بازگشت

علومه و معارفه


و شرح الله صدر الامام الهادي عليه السلام للعلم، و أوسع قلبه للمعارف، فقد تفتحت له أسرار الحقائق، و غوامض الأمور بغير طلب أو جهد، و قد تحدث الناس عن سعة معارفه اذ لم يكن هناك أحد يضارعه في ثرواته العلمية المذهلة التي شملت جميع أنواع العلوم من الحديث و الفقه و الفلسفة و علم الكلام، و غيرها من سائر العلوم.

و قد تسالم العلماء و الفقهاء علي الرجوع الي رأيه المشرف في المسائل المعقدة و الغامضة من أحكام الشريعة الاسلامية، و من الغريب أن المتوكل العباسي الذي كان من ألد أعداء الامام عليه السلام و أشدهم نصبا و عداوة لأبائه كان يرجع الي رأي الامام عليه السلام في المسائل التي اختلف فيها علماء عصره، و يقدم رأيه علي آرائهم، و سنعرض لذلك في البحوث الآتية.

و علي أي حال فانا نتحدث بصورة موجزة عن بعض ما أثر عنه من العلوم و المعارف و ما أدلي به من غرر الحكم و الآداب التي تناولت مختلف القضايا التربوية و الاجتماعية، و فيما يلي ذلك:

الحديث:

و لم تقتصر الأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و الأئمة الطاهرين من أهل بيته علي الأحكام الشرعية و قضايا الدين، و انما



[ صفحه 66]



شملت جميع مناحي الحياة، فقد وضعت البرامج لقواعد الاخلاق و الآداب و حسن السلوك و غيرها من مختلف القضايا الفكرية و الاجتماعية.

و قد أثرت عن الامام الهادي عليه السلام مجموعة من الروايات يروي بعضها عن النبي صلي الله عليه و آله و البعض الآخر عن آبائه الأئمة الطاهرين و فيما يلي ذلك: