بازگشت

الامام علي بن ابي طالب و يوم الغدير


أ) لقد طرح الامام الهادي (ع) في زيارة اميرالمؤمنين يوم الغدير [1] مفاهيم مهمة تتعلق باميرالمؤمنين و خطه و هي مما ينبغي للرسالي ان يعرفها و يعيشها.

ب) من هو الامام علي (ع).

يقول الهادي (ع).

«السلام علي محمد رسول الله خاتم النبيين و سيد المرسلين و صفوة رب العالمين امين الله علي وحيه و عزائم امره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن علي ذلك كله و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته. السلام علي انبياء الله و رسله و ملائكته المقربين و عباده الصالحين السلام عليك يا أميرالمؤمنين و سيد الوصيين و وارث علم النبيين و ولي رب العالمين و مولاي و مولي المؤمنين و رحمة الله و بركاته.»

و من هذا القول نعرف من هو الامام علي و كما اراد الله ان يعرفنا به فهو:

1- سيد الوصيين.

2- وارث علم النبين.



[ صفحه 121]



3- ولي رب العالمين.

4- مولي المؤمنين و بضمنهم الائمة كما يصرح بذلك الهادي (ع).

ج) علاقة الامام (ع) بالله عزوجل:

يقول (ع):

«السلام عليك يا مولاي يا اميرالمؤمنين يا أمين الله في ارضه و سفيره في خلقه و حجته البالغة علي عباده السلام عليك يا دين الله القويم و صراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و عنه يسألون.»

و من هذا القول نعرف انه:

1- امين الله في ارضه.

2- سفيره الي خلقه.

3- حجته البالغة علي عباده.

4- دين الله القويم و صراطه المستقيم.

د) علاقة الامام (ع) بالرسول (ص)

يقول (ع)

«السلام عليك يا سيد المسلمين يعسوب المؤمنين و امام المتقين و قائد الغر المحجلين و وارث علمه و امينه علي شرعه و خليفته في امته و اول من آمن بالله و صدق بما أنزل علي نبيه و اشهد انه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك فصدع بأمره و أوجب علي أمته فرض طاعتك و ولايتك و عقد عليهم البيعة لك و جعلك أولي بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم أشهد الله تعالي عليهم فقال الست قد بلغت فقالوا اللهم بلي فقال: اللهم اشهد و كفي بك شهيدا و حاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار و ناكث عهدك بعد الميثاق و اشهد انك وفيت بعهد الله تعالي و ان الله تعالي موف لك بعهده و من اوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما و اشهد انك اميرالمؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل و اخذ لك العهد علي الامة بذلك الرسول.»

و من هذا القول نعرف انه:

1- اخو رسول الله.



[ صفحه 122]



2- وصي رسول الله.

3- وارث علمه.

4- امينه علي شرعه.

5- خليفته في امته.

6- و قد بلغ الرسول (ص) ما انزل اليه بحق اميرالمؤمنين (ع) فقد:

- صرح بامره.

- اوجب علي الامة طاعته.

- عقد البيعة له.

- جعله أولي بالمؤمنين من انفسهم.

- أشهد علي ذلك الله امام الالاف المتحشدة.

ه) المقارنة بين الامام و غيره من المسلمين:

يقول (ع):

«السلام عليك يا اميرالمؤمنين آمنت بالله و هم مشركون و صدقت بالحق و هم مكذبون و جاهدت و هم محجمون و عبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتي اتيك اليقين الا لعنة الله علي الظالمين.»

و) تجارة الامام و اهله.

و قد باع الامام علي و اخوه و عمه انفسهم لله فاشتراها منهم انزل بحقهم آيه مباركة مدون بها عقد البيع و الشراء.

«و اشهد انك و عمك و اخاك الذين تاجرتم بنفوسكم فأنزل الله فيكم (ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم و اموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التورية و الانجيل و القرآن و من أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين).»

ز) تقييم الناس من خلال علاقتهم بأميرالمؤمنين (ع).

يقول الهادي (ع) «اشهد يا اميرالمؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الامين و ان العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي



[ صفحه 123]



ارتضاه لنا رب العالمين و أكلمه بولايتك يوم الغدير.»

ج) نفسية اميرالمؤمنين في المسيرة الاسلامية:

يقول (ع):

«و اشهد انك لم تزل للهوي مخالفا و للتقي محالفا و علي كظم الغيظ قادرا و عن الناس عافيا غافرا و اذا عصي الله ساخطا و اذا اطيع الله راضيا و بما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودعت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت اشهد انك ما تقيت ضارعا و لا أمسكت عن حقك جازعا و لا أحجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا و لا اظهرت الرضي بخلاف ما يرضي الله مداهنا و لا وهنت لما اصابك في سبيل الله و لا ضعفت و لا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك و فوضت اليه امرك و ذكرتهم فما اذكروا و وعظتهم فما اتعظوا و خوفتهم الله فما تخوفوا و أشهد انك يا اميرالمؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتي دعاك الله الي جواره و قبضك اليه باختياره و ألزم اعداءك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.»

لقد قل انصار الامام لانه هو الحق و طلاب الحق قليل في كل زمان ولكن مع هذه القلة سار الامام في طريقه مستلهما العزة و النصر من الله.

يقول الهادي (ع):

«و انت القائل لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة و لا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت و اثرت الاخرة علي الاولي فزهدت و أيدك الله و هداك و اخلصك و اجتبيك فما تناقضت افعالك و لا اختلفت اقوالك و لا تقلبت احوالك و لا ادعيت و لا افتريت علي الله كذبا و لا شرهت الي الحطام و لا دنسك الاثام و لم تزل علي بينة من ربك و يقين من امرك تهدي الي الحق و الي صراط مستقيم اشهد شهادة حق و أقسم بالله قسم صدق ان محمدا و آله صلوات الله عليهم سادات الخلق و انك مولاي و مولي المؤمنين و انك عبدالله و وليه و اخو الرسول و وصيه و وارثه و انه القائل لك و الذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك و لا أقر بالله من جحدك و قد ضل من صدعنك و لم يهتد الي الله و لا الي من لا يهتدي بك هو قول ربي عزوجل (و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي) الي ولايتك مولاي فضلك



[ صفحه 124]



لا يخفي و نورك لايطفأ و ان من جحدك الظلوم الاشقي مولاي انت الحجة علي العباد و الهادي الي الرشاد و العدة للمعاد مولاي لقد رفع الله في الاولي منزلتك و أعلي في الاخرة درجتك و بصرك ما عمي علي من خالفك و حال بينك و بين مواهب الله لك.»

ط) اعمال اميرالمؤمنين.

لقد اوضح الامام الهادي القانون الذي يتحكم بحياة اميرالمؤمنين او المبادي ء التي تقوم عليها حياته بقوله:

السلام عليك يا اميرالمؤمنين عبدت الله مخلصا و اتبعت سنة نبيه و أقمت الصلوة و اتيت الزكوة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عندالله راغبا فيما وعدالله لا تحفل بالنوائب و لا تهن عند الشدائد و لا تحجم عن محارب.»

ان هذه الاسس هي:

1- الاخلاص في العبادة.

2- الاخلاص في سبيل الله و الصبر علي مصائب الطريق.

3- العمل بكتاب الله و سنة نبيه.

4- اقامة شعار الدين كاقامة الصلاة و ايتاء الزكاة و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.

ي) افك من نسب فضائل اميرالمؤمنين لغيره:

يقول الهادي (ع)

«افك من نسب غير ذلك اليك و افتري باطلا عليك و اولي لمن عند عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد و صبرت علي الاذي صبر احتساب و انت اول من آمن بالله و صلي له و جاهد و ابدي صفحته في دار الشرك و الارض مشحونة ظلالة و الشيطان يعبد جهرة.»

لقد عمل المنحرفون علي اضفاء الصفات التي امتاز بها الامام علي (ع) عن غيره و انه من الافك نسب صفات امين الله في ارضه لغيره.

فعلي اولئك الذين ذادوا الحق عن اميرالمؤمنين لعنة الله يقول الهادي (ع):

«فلعن الله مستحلي الحرمة منك و ذائدي الحق عنك و اشهد انهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار و هم فيها كالحون.»



[ صفحه 125]



ك) ذكر الامام في القرآن:

و قد تطرق الامام الهادي الي نماذج من الآيات القرآنية الكريمة التي ذكرت مواقف و فضائل اميرالمؤمنين فقال (ع):

«و اشهد انك المعني بقول العزيز الرحيم و ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ضل والله و أضل من اتبع سواك و عند عن الحق من عاداك.

«و الذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالي (و فضل الله المجاهدين علي القاعدين اجرا عظيما درجات منه و مغفرة و رحمة و كان الله غفورا رحيما) و قال الله تعالي (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالين الذين آمنوا و هاجرو و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم اعظم درجة عندالله و اولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا ان الله عنده أجر عظيم) اشهد انك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدي بدلا و لم تشرك بعبادة ربك احدا و ان الله تعالي استجاب لنبيه صلي الله و عليه و آله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته اعلاء لشأنك و أعلانا لبرهانك و دحضا للأباطيل و قطعا للمعاذير فلما اشفق من فتنة الفاسقين و اتقي فيك المنافقين أوحي اليه رب العالمين (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) فوضع علي نفسه اوزار المسير و نهض في رمضاء الهجير فخطب و اسمع و نادي فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا اللهم بلي فقال اللهم: اشد ثم قال الست أولي بالمؤمنين من انفسهم؟ فقالوا بلي فأخذ بيدك و قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فما آمن بما انزل الله فيك علي نبيه الا قليل و لا زاد اكثرهم غير تخسير و لقد انزل الله تعالي فيك من قبل و هم كارهون يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم و يحبونه اذلة علي المؤمنين اعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة



[ صفحه 126]



و يؤتون الزكاة و هم راكعون و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فالعن من عارضه و استكبر و كذب به و كفر و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

السلام عليك يا أميرالمؤمنين و سيد الوصيين و أول العابدين و أزهد الزاهدين و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته انت مطعم الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا لوجه الله و لا نزيد منهم جزاء و لا شكورا و أنزل فيك الله تعالي و يؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون و انت الكاظم للغيظ و العافي عن الناس و الله يحب المحسنين و انت الصابر في البأساء و الضراء و حيت البأس و انت القاسم بالسوية و العادل في الرعية و العالم بحدود الله من جميع البرية و الله تعالي أخبر عما أولاك من فضله بقوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون اما الذين امنوا و عملوا الصالحات فلهم جنات المأوي نزلا بما كانوا يعملون و انت المخصوص بعلم التنزيل و حكم التأويل و نص الرسول.

لا تأخذك في الله لومة لائم في مدح الله تعالي لك غني عن مدح المادحين و تقريظ الواصفين قال الله تعالي «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» و لما رايت ان قتلت الناكثين و القاسطين و المارقين.»

ل) ثقة الامام بمسيرته:

لقد سار الامام بطريق الجهاد و كله ثقة بحقه و صدق دعوته يصف الامام الهادي (ع) هذه الحالة فيقول (ع):

«و أشهد أنك ما أقدمت و لا أحجمت و لا نطقت و لا أمسكت الا بأمر من الله و رسوله قلت و الذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلي الله عليه و آله اضرب بالسيف قدما فقال يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي و اعلمك ان موتك و حيوتك معي و علي سنتي فوالله ما كذبت و لا كذبت و لا ضللت و لا ضل بي و لا نسيت ماعهد الي ربي و اني لعلي بينة من ربي بينها لنبيه و بينها النبي لي و اني لعلي الطريق الواضح الفظه لفظا، صدقت والله و قلت الحق فلعن الله من



[ صفحه 127]



ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك و انت ولي الله و اخو رسوله و الذاب عن دينه.»

و من هذه الكلمة نعرف التلاحم و الترابط التام بين الرسول و الامام فهو منه بمنزلة هارون من موسي الا انه لانبي بعده و كفي بهذه الكلمة تأييدا علي تلاحم الامام بالرسول.

م) الامام (ع) و حروب الرسول (ص)

و قد بين الامام (ع) دور الامام علي (ع) في حروب رسول الله و كيف كان السباق الي سوح الجهاد في يوم بدر و الاحزاب و غيرها...

«و لك المواقف المشهودة و المقامات المشهورة و الأيام المذكورة يوم بدر و يوم الاحزاب اذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا و اذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا و قال الله تعالي و لما رأي المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ايمانا و تسليما فقتلت مرهم و هزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفي الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا، و يوم أحد اذ يصعدون و لا يلوون علي احد و الرسول يدعوهم في اخريهم و انت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين و ذات الشمال حتي ردهم الله تعالي عنكما خائفين و نصر بك الخاذلين و يوم حنين علي ما نطق به التنزيل اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته علي رسوله و علي المؤمنين و المؤمنون انت و من يليك و عمك العباس ينادي المنهزمين يا أصحاب سورة البقرة يا أهل بيعة الشجرة حتي استجاب له قوم كفيتهم المؤونة و تكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالي بالتوبة و ذلك قول الله جل ذكره ثم يتوب الله من بعد ذلك علي من يشاء و انت حائز درجة الصبر فائز بعظيم الأجر و يوم خيبر اذ أظهر الله خور



[ صفحه 128]



المنافقين و قطع دابر الكافرين و الحمدلله رب العالمين و لقد كانوا عاهدوا الله من قبل لايولون الأدبار و كان عهد الله مسؤولا مولاي انت الحجة البالغة و المحجة الواضحة و النعمة السابغة و البرهان المنير فهنيئا لك بما آتيك الله من فضل و تبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلي الله عليه و آله جميع حروبه و مغازيه تحمل الراية امامه و تضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور و بصيرتك في الامور أمرك في المواطن و لم يكن عليك امير.»

ن) سنة الامام في الحرب مع اعدائه:

يقول الامام الهادي (ع)

«و كم من امر صدك عن امضاء عزمك فيه التقي و اتبع غيرك في مثله الهوي فظن الجاهلون انك عجزت عما اليه انتهي ضل و الله الظان لذلك و ما اهتدي و لقد اوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم و امتري بقولك صلي الله عليك قد يري الحول القلب وجه الحيلة و دونها حاجز من تقوي الله فيدعها رأي العين و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت و خسر المبطلون، و اذ ما كرك الناكثان فقالا نريد العمرة فقلت لهما لعمركما ما تريد ان العمرة لكن تريد ان الغدرة فأخذت البيعة عليهما و جددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما علي فعلهما أغفلا و عادا و ما انتفعا و كان عاقبة امرهما خسرا، ثم تلاهما اهل الشام فسرت اليهم بعد الاعذار و هم لا يدينون دين الحق و لا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون و بالذي أنزل علي محمد فيك كافرون و لأهل الخلاف عليك ناصرون و قد امر الله تعالي باتباعك و ندب المؤمنين الي نصرك و قال عزوحل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين مولاي بك ظهر الحق و قد نبذه الخلق اوضحت السنن بعد الدروس و الطمس فلك سابقة الجهاد علي تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد علي تحقيق التأويل و عدوك و عدو الله جاحد لرسول الله يدعي باطلا و يحكم جائرا و يتأمر غاصبا و يدعو حزبه الي النار و عمار يجاهدو ينادي بين الصفين الرواح الرواح الي الجنة و لما استسقي فسقي اللبن كبر و قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن تقتلك الفئة الباغية فاعترضه ابوالعادية الفزاري فقتله فعلي ابي العادية لعنة الله و لعنة ملائكته و رسله



[ صفحه 129]



اجمعين و علي من سل سيفه عليك و سللت عليه يا اميرالمؤمنين من المشركين و المنافقين الي يوم الدين و علي من رضي بما ساءك و لم يكرهه و أغمض عينه و لم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان او قعد عن نصرك او خذل عن الجهاد معك او غمط فضلك و جحد حقك او عدل بك من جعلك الله اولي به من نفسه، ثم محنتك يوم صفين و قد رفعت المصاحف حيلة و مكرا فأعرض الشك و عرف الحق و اتبع الظن اشبهت محنة هرون اذ أمره موسي علي قومه فتفرقوا عنه و هرون ينادي بهم و يقول يا قوم انما فتنتم به و ان ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتي يرجع الينا موسي و كذلك انت لما رفعت المصاحف قلت يا قوم انما فتنتم بها و خدعتم فعصوك و خالفوا عليك و استدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم و تبرأت الي الله من فعلهم و فوضته اليهم فلما أسفر الحق و سفه المنكر و اعترفوا بالزلل و الجور عن القصد اختلفوا من بعده و الزموك علي سفه التحكيم الذي ابيته و أحبوه و حظرته و اباحوا ذنبهم الذي اقترفوه و انت علي نهج بصيرة و هدي و هم علي سنن ضلالة و عمي فما زالوا علي النفاق مصرين و في الغي مترددين حتي أذاقهم الله و بال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي و هوي و احيي بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية و رائحة و عاكفة و ذاهبة فما يحيط المادح وصفك و لا يحبط الطاعن فضلك انت احسن الخلق عبادة و اخلصهم زهادة و أذبهم عن الدين اقمت حدود الله بجهدك و فللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك و تهتك ستور الشبه ببيانك و تكشف لبس الباطل عن صريح الحق.»

س) صيغ غير مباشرة في حرب الامام:

و قد لجأ الاعداء الي صيغ غير مباشرة لحرب اميرالمؤمنين يقول الهادي (ع):

«صلوات الله عليك و رحمة الله و بركاته و سلامه و تحياته و علي الائمة من الك الطاهرين انه حميد مجيد و الامر الاعجب و الخطب الافظع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك و شهادة السيدين سلالتك عترة المصطفي صلي الله عليكم و قد أعلي الله تعالي علي الامة درجتكم و رفع منزلتكم و أبان



[ صفحه 130]



فضلكم و شرفكم علي العالمين فأذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا قال الله عزوجل ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا و اذا مسه الخير منوعا الا المصلين فاسثني الله تعالي نبيه المصطفي و انت يا سيد الاوصياء من جميع الخلق فما أعمه من ظلمك عن الحق ثم افرضوك سهم ذوي القربي مكرا و احادوه عن اهله جورا فلما آل الأمر اليك اجريتهم علي ما أجريا رغبة عنهما بما عندالله لك فأشبهت محنتك بهما محن الانبياء عليهم السلام عند الوحدة و عدم الانصار و اشبهت في البيات علي الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب و اطعت كما اطاع اسمعيل صابرا اذ قال له يا بني اني اري في المنام اني اذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين و كذلك انت لما أباتك النبي صلي الله عليه و آله و أمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك أسرعت الي اجابته مطيعا و لنفسك علي القتل موطنا فشكر الله تعالي طاعتك و أبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله.»

و من هذه الاساليب:

1- غصب الصديقة الطاهرة الزهراء فدكا.

2- رد شهادته بخصوص فدك.

3- قتل ولديه الحسنين انتقاما منه.

4- منع سهم ذوي القربي عنه و لم يستطع اعادته عندما آل الحكم اليه لرسوخ سنة المنافقين و قلة المناصرين.

ص) نهايته (ع).

و قد اعلم الرسول اميرالمؤمنين بمصيره و هو القتل و الي هذا يشير الامام الهادي (ع) فيقول:

«و صدقك رسول الله صلي الله عليه و آله وعده فأوفيت بعهده قلت اما آن ان تخضب هذه من هذه أم متي يبعث اشقاها و اثقا بأنك علي بينة من ربك و بصيرة من امرك قادم علي الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به و ذلك هو الفوز العظيم.»

ق) نهج المؤمنين في مخالفة اعداء اميرالمؤمنين.

و قد بين الامام الهادي اصناف المعادين لاميرالمؤمنين و لعنهم



[ صفحه 131]



بقوله:

«اللهم العن قتلة انبيائك و اوصياء انبيائك بجميع لعناتك و اصلهم حر نارك و العن من غصب وليك حقة و أنكر عهده و جحده بعد اليقين و الاقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة اميرالمؤمنين و من ظلمه و اتباعهم و انصارهم اللهم العن ظالمي الحسين و قاتليه و المتابعين عدوه و ناصريه و الراضين بقتله و خاذليه لعنا و بيلا اللهم ألعن اول ظالم ظلم آن محمد و ما نعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم و غاصب لآل محمد باللعن و كل مستن بما سن الي يوم القيمة اللهم صل علي محمد و ال محمد خاتم النبيين و علي علي سيد الوصيين و آله الطاهرين و اجعلنا بهم متمسكين و بولايتهم من الفائزين الآمنين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.»


پاورقي

[1] زيارة مروية باسناد معتبرة عن الامام علي بن محمد النقي عليهماالسلام قد زار (ع) بها الامير (ع) يوم الغدير في السنة التي اشخصه المعتصم.