بازگشت

تعويذه


كان الامام الجواد عليه السلام يضن علي ولده الامام الهادي عليه السلام عوادي الدهر و طوارق الأيام، و كان يلتجي ء الي الله تعالي ليحميه من كل سوء، و يقيه من كل مكروه و كان يعوذه كل يوم بهذا الدعاء الشريف الذي يمثل مدي اعتصامه بالله و انقطاعه اليه و قد جاء فيه بعد البسملة:

«لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، اللهم رب الملائكة و الروح، و النبيين و المرسلين، و قاهر من في السموات و الأرضين، و خالق كل شي ء و مالكه كف عني بأس أعدائنا، و من أراد بنا سوء من الجن و الانس، فأعم أبصارهم و قلوبهم، و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا، انك ربنا و لا حول و لا قوة الا بالله عليه توكلنا و اليه أنبنا، و هو العزيز الحكيم.



[ صفحه 22]



ربنا و عافنا من شر كل سوء، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، و من شر ما سكن في الليل و النهار، و من شر كل سوء، و من شر كل ذي شر يا رب العالمين، و آله المرسلين، صل علي محمد و آله أجمعين، و خص محمدا و آله بأتم ذلك، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، بسم الله و بالله أو من و بالله أعوذ، و بالله أعتصم، و بالله أستجير، و بعزة الله و منعته أمتنع من شياطين الانس و الجن، و من رجلهم و خيلهم و ركضهم، و عطفهم و كيدهم و شرهم و شر ما يأتون به تحت الليل و تحت النهار من البعد و القرب، و من شر الحاضر و الغائب، و الشاهد و الزائر أحياءا و أمواتا... و من شر العامة و الخاصة، و من شر نفسي و وسوستها، و من شر الدناهش [1] و الحس و اللمس، و اللبس، و من عين الجن و الانس.

و بالاسم الذي اهتزله عرش بلقيس أعيذ ديني و نفسي، و جميع ما تحوط به عنايتي من شر كل صورة و خيال أو بياض أو سواد، أو تمثال أو معاهد أو غير معاهد ممن سكن الهواء و السحاب و الظلمات و النور و الظل و الحرور [2] و البرد، و البحور و السهل و الوعور و الخراب، و العمران و الآكام و الآجام [3] و المفاوض، و الكنايس و النواويس [4] و الفلوات و الجبانات، من الصادرين ممن يبدو بالليل و ينتشر بالنهار، و بالعشي و الأبكار، و الغدو و الآصال، و المريبين و الأسامرة و الأفاترة و الفراعنة، و الأبالسة، و من جنودهم و أزواجهم و عشائرهم، و قبائلهم، و من همزهم و لمزهم و نفثهم، و وقاعهم، و أخذهم، و سحرهم، و ضربهم و عبثهم، و لمحهم، و احتيالهم و من شر كل ذي شر من السحرة و الغيلان و أم الصبيان و ما ولدوا... و من شر كل ذي شر داخل و خارج،



[ صفحه 23]



و عارض و متعرض، و ساكن و متحرك، و ضربان عرق، و صداع شقيقة و أم ملدم و الحمي، و المثلثة و الربع و الغب، و النافضة و الصالبة و الداخلة و الخارجة، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، انك علي صراط مستقيم، اللهم صل علي محمد و آل محمد و سلم كثيرا...».

لقد كان الامام الجواد عليه السلام يغذي وليده العظيم بهذا الدعاء الشريف ليستقبل الحياة و هو علي ثقة و اطمئنان من أن القوة المدبرة لهذا الكون، و الحاكمة فيه انما هو الله تعالي صانع الحياة، و خالق كل شي ء، و غيره سراب لا حول له و لا قوة.

لقد غرس الامام الجواد عليه السلام في نفس وليده الايمان المطلق بقدرات الله تعالي، فالالتجاء انما يكون اليه، فهو الذي يدفع الضراء و البأساء.


پاورقي

[1] الدناهش: نوع من أنواه الجن، جاء ذلك في مجمع البحرين.

[2] الحرور بالفتح الريح الحارة.

[3] مواضع القصب.

[4] مقبرة النصاري.