بازگشت

مع الأعرابي


و من خلال موقف الامام من الاعرابي نلمح رحمته و رقته مع الموالين لآل محمد و هذه صفة مهمة للقائد مع اتباعه فقد روي «ان ابالحسن (ع) كان يوما قد خرج من سر من رأي الي قرية لمهم عرض له فجاء رجل من الاعراب يطلبه فقيل له: قد ذهب الي الموضع الفلاني فقصده فلما وصل اليه قال له: ماحاجتك؟ فقال انا رجل من اعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدك علي بن ابي طالب و قد ركبني دين فادح فأثقلني حمله و لم أر من اقصده لقضائه سواك فقال له ابوالحسن طب نفسا و قرعينا ثم انزله فلما اصبح ذلك اليوم قال له ابوالحسن: اريد منك حاجة الله الله ان تخالفني فيها فقال الاعرابي: لا اخالفك فكتب ابوالحسن ورقة بخطه معترفا فيها ان عليه للاعرابي مالأعينه فيها يرجع علي دينه و قال: خذ هذا الخط فاذا وصلت الي سرمن رأي احضر الي و عندي جماعة فطالبني به و اغلظ القول علي في ترك ايفائك اياه الله الله في مخالفتي. فقال: افعل و اخذ الخط فلما وصل ابوالحسن الي سر من رأي و حضر عنده جماعة كثيرون من اصحاب الخليفة و غيرهم حضر ذلك الرجل و أخرج الخط و طالبه و قال كما اوصاه فألان ابوالحسن له القول و رفقه و جعل يعتذر اليه و وعده بوفائه و طيبة نفسه فنقل ذلك الي الخليفة المتوكل فأمر ان يحمل الي أبي الحسن ثلاثون الف درهم فلما حملت اليه تركها الي ان جاء الرجل فقال: خذ هذا المال فاقضي منه دينك و انفق الباقي علي عيالك و اهلك و اعذرنا فقال له الاعرابي: يابن رسول الله و الله ان املي كان يقصر عن ثلث هذا ولكن الله اعلم حيث يجعل رسالته و اخذ المال و انصرف [1] .



[ صفحه 96]




پاورقي

[1] كشف الغمة ج 2 ص 333.