بازگشت

رواياته عن الامام أميرالمؤمنين


و روي الامام الهادي عليه السلام مجموعة من الحكم و الآداب عن جده الامام أمير المؤمنين رائد الحكمة و العدالة في الأرض، و هذه بعضها:

1- قال عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:«اياكم و المني فانها من بضايع الفجرة...» [1] .

ان الاسلام - بكل اعتزاز و فخر- ناهض جميع الوسائل التي تؤدي الي التأخر و الانحطاط، و من بينها الاتكال علي التمني و ترك العمل الأمر الذي يوجب ايقاف سير التقدم و التطور في الحياة.

2- قال عليه السلام: قال أميرالمؤمنين:«من أصبح و الآخرة همه استغني بغير مال و استأنس بغير أهل، و عز بغير عشيرة...» [2] .

ان من اهتم بشأن الآخرة و سعي لها فانه يكون ثريا بتقواه و ورعه، و يأنس لأنه أرضي ضميره بالاتصال بخالقه، كما يكون عزيزا و ذا منعة عند الناس، و ان عزته بغير عشيرة و انما هي بالصلاح و التقوي.

3- قال عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:«العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل حسان، و الفكرة مرآة صافية، و الاعتبار منذر ناصح، و كفي بك أدبا لنفسك تركك ما كرهته لغيرك...» [3] .



[ صفحه 73]



و هذه الكلمات الذهبية من كنور الحكمة المشرقة، ففيها الدعوة الي التحلي بالعلم و الأدب، و انه من خير ما يظفر بهما الانسان في هذه الحياة، كما نظر الامام الحكيم الي الفكر نظرة عميقة فاعتبره كالمرآة الصافية ينطبع فيه صور الخير و الشر، و الانسان المهذب هو الذي يلتقط في فكره الصور الخيرة و لا يلوثه بصور الرذائل، و القبح، و اعتبر الامام من أرقي ألوان الأدب أن يترك الانسان و يجتنب ما يكرهه من غيره من ألوان الشذوذ و الانحراف.

4- قال عليه السلام: قال أميرالمؤمنين:«من دخله العجب هلك...» [4] .

ان اعجاب المرء بنفسه مدعاة الي هلاكه، فان في العجب آفات مدمرة كان منها التطاول علي الغير، و الاعتداء بغير حق، و الغض عما يقترفه المعجب بنفسه من الرذائل و المساوي ء.

5- قال عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:«من أيقن بالخلف جاد بالعطية» [5] .

ما أروع هذه الكلمة، فان من ينفق في سبيل الله، و يتيقن أن الله سيخلفه عليه في الدنيا و الآخرة، فانه من الطبيعي يقدم عطاءا سمحا و جزيلا.

6- قال عليه السلام: جاء رجل يهودي الي الامام أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له:

أخبرني عما ليس لله، و عما ليس عندالله، و عما لا يعلمه الله، فقال عليه السلام: أما ما لا يعلمه الله فلا يعلم له ولدا، تكذيبا لكم حيث قلتم:



[ صفحه 74]



عزير بن الله، و أما قولك: عما ليس عندالله فليس عندالله ظلم علي العباد، و أما قولك: عما ليس لله، فليس له شريك، و بهر اليهودي، فأعلن اسلامه، و تشهد الشهادتين، و خاطب الامام قائلا:

«أشهد أنك الحق، و من أهل الحق، و قلت الحق...» [6] .

ان الامام أميرالمؤمنين عليه السلام باب مدينة علم النبي صلي الله عليه و آله و لو ثنيت له الوسادة لأفتي أهل الانجيل بانجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل التوراة بتوراتهم، كما كان يقول عليه السلام، و من المقطوع به ان الخلافة لو آلت اليه بعد وفاة النبي صلي الله عليه و آله لما بقي كتابي الا و أعلن الاسلام، و آب الي طريق الحق.

7- روي الامام الهادي عليه السلام بسنده عن آبائه ان رجلا من أهل العراق دخل علي الامام أميرالمؤمنين عليه السلام حين خروجه الي حرب صفين فقال له:

«أخبرنا عن خروجنا الي أهل الشام أبقضاء من الله و قدر،...»

فأجابه الامام الحكيم قائلا:

«أجل يا شيخ فوالله ما علوتم قلعة، و لا هبطتم بطن واد الا بقضاء من الله و قدر،...».

فانبري الشيخ قائلا:

«عندالله احتسب عنائي يا أمير المؤمنين...».

وراح الامام يوضح للشيخ حقيقة القضاء و القدر قائلا:

«مهلا يا شيخ!! لعلك تظن قضاءا حتما، و قدرا لازما، لو كان كذلك



[ صفحه 75]



لبطل الثواب و العقاب، و الأمر و النهي، و الزجر، و لسقط معني الوعيد و الوعد، و لم يكن علي مسي ء لائمة، و لا لمحسن محمدة، و لكان المحسن أولي باللائمة من المذنب، و المذنب أولي بالاحسان من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، و خصماء الرحمن، و قدرية هذه الأمة و مجوسها، يا شيخ: ان الله عزوجل كلف تخييرا، و نهي تحذيرا، و أعطي علي القليل كثيرا، و لم يعص مغلوبا، و لما يطع مكرها، و لم يخلق السماوات و الأرض و ما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار...».

فنهض الشيخ و هو يقول:



أنت الامام الذي نرجو بطاعته

يوم النجاة من الرحمن غفرانا



أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا

جزاك ربك عنا فيه احسانا



فليس معذرة في فعل فاحشة

قد كنت راكبها فسقا و عدوانا



لا لا و لا قائلا ناهيه أوقعه

فيها عبدت اذا يا قوم شيطانا



و لا احب و لا شاء الفسوق و لا

قتل الولي له ظلما و عدوانا



اني يحب و قد صحت عزيمته

ذو العرش أعلن ذاك الله اعلانا [7] .



و سنعرض بصورة مفصلة الي مسألة القضاء و القدر في البحوث الآتية.

8- قال عليه السلام: قال أمير المؤمنين:«كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه، و انما هو كفنه، و يبني بيتا ليسكنه، و انما هو موضع قبره...» [8] .

و في هذا الكلام الشريف دعوة الي اليقظة و الاحساس، و الحذر من مطامع الدنيا و أهوائها.



[ صفحه 76]




پاورقي

[1] أمالي الطوسي.

[2] أمالي الطوسي.

[3] مآثر الكبراء 3 / 219.

[4] وسائل الشيعة 1 / 78.

[5] وسائل الشيعة 11 / 523.

[6] مآثر الكبراء.

[7] التوحيد(ص 381 - 380).

[8] عيون أخبار الرضا.