بازگشت

رواياته عن النبي


روي الامام الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه مجموعة من الأحاديث كان من بينها:

1- روي المسعودي قال: حدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة (سراي غسان) قال: حدثني أبودعامة قال: أتيت علي بن محمد بن علي بن موسي عائذا في علته التي كانت وفاته منها في هذه السنة، فلما هممت بالانصراف قال لي: يا أبادعامة قد وجب حقك، أفلا أحدثك بحديث تسر به؟

قال: فقلت له: ما أحوجني الي ذلك يا ابن رسول الله، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسي بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثني علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: اكتب، قال: قلت: و ما أكتب؟ قال: اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم الايمان ما و قرته القلوب، و صدقته الأعمال، و الاسلام ما جري به اللسان، و حلت به المناكحة...».

قال أبو عامة: فقلت: يا ابن رسول الله ما أدري و الله أيهما أحسن الحديث أم الاسناد؟ فقال: انها لصيحفة بخط علي بن أبي طالب باملاء



[ صفحه 67]



رسول الله صلي الله عليه و آله نتوارثها صاغرا عن كابر... [1] و نظر هذا الحديث الشريف الي الفرق بين الايمان و الاسلام فحقيقة الايمان أن يستقر في أعماق النفس، و دخائل القلب، و تصدقه و تدلل عليه الأعمال الصالحة التي تصدر من القلوب المؤمنة بالله.

أما الاسلام فانه يكفي فيه جريان كلمة التوحيد و الشهادة بنبوة النبي صلي الله عليه و آله علي اللسان و تحل به المناكح، و سائرالآثار الوضعية التي يشترط في ترتبها الاسلام.

2- روي الحسن بن علي عن أبي الحسن العسكري عن آبائه قال أميرالمؤمنين: قال: سمعت النبي صلي الله عليه و آله يقول:«اذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد يا رسول الله، ان الله قد أمكنك من مجازاة محبيك، و محبي أهل بيتك الموالين لهم فيك، و المعادين لأعدائهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يارب الجنة فبوئهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به...» [2] .

ان أهل البيت عليهم السلام هم الذين رفعوا راية الاسلام عالية خفاقة، و حاربوا العتاة و الطغاة، و نادوا بحقوق الانسان و كرامة الانسان، و قد نقم عليهم أولئك العتاة المجرمون فتناهبت سيوفهم و رماحهم أجساد العترة الطاهرة، و قد جعل الله تعالي أجرهم و أجر محبيهم الجنة يتبوأون منها حيث ما شاؤوا جعلنا الله من أوليائهم و محبيهم.

3- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة،



[ صفحه 68]



و أحبون لحب الله، و أحبوا أهل بيتي....» [3] .

لقد أمر الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله بحب الله لأنه مصدر الفيض للنعم التي يغذو بها الانسان، كما أمر بحبه و حب أهل بيته لأن في حبهم حبا لله تعالي.

4- روي الامام الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحب لأهل بيتي، و الموالي لهم، و المعادي فيهم، و القاضي لهم حوائجهم، و الساعي لهم فيما ينوبهم من أمورهم...» [4] .

لقد أكد الرسول صلي الله عليه و آله علي لزوم مودة العترة الطاهرة، و جعل حبهم فريضة علي كل مسلم و مسلمة لأن في اتباعهم صيانة للأمة من الاختلاف و التشتت، و ضمانا لها من الانحراف و الفتن.

5- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال:«يقول الله تبارك و تعالي: يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب اليك بالنعم، و تتمقت الي بالمعاصي، خيري اليك نازل، و شرك الي صاعد، و لا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم و ليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك، و أنت لا تعلم من الموصوف لسارعت الي مقته...» [5] .

و في هذا الحديث الشريف دعوة الي عمل الخير، و الابتعاد عن الأعمال التي يمقتها الله، فكل عمل يرفع الي الله قال تعالي (اليه يصعد العمل الصالح و الكلم الطيب) والله تعالي يجازي عباده علي وفق أعمالهم



[ صفحه 69]



في دار الدنيا.

6- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال:«انما سميت ابنتي فاطمة لأن الله عزوجل فطمها، و فطم من أحبها من النار...» [6] .

لقد تواترت الأخبار عن النبي (ص) في فضل سيدة نساءالعالمين و بضعته فاطمة الزهراء سلام الله عليها، و كان من بين تلك الأخبار هذا الحديث الشريف الذي أعلن ان الله قد فطم سيدة النساء و فطم من أحبها من النار.

7- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه عن جده الامام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: كنت عند النبي صلي الله عليه و آله أنا من جانب، و علي أميرالمؤمنين من جانب اذ أقبل عمر ابن الخطاب و معه رجل قد تلبب به، فقال صلي الله عليه و آله: ما باله؟ قال: حكي عنك يا رسول الله انك قلت: من قال: لا اله الا الله محمد رسول الله دخل الجنة، و هذا اذا سمعه الناس فرطوا في الأعمال، أفأنت قلت ذلك؟ قال صلي الله عليه و آله: نعم اذا تمسكوا بمحبة هذا و ولايته، و أشار الي الامام أميرالمؤمنين عليه السلام [7] .

لا شك أن التمسك بولاية الامام أميرالمؤمنين و الاعتراف بفضله و سمو منزلته مما توجب البراءة من النار حسبما نطقت به الأخبار.

8- روي الامام الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه عن جده الامام أميرالمؤمنين عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال: «يا علي خلقني الله و أنت من نوره حين خلق آدم فأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضي



[ صفحه 70]



به الي عبدالمطلب، ثم افترقا من عبد المطلب فصرت أنا في عبدالله، و أنت في أبي طالب لا تصلح النبوة الا لي، و لا تصلح الوصية الا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، و من جحد نبوتي أكبه الله علي منخره في النار...» [8] .

ان الله تعالي خلق نبيه العظيم محمدا و وصيه الامام أميرالمؤمنين عليه السلام من نور واحد فأضاءا الحياة الفكرية و الاجتماعية، و حررا الأرض من أرجاس الوثنية و خرافات الجاهلية، و هما سلام الله عليهما نفس واحدة، و من جحد ولاية علي، فقد جحد نبوة الرسول صلي الله عليه و آله و ما له في الآخرة من نصيب، و هو من الخاسرين.

9- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال لعلي:«يا علي محبك محبي، و مبغضك مبغضي...» [9] .

و تضافرت الأخبار عن النبي صلي الله عليه و آله ان من أحبا الامام أمير المؤمنين فقد أحب رسول الله صلي الله عليه و آله و من أبغضه فقد أبغض النبي صلي الله عليه و آله فان عليا هو نفس رسول الله، و باب مدينة علمه، و أبوسبطيه، و المكافح عنه في جميع المواقف و المشاهد.

10- روي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه عن جده الامام أمير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «من سره أن يلقي الله عزوجل آمنا، مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك يا علي، و ليتول ابنيك الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد، و موسي بن جعفر، و علي بن موسي، و محمد بن علي



[ صفحه 71]



و علي بن محمد، و الحسن بن علي، ثم المهدي و هو خاتمهم، و ليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك، يا علي و يشنأهم الناس، و لو أحبوهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، و يؤثرونك و ولدك علي آبائهم و أمهاتهم و اخواتهم و علي عشائرهم، و القربات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم، و يرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون...» [10] .

و أعلنت هذه الرواية سمو منزلة الموالي للامام أميرالمؤمنين عندالله تعالي، و أنه اذا لقي الله فيلقاه مسرورا آمنا من الفزع الأكبر، قد أجزل له تعالي الثواب، و ألحقه بدرجة أوليائه، كما نصت علي امامة الأئمة الاثني عشر خلفاء النبي علي أمته، و أوصيائه الذين حملوا مشعل الهداية الي الناس:

11- قال عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله:«الناس اثنان: رجل أراح و رجل استراح، غأما الذي استراح فالمؤمن استراح من الدنيا و نصبها و أفضي الي رحمة الله و كريم ثوابه، و أما الذي أراح فالفاجر أراح منه الناس و الشجر و الدواب و أفضي الي ما قدم...» [11] .

و أشادت هذه الرواية بمنزلة المؤمن و مكانته، فانه اذا انتقل من هذه الدنيا فقد استراح من عنائها و همومها و آلامها، و قدم علي رب كريم يضاعف له الأجر و يزيد في حسناته و ثوابه، كما استهانت بالفاجر و انه اذا هلك فقد أراح الناس من شره و اعتدائه، بل استراحت منه الشجر و الدواب لأنه مصدر شر عليها، و هو سيلاقي العقاب من جراء ما اقترفه من السيئات في دار الدنيا.



[ صفحه 72]



هذه بعض الروايات التي رواها الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام عن جده رسول الله صلي الله عليه و آله و كان معظمها في فضل العترة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس و طهرهم تطهيرا.


پاورقي

[1] مروج الذهب 4 / 114.

[2] بحار الأنار الجزء الثالث.

[3] الأمالي للشيخ الطوسي.

[4] الأمالي للطوسي.

[5] الأمالي للطوسي.

[6] البحار الجزء العاشر.

[7] البحار الجزء الثامن.

[8] البحار الجزء التاسع.

[9] البحار الجزء التاسع.

[10] البحار الجزء التاسع.

[11] أمالي الطوسي.