالصلاة و الصوم و الحج و ذكر جميع شرائع الدين ان معني ذلك كله ما ثبت لك و مال الناس اليه كثيرا من رأيت ان تمن علي مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة؟ قال: فكتب (ع) كذب ابن حسكة عليه لعنة الله او بحسبك اني لا اعرفه في موالي ماله لعنه الله فوالله ما بعث الله محمدا و الانبياء قبله الا بالحنيفية و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الولاية و ما دعي محمد (ص) الا الي الله وحده لا شريك له و كذلك نحن الاوصياء من ولده لا نشرك به شيئا ان اطعناه رحمنا و ان عصيناه عذبنا مالنا علي الله من حجة بل الحجة لله علينا و علي جميع خلقه ابرأ الي الله من يقول ذلك و انتفي الي الله من هذا القول فاهجروهم لعنهم الله و الجؤوهم الي ضيق الطريق فان وجدتم احدا منهم فاخدش رأسه بالحجر.» (الكشي ص 437).
من هذه الروايات نستفيد النقاط التالية:
1- ظهور جماعة مغالية في قم و قد نجحت في كسب بعض السذج من الناس.
2- يرأس هذه الجماعة علي بن حسكة و الرجل الذي يأتي بعده تلميذه القاسم بن يقطين.
3- ادعاء رئيس هذه الجماعة أنه من موالي الامام الهادي و معتمديه.
4- مبادي ء هذه الجماعة الافسادية:
أ) تأليه الامام الهادي (ع)
ب) ادعاء ابن حسكة انه نبي ارسله الامام الهادي و انه بابه.
ج) اختلاق تأويل ينسف به المعتقدات الاساسية للاسلام و به
[ صفحه 76]
يتخلص من الصلاة و الصوم و الزكاة و العبادات الاسلامية الاخري.
4- تحذير الشيعة المخلصين من الغلاة عندما راسلوه حول الموضوع كما انه ارسل لهم ابتداء حول المغالين.
5- رد الامام علي هؤلاء الغلاة:
أ) تكذيب مقالتهم الفاسدة فكريا و ذلك:
1- ان الله بعث جميع الانبياء و المرسلين بالحنيفية و بالصلاة و الصوم و الحج و الزكاة و الولاية.
2- دعوة محمد (ص) تخصيصا قائمة علي انه لا اله الا الله
3- ان اهل البيت هم اوصياء محمد (ص) و لايشركون بالله احدا.
4- ان قيمة الائمة بطاعة الله و الابتعاد عن معصيته.
5- ان لله الحجة علي الائمة و علي جميع الكائنات و لا حجة لاحد عليه.
ب) تكذيب الامام كون رئيس المغالين من مواليه و انه لا يعرفه منهم.
ج) الدعوة الي اجتنابهم و اعتزالهم.
د) الدعوة الي مضايقتهم و ضربهم.
پاورقي
[1] رجال الكشي ص 436.
[2] المصدر السابق.