بازگشت

تأثيره علي نصراني


و قد أثر الامام علي احد النصاري فأقام له الدليل علي امامته و قد بقي هذا الرجل علي نصرانيته ولكن دعوة الامام وصلت الي ابنه فصار مسلما مواليا كما اخبر الامام (ع) و لعل الواقع هوان الاب اخفي اسلامه عن الناس و اكتفي بالايمان الداخلي و الا فما معني اعتقاده بولاية ذلك فمات و الناس تظن به النصرانية حتي اقرب الناس اليه و هو ولده. روي هبة الله بن منصور الموصلي قال:

«كان بديار ربيعة كاتب لها نصراني يسمي يوسف بن يعقوب



[ صفحه 97]



و كان بينه و بين والدي صداقة قال: فوافانا منزل عند والدي فقال له والدي: فيم قدمت في هذا الوقت؟ قال: دعيت الي حضرة المتوكل و لا ادري ما يراد مني الا اني اشتريت نفسي من الله بمأة دينار و قد حملتها لعلي بن محمد الرضا عليهم السلام معي فقال له والدي قد وفقت في هذا و خرج الي حضرة المتوكل و جاءنا بعد ايام قلائل فرحا مسرورا مستبشرا فقال له والدي حدثني حديثك قال صرت الي سر من رأي و ما دخلتها قط فنزلت في دار و قلت يجب ان اوصل هذه المأة دينار الي ابن الرضا قبل مصيري الي دار المتوكل و قبل ان يعرف احد قدومي و عرفت ان المتوكل قد منعه من الركوب و انه ملازم لداره فقلت: كيف اصنع رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا لا امن ان ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما احاذره قال: ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي ان اركب حماري في البلد فلا امنعه حيث يذهب لعلي اقف علي معرفة داره من غير ان اسال احدا فجعلت الدنانير في كاغذ و جعلتها في كمي و ركبت و كان الحمار يتخرق في الشوارع و الاسواق يمر حيث يشاء الي ان صرت الي باب دار فوقفت الحمار فجهدت ان يزول فلم يزل فقلت للغلام سل لمن هذه الدار فسأل فقيل: انت يوسف بن يعقوب؟ قلت نعم قال: فانزل فاقعدني في الدهليز و دخل فقلت: هذه دلالة اخري من اين عرف اسمي و اسم ابي و ليس في البلد من يعرفني و لا دخلته قط؟ فخرج الخادم فقال: المأة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها فناولته اياها و قلت هذه ثالثة: و جاء فقال ادخل فدخلت و هو وحده فقال: يا يوسف ما آن لك فقلت: يا مولاي قد بان لي من البرهان مافيه كفاية لمن اكتفي فقال: هيهات انك لاتسلم ولكن سيسلم و لدك فلان و هو من شيعتنا يا يوسف ان اقواما يزعمون ان ولايتنا لا تنفع امانك كذبوا والله انها لتنفع امض فيما وافيت له فانك ستري ما تحب فمضيت الي باب المتوكل فنلت كما اردت و انصرفت.

قال هبة الله: «فلقيت ابنه بعد هذا و هو مسلم حسن التشيع فأخبرني ان اباه مات علي النصرانية و انه اسلم بعد موت ابيه و كان يقول: انا مؤمن ببشارة مولاي (ع).» [1] .



[ صفحه 98]




پاورقي

[1] كشف الغمة ج 2 ص 392.