بازگشت

التشيع و التصوف الكاذب


في رواية ابن حمزة و السيد المرتضي عن الشيخ المفيد باسناده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب انه قال: كنت مع الهادي علي بن محمد (ع) في مسجد المدينة فأتاه جماعة من أصحابه منهم ابوهاشم الجعفري و كان رجلا بليغا و كانت له منزلة عظيمة عنده ثم دخل المسجد جماعد من الصوفية و جلسوا في جانبه حلقة مستديرة ثم اخذوا بالتهليل فقال (ع):

لا تلتفتوا الي هؤلاء الخداعين، فانهم خلفاء الشياطين و مخربوا قواعد الدين، يتزهدون لراحة الاجسام، و يتهجدون لتقييد الانام و يتجوعون عمرا حتي يذبحوا للايكاف حمرا لا يهللون الا لغرور الناس و لا يقللون الغذاء الا للالتباس و الاختلاف اورادهم الرقص و التصدية و اذكارهم الترنم و تغتية فلا يتبعهم الا السفهاء لا يعتقد بهم الا الحمقاء فمن ذهب الي زيارة واحد منهم حيا أو ميتا فكأنما ذهب



[ صفحه 140]



الي زيارة الشيطان و عبادة الاوثان و من اعان احدا منهم فكأنما اعان يزيد و معاوية و أباسفيان.

فقال رجل من اصحابه: من كان معترفا بحقوقكم؟

قال: فنظر اليه شبه المغضب و قال (ع): دع ذا من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا. اما تدري ان اخس الطوائف الصوفية و الصوفية كلهم من مخالفينا و طريقتهم مغايرة لطريقتنا و ان هم الا نصاري و مجوس هذه الامة اولئك الذين يجهدون في اطفاء نور الله و الله متم نوره ولو كره الكافرون.» [1] .

دأب بعض المسلمين علي اتخاذ طقوس و اعمال لا تلتقي مع روح الاسلام المشرقة و عبادته المربية فلجؤا الي دق الدفوف وهز الرؤوس و الاجسام و التكلم بمبهم الكلام من التمتمات و الهمسات و النفخات و الهلوسات و اطلقوا علي انفسهم الصوفية المأخوذ من لبس الصوف المشير الي الزهد و الابتعاد عن سفاسف الدنيا الزائلة يعلم بابتعاد مثل اولئك عن الزهد

اما من زهد حقا و لبس الصوف و دعا وقام لله ساجدا و قاعدا و ذكره بلسانه فارتعشت فرائصه و اهتزت جوارحه و دمعت عينه فذلك حبيب للائمة منار للأمة سر من اسرار الله و نور من انوار الايمان.

لذلك ففي كلمة الامام تحديد لموقف التشيع من التظاهر بالتصوف و ابطان حب الدنيا.

لقد حدد الامام النقاط التالية:

1- عدم اعطاء الاهمية و الاحترام للمرائين من ادعياء التصوف.

2- ان هؤلاء القوم من حزب الشيطان و دورهم تخريب الدين

3- اسباب مظاهر زهدهم.

أ) اظهار الزهد لراحة الاجسام و الهرب من الجهاد

ب) اظهار التهجد لكسب قلوب الناس.

ج) اظهار الجوع لكسب التخمة في المستقبل.

د) اعمالهم الغناء و الرقص و هي امور محرمة.

4- اتباعهم السفهاء و الحمقي.

5- عدم زيارة ائمتهم احياء و امواتا لانها كزيارة



[ صفحه 141]



الشيطان و عبادة الاوثان.

6- عدم مساعدتهم فانها كمساعدة الامويين امثال معاوية و يزيد و ابي سفيان

7- شبه

قد يدعي الصوفي الكاذب الذي حدد الامام صفاته محبة اهل البيت فهل يعتبر مثل هذا الرجل مؤمنا و لا يدخل ضمن المنحرفين

ان جواب الامام في هذا الخصوص يتحدد بأن من عرف حقوق اهل البيت لايتجه الي عقوقهم بمخالفة الشرع و قد خالف الصوفية الشرع فلا يعتبر ادعاؤهم.


پاورقي

[1] انظر ذرايع اللسان لمحمد رضا الطبسي ج 2 ص 37.