بازگشت

الام


و قبل أن نتحدث عن شؤون السيدة الزكية أم الامام علي الهادي عليه السلام نود أن نشير الي ما ذكرناه - غير مرة - من أن الاسلام قد تبني بصورة ايجابية وحدة المجتمع و اتفاق الكلمة، و ناهض جميع الأساليب التي تؤدي الي الاختلاف، و فصم عري الوحدة، و علي ضوء هذا الاتجاه المشرق سار أئمة أهل البيت عليهم السلام فلم يفرقوا بين الأبيض و الأسود، و قد سارعوا الي الزواج من الاماء ليقضوا علي النعرات الهدامة فقد تزوج الامام العظيم زين العابدين و سيد الساجدين علي بن الحسين بأمة ولدت له الشهيد الخالد زيدا، و تزوج الامام محمد الجواد بأمة أولدت له الامام علي الهادي عليه السلام، و كان قد اشتراها له محمد بن الفرج بسبعين دينار [1] .

و تولي الامام الجواد عليه السلام تربيتها و تهذيبها، و قد استقرت في بيت الامامة الذي كان يضم العلويات من بنات رسول الله (صلي الله عليه و آله) اللاتي يمثلن الشرف و العفة و الطهارة، و قد تأثرت بهديهن و سلوكهن فأقبلت علي طاعة الله و عبادته فكانت من القانتات المتهجدات و التاليات لكتاب الله، و قد روي ذلك نقلة الأثر [2] .

و حسبها فخرا أنها ولدت سيدا من سادات المسلمين، و اماما من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله أمن العباد و سفن النجاة.



[ صفحه 17]




پاورقي

[1] دلائل الامامة (ص 216).

[2] عيون المعجزات.