بازگشت

صلات الكتابيين للامام


و لم يقتصر تعظيم الامام و تقدسيه علي المسلمين، و انما سري الي غيرهم من الكتابيين، فقد آمنوا بروحانيته، و عظيم مكانته عندالله، و كانوا اذا



[ صفحه 28]



تعرضوا لمهمة حملوا اليه الهدايا و توسلوا به ليفرج عنهم مهماتهم، و كان من بينهم ما حدث به هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال:

ان يوسف بن يعقوب المسيحي كانت له صلة مع أبيه، و قد نزل ضيفا عنده فسأله عن شأن قدومه الي بغداد؟ فقال له: قد دعيت الي المتوكل و لا أدري ما يراد مني، الا أني اشتريت نفسي بمائة دينار قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا عليه السلام فبارك له والدي، ثم انه غادر بغداد متوجها الي سر من رأي، فمكث فيها أياما، ثم رجع مستبشرا فرحا، فسأله أبي عما لقي في سفره؟ فقال: صرت الي سر من رأي، و لم أكن قد دخلتها من ذي قبل، و أحببت أن أوصل المائة دينار الي ابن الرضا قبل أن أصل الي المتوكل، فسألت عنه، فقيل لي: ان المتوكل منعه من الركوب و انه ملازم لداره، فخفت من الوصول اليه، و حاذرت من السؤال عنه، و وقع في ذهني أن أركب دابتي، و أخرج الي البلد لعلي أقف علي معرفته من غير سؤال، و فعلت ذلك فبينما أنا أخترق الشوارع و الأسوق اذ وصلت الي باب دار خطر في ذهني انها دار الامام، فقلت لغلامي: سل لمن هذه الدار؟ فبادر الغلام فسأل عن صاحبها فقيل له: انه ابن الرضا، فطرق الباب فخرج غلام أسود فقصدني و قال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم، قال انزل فنزلت عن دابتي، فأدخلني في الدهليز ثم دخل الغلام و خرج و قال لي: أين المائة دينار؟ فناولته اياها، فأوصلها الي الامام، ثم انه خرج و أذن لي بالدخول فدخلت، و اذا الامام جالس وحده، فنظر الي بعطف و حنان و قال:

«أما آن لك - يعني أن تهتدي -».

قلت: يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه الكفاية لمن اكتفي، فقال له الامام:

«هيهات انك لا تسلم، و لكن سيسلم ولدك، و هو من شيعتنا، يا يوسف ان



[ صفحه 29]



أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، انك ستري ما تحب...».

و بهر يوسف بما رآه من المعجز، و مضي الي المتوكل فنال جميع ما أراده.

يقول هبة الله: و توفي يوسف فلقيت ابنه و هو مسلم حسن الاعتقاد بأهل البيت عليهم السلام فأخبرني أن أباه قد توفي علي النصرانية و انه أسلم بعد موته، و كان يقول: أنا بشارة مولاي [1] .

لقد آمن الكتابيون بالامام و رأوا في حياته امتدادا لحياة الأنبياء و القديسين.


پاورقي

[1] بحار الأنوار 13 / 133.